Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل انطلق عصر الفنادق الفضائية؟

يضخ بعض المليارديرات أموالهم في مشاريع ترفيهية مما ينتج لدى عامة الناس رد فعل سلبياً متزايداً

ما يؤكده الإعلام بشكل شبه يومي للناس أنه بات من القريب جداً تدشين عصر الفنادق الفضائية (موقع سي أن أن)

ملخص

بيئتنا ليست الأرض فقط بل هي النظام الشمسي بأكمله.

تكلفة تذكرة السفر إلى الفضاء باهظة حالياً إلا أن السياحة الفضائية لن تقتصر على المليارديرات فقط.

ما يؤكده الإعلام بصورة شبه يومية للناس أنه بات من القريب جداً تدشين عصر الفنادق الفضائية، لكن الأمر ليس بتلك السهولة. فالواقع يقول إن العقبات ما زالت أكبر بكثير مما نتوقع، والدليل على ذلك هو أن الإعلان عن فنادق فضائية بدأ منذ 2019 وما قبله وعلى رغم ذلك لم يتحقق ذلك الأمر حتى الآن. إذ يضخ بعض المليارديرات أموالهم في مشاريع ترفيهية تستثمر مليارات الدولارات في الفضاء، مما ينتج لدى عامة الناس في أميركا وأوروبا رد فعل سلبياً متزايداً ضد السياحة الفضائية، إذ يرى كثيرون أنه من الأفضل إنفاق هذه الأموال على الأرض. لكن الواقع التجاري يقول إننا دخلنا واحدة من أهم حقب السياحة الفضائية وهي حقبة فنادق الفضاء وما بعدها بكل جدارة؟ إذ تخطط الشركات الخاصة لاستعمار المدار خلال عقد من الزمن، وتتكشف حقبة جديدة من استكشاف الفضاء مع انتقال الشركات الخاصة إلى ما هو أبعد من محطة الفضاء الدولية لبناء موائلها الفضائية الخاصة. وهذه الشركات التي تنفق ملايين الدولارات لاستكشاف هذا المجال تنوّع نشاطها، من فنادق الفضاء الفاخرة إلى محطات الأبحاث الطبية إلى المستودعات القمرية والمركبات المتجهة إلى المريخ وغيرها من الأنشطة.

فنادق الفضاء وما بعدها

وفي هذا السياق كشف موقع Found And Explained في مقالة قصيرة بعنوان "فنادق الفضاء وما بعدها- كيف تخطط الشركات الخاصة لاستعمار المدار" عن حقبة جديدة من استكشاف الفضاء، تكشّفت مع انتقال الشركات الخاصة إلى ما هو أبعد من محطة الفضاء الدولية لبناء موائلها الفضائية الخاصة. إذ تعمل شركات أميركية مثل "أوريون سبان" و"بيغلو إيروسبيس" ومؤسسة "جيت واي" على تطوير بنية تحتية مدارية طموحة. ويقول الموقع "مع الجاذبية الاصطناعية الدوارة والتوسع المعياري والسياحة الجاهزة لتطبيق ‘تيك توك‘، تشير هذه الرؤى إلى تحول جريء بعيداً من البعثات الحكومية". لذلك يبدو مستقبل الفضاء أشبه بسفينة سياحية متجولة في المدار أو فيلم خيال علمي أكثر من كونه مختبراً للأبحاث والعلوم.

مركزان فضائيان في السماء

في السياق ذاته، تداولت وسائل إعلام عالمية هذا الخبر بمزيد من التفصيل، ونشرت وكالة (CNN) الأميركية خبراً مفصلاً عن اعتزام شركة "أوربيتال أسيمبلي" بناء محطتي "فويجر" و"بايونير" وهما مركزان فضائيان في السماء. ودعت المقالة القراء إلى تصفح معرض من الصور لمشاهدة رسومات "أوربيتال أسيمبلي" التي تصوّر كيف قد تبدو الحياة في فنادق ومنتجعات بين النجوم. وتزعم شركة "أوربيتال أسيمبلي" أن هذه الصور المثيرة سوف تتحقق في المستقبل القريب. وتقول إن محطة "فويجر" يمكن أن تستوعب 400 شخص وتفتتح في عام 2027، بينما يمكن أن تبدأ محطة "بايونير" التي تتسع لـ 28 شخصاً قبل ذلك التاريخ بكثير.

إطلالات على الفضاء

وفي تصميمات هذه الشركة تلتقي الأرض بالفضاء حرفياً، وتتضمن التصميمات الداخلية لـ"أوربيتال أسيمبلي" غرفاً فندقية لا تختلف عما قد تراه على الأرض، ولكن مع إطلالات خلابة على الفضاء كما في حلم خيال علمي تماماً. وفي هذا السياق صرّح تيم ألاتوري الرئيس التنفيذي للعمليات في "أوربيتال أسيمبلي"، لشبكة "سي أن أن ترافل" قائلاً: "لن يكون الأمر أشبه بزيارة مصنع أو زيارة منشأة بحثية"، بل قال ألاتوري إن محطات الفضاء يجب أن تبدو وكأنها "حلم خيال علمي". وفي غرفة محطة "بايونير" تعرض "أوربيتال أسيمبلي" رسماً تخطيطياً خاصاً يُصوّر كيف يمكن أن تبدو التصميمات الداخلية لمحطة "بايونير". وفي هذه الغرفة وتحت عنوان "كرة السلة الفضائية" تتصور الشركة ذاتها "أوربيتال أسيمبلي" وجود بعض الجاذبية الاصطناعية في المحطة وبعض المساحات التي لا توجد فيها جاذبية اصطناعية، والتي تقول الشركة إنه من الممكن استخدامها لألعاب ترفيهية مثل كرة السلة بلمسة فضائية.

