ملخص
بتضارب واختلاف الروايات في ما يتعلق بقراءة نتائج الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، فإنها بذلك قد انضمت إلى غالبية الحروب الحديثة التي لم تسفر عن نتيجة حاسمة مطلقة، وكان الاختلاف في شأن نتائجها هو الجدل السائد بين الساسة والمراقبين وحتي العسكريين والاستراتيجيين، إذ بات النصر الحاسم غاية يصعب تحققها، وذلك لمصلحة نصر نسبي تقيّمه الأطراف المتحاربة وفق النتائج، على رغم الكلف المادية والبشرية والمعنوية المدفوعة في مقابل تلك الأهداف الجزئية المتحققة.
ما أن دخل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بين إيران وإسرائيل حيذ التنفيذ بعد 12 يوماً من المواجهات العسكرية المتبادلة حتى تبنى كل طرف رواية خاصة بتحقيق النصر وإخضاع الآخر، من دون إقرار أيهما بالهزيمة، وتلك الروايات المتناقضة وإن غلب على طبيعتها ومضمونها محاولة مخاطبة كل طرف للداخل والخارج معاً، أثارت الأسئلة حول فهم وقراءة مفاهيم الانتصار في الحروب وكيفية صياغتها من قبل المتحاربين، على رغم ما أبدته المواجهة الراهنة بين طهران وتل أبيب من أضرار غير مسبوقة تلقاها الطرفان طوال أيام الحرب.
وخلال الساعات الأولي بعد إعلان الرئيس ترمب توصله إلى اتفاق وقف إطلاق النار وقبول الطرفين له، سارعت كل من إيران وإسرائيل إلى إعلان نصرهما، فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده حققت الأهداف التي حددتها بشن هجومها المفاجئ على إيران في الـ 13 من يونيو (حزيران) الجاري، إذ جرى تدمير برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، مثنياً على دعم الرئيس ترمب وبلاده الدفاعي والمشاركة في القضاء على "التهديد النووي"، وفي المقابل شدد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو أعلى هيئة أمنية في إيران، على أن الدولة العبرية اضطرت إلى قبول الهزيمة ووقف إطلاق النار من جانب واحد، وأن ردهم على العدو كان ساحقاً وبشجاعة قل نظيرها، وأن المرحلة الراهنة تمثل انتصاراً للدماء الطاهرة للمجاهدين وصموداً في وجه الطغيان.
إيران والبحث عن مخرج
في تحليل لها بعنوان "هل يمكن لإيران وإسرائيل والولايات المتحدة أن تدعي جميعها الآن أنها انتصرت؟" كتبت مديرة شؤون الأمم المتحدة فرناز فاسيحي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "التصريحات التي أطلقتها البلدان الثلاثة بعد إعلان وقف إطلاق النار فسحت المجال أن يقول كل طرف روايته، إذ بات بإمكان واشنطن أن تقول إنها أضعفت برنامج إيران النووي، وأن تؤكد تل أبيب أنها أنهكت طهران، في حين تستطيع الجمهورية الإسلامية بدورها أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير."
وفي تحليل الموقف الإيراني لقبول وقف إطلاق النار، سردت الصحيفة صياغة الحسابات الإيرانية للتمهيد لنهاية تلك الحرب قائلة إنه "بالنسبة إلى طهران فقد عقد المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد صباح الإثنين الماضي اجتماعاً طارئاً لمناقشة الرد على الولايات المتحدة بعد قصفها ثلاث منشآت نووية رئيسة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي ضربة خطرة أخرى بعد أسبوع من الهجمات الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً جسيمة بالقيادة العسكرية والبنية التحتية الإيرانية"، معتبرة أن طهران كانت بحاجة إلى "حفظ ماء الوجه".
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين إيرانيين قولهم إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي أصدر من "داخل مخبأه المحصن" أمراً بالرد على الهجوم الأميركي، لكنه في الوقت ذاته أرسل تعليمات بأن يجري احتواء الضربات لتجنب حرب شاملة مع واشنطن، مشيرة إلى أن إيران أرادت ضرب هدف أميركي في المنطقة، لكنها كانت حريصة أيضاً على منع مزيد من الهجمات الأميركية، لذا اختار الحرس الثوري الإيراني قاعدة العديد الجوية في قطر لسببين، وفقاً لاثنين من أعضاء الحرس الثوري، وهما أنها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، ولاعتقادهم بأن "العديد" كانت متورطة في تنسيق ضربات واشنطن على المنشآت النووية الإيرانية، ولكن نظراً لوجودها في قطر، الحليف المقرب من إيران، اعتقد المسؤولون الإيرانيون أيضاً أن الأضرار يمكن أن تكون ضئيلة إلى حد ما.
