ملخص
دمرت الغارات الإسرائيلية مباني عامة جزئياً أو كلياً، خصوصاً المرتبطة منها بالجيش والحرس الثوري أو بأنشطة نووية. كما استهدفت مبانٍ سكنية يقطنها مسؤولون كبار، مما أسفر عن مقتل مدنيين.
بدأت الحياة بالعودة تدريجاً لطهران اليوم الثلاثاء، وإن لم تستعِد بعد إيقاعها المعتاد، على أمل في أن يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يوماً من حرب خلفت دماراً كبيراً في أنحاء عدة من العاصمة.
واختلفت الآراء في سوق تجريش بشمال العاصمة حول فرص صمود وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الليل، بعد 12 يوماً من الحرب التي أطلقتها إسرائيل، وتخللتها ضربات أميركية على منشآت نووية رئيسة في إيران.
ولم يُبلغ عن أية ضربات في طهران منذ الصباح الباكر، بعد ليلة استيقظ خلالها السكان على دوي انفجارات كانت وتيرتها أعلى من الأيام السابقة.
وأثرت الأحداث في الحياة الاقتصادية بالعاصمة حيث أَغلقت شركات ومطاعم ومكاتب حكومية أبوابها، بينما هجرت المكاتب في الأحياء الأكثر تعرضاً للقصف.
ودمرت الغارات الإسرائيلية مباني عامة جزئياً أو كلياً، خصوصاً المرتبطة منها بالجيش والحرس الثوري أو بأنشطة نووية. كما استهدفت مبانٍ سكنية يقطنها مسؤولون كبار، مما أسفر عن مقتل مدنيين.
ومن دون استخدام مصطلح "وقف إطلاق النار"، قدمت السلطات الإيرانية اليوم وقف الضربات على أنه "نصر جعل العدو يندم ويقبل بالهزيمة ويوقف عدوانه من طرف واحد"، مضيفة أن طهران "لا تثق إطلاقاً بالأعداء" و"تبقي إصبعها على الزناد" لتوجيه "رد قاصم يجعل كل من يطلق عدواناً (ضدها) يندم".
آمال في التهدئة
وعبر إيرانيون عن ارتياحهم للإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار، وبالنسبة إلى سكان طهران جلب هذا الإعلان آمالاً في بدء عمليات التنظيف وعودة الحياة لطبيعتها وتهدئة القلق من تصعيد جديد أو حرب طويلة الأمد، حتى لو كان ذلك بصورة موقتة.
وأعرب عدد كبير من الإيرانيين الذين فروا من الهجمات عن سعادتهم لتمكنهم من العودة لديارهم بعد أن قضوا أياماً صعبة ومكلفة خلال إقامتهم خارج المدينة في مساكن مستأجرة أو عند أقاربهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل 24 ساعة فقط، كانت سحب الدخان تتصاعد فوق أجزاء من العاصمة مع استهداف إسرائيل للحرس الثوري الإيراني وقوات "الباسيج" التابعة له، إضافة إلى سجن إيفين الذي يقع أسفل جبال البرز.
وحذرت إسرائيل السكان مراراً وطلبت منهم مغادرة مساحات واسعة من المدينة قبل أن تنفذ غاراتها الجوية، مما أدى إلى ازدحام الطرق السريعة التي يسلكها الفارون من طهران.
وبدأ كثر منهم بالعودة لمنازلهم حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد أن أنهكهم التعب ونفد مالهم.
لا مؤشرات على احتجاجات
وشنت إسرائيل هجومها الجوي المفاجئ في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري وقصفت مواقع نووية وقتلت قادة عسكريين في أسوأ ضربة لإيران منذ غزو العراق عام 1980. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات قد تؤدي إلى تغيير النظام.
ومع ذلك، لم تكُن هناك أية مؤشرات على اندلاع احتجاجات كبيرة في الشوارع ضد النظام.
وقال إيرانيون لـ"رويترز"، ومن بينهم بعض ممن يعارضون السلطات واحتجوا على سياستها في الماضي، إن الهجمات الجوية دفعت المواطنين إلى الوقوف صفاً وحداً في مواجهة ما اعتبروه عدواناً أجنبياً.
ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الإيرانيين يشعرون بالغضب تجاه كبار قادة البلاد. وبالنسبة إلى العائدين للوطن فإن واقع الاقتصاد المتضرر من العقوبات لا يزال قائماً.
وعلى رغم استهداف إسرائيل لقادة عسكريين ومنشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني، أعلنت وسائل إعلام رسمية عن اعتقال مئات الأشخاص على خلفية اتهامهم بالتجسس.
وشوهدت سيارات سوداء تابعة للأمن في شوارع طهران، وعبر منتقدون عن مخاوفهم من حملة قمع من جانب السلطات لمنع أية محاولة لتنظيم احتجاجات حاشدة.