وبحسب الصحيفة، فقبل ساعات عدة من توجيه الضربة بدأت إيران بإرسال إشعار مسبق بأن الضربة كانت وشيكة ومررت الرسالة عبر وسطاء، فأغلقت قطر مجالها الجوي وجرى تحذير الأميركيين، وبالتوازي مع ذلك روجت طهران أمام الرأي العام لديها لضربتها ضد الأميركيين على أنها ثمن مهاجمة إيران، مشيرة إلى أنه خلف الكواليس، وفق المصادر الإيرانية، كان قادة طهران يأملون بأن يقنعوا الرئيس ترمب بالتراجع بعد هجومهم المحدود وتحذيرهم المسبق، كما كانوا يأملون أيضاً بأن تضغط واشنطن على إسرائيل لإنهاء غاراتها الجوية العنيفة على إيران.
وقبل إطلاق النار على القوات الأميركية في قطر قال أحد المسؤولين الإيرانيين لـ "نيويورك تايمز" إن الخطة كانت تقضي بعدم قتل أي أميركيين حتى لا يدفع الأمر الولايات المتحدة إلى الانتقام ويقود إلى دورة من الهجمات، وهو ما بدا أنه "نجح بالفعل" وفق الصحيفة، إذ أعلن بعدها الرئيس الأميركي أن 13 من أصل 14 صاروخاً إيرانياً جرى إطلاقها على قاعدة العديد ولم يقتل أو يجرح أي أميركي هناك، وأن الأضرار كانت ضئيلة، ثم أعلن "وقف اطلاق النار بين الطرفين".
ونقلت الصحيفة عن مدير "مكتب إيران في مجموعة الأزمات الدولية" علي واعظ قوله إنه بعد هذا المشهد أصبح كل طرف يملك "رواية للنصر"، مع تجنب خطر التعثر في صراع أكبر مع عواقب وخيمة على المنطقة وخارجها، مضيفاً "هنا يمكن للولايات المتحدة أن تقول إنها أضعفت برنامج إيران النووي، وتستطيع إسرائيل أن تقول إنها أضعفت إيران، وهي خصم إقليمي، كما تستطيع طهران أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير".
وبينما قصفت الولايات المتحدة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية ليل السبت - الأحد الماضي باستخدام قاذفات شبح من طراز "بي-2"، وإعلان الرئيس ترمب لاحقاً تحقيق "إنجاز عسكري رائع"، إلا أنه لم يكشف بعد عن حجم الأضرار، ولا سيما بعد تأكيد مستشار للمرشد الإيراني، علي شمخاني، أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب على رغم الهجمات الأميركية، وأن اللعبة لم تنته، ولهذا قد يبدو بالنسبة إلى إيران أن أهداف إسرائيل المعلنة من عملياتها العسكرية، والمتمثلة في القضاء على برنامجيها النووي والصاروخي، لم تتحقق، وعليه تقول "نيويورك تايمز" إن المسؤولين الغربيين يعترفون بأنه على رغم الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية لكنهم ليسوا متأكدين مما حدث لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، وهل لدى إيران القدرة على زيادة تخصيب اليورانيوم، وعما إذا كانت ستحاول القيام بمزيد من الأشكال السرية للعدوان، أم أنها ستحاول الآن التفاوض على رفع العقوبات الصارمة المفروضة عليها؟
تل أبيب والإنجاز المنقوص
أما عن إسرائيل التي تتمسك بتمكنها من تحقيق جميع أهداف الحرب وإزالة تهديد وجودي مزدوج في المجالين النووي والصواريخ الباليستية، فيبدو أن حجم المكاسب التي أنجزتها مقارنة بالخسائر كان كبيراً، ولا سيما على صعيد تحقيق السيطرة الجوية في سماء إيران وتدمير عشرات الأهداف العسكرية والأمنية، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة بقيادتها العسكرية ودعم واشنطن اللامحدود لها على الصعيدين الدفاعي، والمشاركة في تدمير المفاعلات النووية في فوردو ونطنز وأصفهان.
وعلى رغم ذلك تبقى الأسئلة بين وسائلها الإعلامية حول عمق الضرر الذي لحق بإيران، وعما إذا كانت قادرة على إعادة تموضعها وترميم قدراتها لتمثل تهديداً مجدداً للدولة العبرية، فوفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية التي ذكرت أن من أهم الإنجازات التي حققتها إسرائيل في مواجهة إيران، إضافة إلى تدمير البرنامج النووي وإلحاق الضرر بالبرنامج الصاروخي، "التغيير الجذري في الوعي وكسر حاجز الخوف من العمل العسكري المباشر ضد طهران، سواء في إسرائيل أو المجتمع الدولي، مع قدرة الجيش الإسرائيلي والمؤسسة السياسية على إثبات إمكان العمل عسكرياً في عمق إيران، بما في ذلك السيطرة الشاملة على مجالها الجوي من دون الانجرار إلى حرب شاملة".
وأوضحت "معاريف" في تحليلها المعنون بـ "الأفعى لا تزال حية... رغم انتصار إسرائيل لم يهزم العدو"، أنه بعد 12 يوماً من الحملة العسكرية بين إيران وإسرائيل جرى إعلان وقف إطلاق النار، وسارع الرئيس الأميركي ترمب إلى التصريح بأن الأهداف قد تحققت وأن البرنامج النووي الإيراني قد جرى تدميره، إلا أن وراء هذه التصريحات الرسمية صورة أكثر تعقيداً، مشيرة إلى أنه على رغم نجاح العملية العسكرية في تحقيق الخطة الدنيا فلا تزال هناك أسئلة مطروحة حول عمق الضرر، وما إذا كان النظام الإيراني قد جرى تقويضه نتيجة الحرب أم لا؟، وموضحة أن إسرائيل لم تكن تهدف إلى الخطة القصوى لتغيير النظام في إيران، لكنها كانت تأمل بأن تكون هذه هي النتيجة.
وذكرت "معاريف" أن من أهم الإنجازات التي حققتها إسرائيل كانت استعادة مستوى الردع الإقليمي لها والذي تآكل بصورة خطرة منذ هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكن على رغم كل تلك الإنجازات فإن علينا أن ندرك الفهم بأن "العدو لم يُهزم وأن النظام الإيراني لا يزال في السلطة"، مضيفة أن هناك درساً رئيساً من الأيام القليلة الماضية، مفاده أن إسرائيل لم تعد مقيدة بقيود الأمس، ولكن لا توجد أيضاً طرق مختصرة للنصر، وسيختبر الردع الحقيقي ليس فقط بالضربات الجوية، بل بالقدرة على إحداث تغيير طويل الأمد في التوازن الإستراتيجي للمنطقة.
وفي الاتجاه ذاته كتب إيتمار آيشنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلاً إنه وعلى رغم "الإنجازات المهمة والقاصمة للمشروع النووي الإيراني، والقضاء على كبار قادة الحرس الثوري وعلماء نوويين بارزين، وحرية غير مسبوقة لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء الإيرانية، وتجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة، لكن النجاح لم يكن بلا مقابل"، موضحاً أن "التحدي الحقيقي لإسرائيل هو عدم وجود اتفاق مكتوب مع إيران مما يجعل احتمال استئناف جهودها في المجالين النووي والصاروخي كبيرة جداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق آيشنر فما تحقق في إيران "يحتاج فترة زمنية قد تستغرق شهوراً وربما أعواماً لفهم ما إذا كانت العملية قد حققت أهدافها الأساس من إلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي وتوفير ردع وحرية عمل للجيش الإسرائيلي في أجواء إيران"، مضيفاً أن "12 يوماً كانت كافية لتغيير خريطة التهديدات لدولة إسرائيل جذرياً، ولكن هل ستستمر هذه الإنجازات مع مرور الوقت أم أنها بداية صراع مستمر مع طهران؟ لن نعرف الإجابات إلا في المستقبل ولكن الأمر واضح بالفعل، فلقد نفذت إسرائيل خطوة غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها وتعاونها مع الولايات المتحدة، خطوة تتجلى فيها بوضوح قدرتها على تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط".
واشنطن والقدرة على رعاية "الحرب والسلام"
وبالنسبة إلى الولايات المتحدة فقد ذكر تحليل لوكالة "رويترز" أنه عندما أرسل الرئيس ترمب قاذفات قنابل لضرب مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، كان يراهن على أنه يستطيع مساعدة حليفة بلاده في شل برنامج طهران النووي مع عدم الإخلال بتعهده منذ فترة طويلة بتجنب التورط في حرب طويلة الأمد، وبعد أيام قليلة أوحى إعلان الرئيس الأميركي المفاجئ في شأن اتفاق لوقف إطلاق النار بأنه ربما يكون قد أعاد حكام طهران لطاولة المفاوضات، ووفق الوكالة ذاتها فإن إعلان وقف إطلاق النار بالنسبة إلى ترمب منحه والموالين له فرصه للاحتفاء بما يعتبرونه إنجازاً كبيراً لنهج السياسة الخارجية الذي يسمونه "السلام من خلال القوة"، ولا سيما بعد أن مثّل قراره غير المسبوق بقصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهد بتجنبها، وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى.
ونقل التحليل عن نائب مسؤول الاستخبارات الوطنية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً جوناثان بانيكوف قوله "لقد حقق الإسرائيليون كثيراً من أهدافهم وإيران تبحث عن مخرج، وتأمل الولايات المتحدة بأن تكون هذه بداية النهاية، ويكمن التحدي في وجود إستراتيجية لما سيأتي لاحقاً".
ولم يراهن ترمب، في أكبر وربما أخطر تحرك في سياسته الخارجية منذ بدء ولايته الرئاسية، على قدرته على إخراج الموقع النووي الإيراني الرئيس في فوردو من الخدمة وحسب، بل أيضاً ألا يجتذب سوى رد محسوب ضد الولايات المتحدة، وكانت هناك مخاوف من أن ترد طهران بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، ومهاجمة قواعد عسكرية أميركية عدة في الشرق الأوسط، وتفعيل نشاط وكلاء لها ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في مناطق مختلفة من العالم، وإذا استطاع ترمب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي - الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس، وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" في شأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.، كما سيسمح له ذلك بإعادة التركيز على أولويات السياسة مثل ترحيل المهاجرين غير المسجلين وشن حرب رسوم جمركية ضد الشركاء التجاريين.
لكن ترمب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة التي يطرحها، إذ تساءل المفاوض السابق لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس "هل يصمد وقف إطلاق النار؟"، ليجيب "نعم، يحتاجه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بصورة كبيرة قائمة الأهداف التي وضعها الجيش، ولكن لا تزال العقبات قائمة"، مضيفاً أن "إيران ضعفت بصورة كبيرة، لكن ما هو مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ وماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ وهل ستكون هناك حاجة إلى المفاوضات؟ فلن يكون حل هذه المسائل سهلاً".
وبتضارب واختلاف الروايات في ما يتعلق بقراءة نتائج الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، فإنها بذلك قد انضمت إلى غالبية الحروب الحديثة التي لم تسفر عن نتيجة حاسمة مطلقة، وكان الاختلاف في شأن نتائجها هو الجدل السائد بين الساسة والمراقبين وحتي العسكريين والاستراتيجيين، كما حدث في الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام، وغزو أفغانستان عام 2001 الذي هدف إلى إسقاط حكم "طالبان" قبل أن تعود مرة أخرى السلطة مع الخروج الأميركي من البلاد.
ويقول المؤرخون إن الحروب بشكلها الحديث جعلت من النصر الحاسم غاية يصعب تحققها، وذلك لمصلحة نصر نسبي تقيّمه الأطراف المتحاربة وفق النتائج، على رغم الكلف المادية والبشرية والمعنوية المدفوعة في مقابل تلك الأهداف الجزئية المتحققة، إذ لم تعد الحروب الحديثة تشهد اعتراف أحد الأطراف بالهزيمة أو إعلان الاستسلام، أو توقيع اتفاق أو معاهدة سلام تقر نتائج الحرب لمصلحة أحد الطرفين.