حقيقة أم وهم جديد؟

من الواضح أن هذه الرسومات عرضت منذ أعوام وكشفت الشركة الأميركية عن معلومات ومفاهيم جديدة لفكرة فندقها الفضائي، الذي تدور تصاميمه حول الأرض منذ عام 2019. كما أن الرؤية المستقبلية لهذه المشاريع اعتمدت تاريخ الإطلاق في عامي 2025 و2027 اعتماداً على التمويل، وهو ما لم يتحقق حرفياً حتى هذه اللحظة. على رغم ذلك فإن ألاتوري وفريقه واثقون من رؤيتهم المستقبلية، فالزمن كفيل بإثبات ذلك.

قال ألاتوري "لمن يُشكك أو يشك، ما أقوله دائماً هو: امنحونا الوقت، سيحدث الأمر، لن يحدث بين عشية وضحاها، انتظرونا، اختبروا قدراتنا، وسنُريكم ما نفعله أثناء تقدمنا، وبعد ذلك يُمكنكم إصدار أحكامكم".

ألاتوري واثق أن الاستيقاظ في غرفة فندقية أنيقة مطلة على النظام الشمسي هو ما سيكون عليه مستقبل السفر، على الأقل إذا كان لشركة الفضاء "أوربيتال أسيمبلي" رأي حاسم في هذا الأمر. خصوصاً أن هذه الصناعة هي صناعة باهظة الثمن، إذ أصبحت السياحة الفضائية موضوعاً ساخناً في الأعوام الأخيرة، وتأتي حالياً بتكلفة باهظة. وتعتقد "أوربيتال أسيمبلي" أيضاً أن هذا قد يتغير مع مرور الوقت، وقال ألاتوري "نبذل قصارى جهدنا لجعل الفضاء في متناول الجميع وليس فقط الأثرياء".

مفهوم مستقبلي

عُرض هذا المفهوم المستقبلي للمرة الأولى من قِبل شركة "غيت واي فاونديشن" الكاليفورنية- والتي سُميت آنذاك محطة "فون براون"- ويتألف من عدة وحدات متصلة بأعمدة مصاعد تُشكل عجلة دوارة تدور حول الأرض. ويشرف على المشروع الآن شركة "أوربيتال أسيمبلي"، وهي شركة بناء فضائية قطعت صلتها بشركة "غيت واي". وتقول "أوربيتال أسيمبلي" إن الهدف هو إدارة "مجمع أعمال" فضائي يضم مكاتب وسياحاً. وتبدو السياحة الفضائية أقرب من أي وقت مضى، فخلال الأعوام الماضية، انطلق مؤسس شركة "فيرجن" الملياردير ريتشارد برانسون إلى الفضاء دون المداري مع شركته "فيرجن جالاكتيك"، بينما أصبح ويليام شاتنر، ممثل مسلسل ستار تريك، أكبر شخص سناً في الفضاء بفضل رحلة قصيرة مع "بلو أوريجين". ولكن لا تزال تكلفة أي رحلة فضائية باهظة، مما يجعل من الصعب على الكثيرين منا تخيل قضاء إجازتهم السنوية خارج هذا العالم.

رد فعل سلبي

مع ضخّ المليارديرات أموالهم في الفضاء، هناك أيضاً رد فعل سلبي متزايد ضد السياحة الفضائية، حيث يرى كثيرون أنه من الأفضل إنفاق هذه الأموال على الأرض. ورداً على هذا النقد، أشار ألاتوري إلى أن "الكثير من التقنيات التي تُغير الحياة" تنبع من استكشاف الفضاء، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كما افترض ألاتوري أن العيش في الفضاء سيتضمن إنشاء مجتمعات مستدامة. وقال: هذا النوع من أنظمة الحلقة المغلقة سيُغير الثقافة وطريقة تفكير الناس في استخدام الموارد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيتنا؟

وأضاف ألاتوري: بيتنا ليست الأرض فقط، بل هي النظام الشمسي بأكمله. وهناك موارد كثيرة متاحة، وعندما نبدأ في استغلالها والاستفادة منها سيُغير ذلك ويُحسّن مستوى المعيشة هنا على الأرض". وعلى رغم أن تكلفة تذكرة السفر إلى الفضاء باهظة حالياً، إلا أن ألاتوري يرى أن السياحة الفضائية لن تقتصر على المليارديرات فقط "نبذل قصارى جهدنا لجعل الفضاء في متناول الجميع وليس فقط الأثرياء".

عقبات أخرى

إلى جانب التكلفة، هناك عقبات أخرى أمام إنشاء مجتمع فضائي، وهي تحديد مقدار الجاذبية الاصطناعية اللازمة واتباع الإرشادات الحالية المتعلقة بالتعرض للإشعاع الفضائي. ولكن بما أن السياح لن يمكثوا بالضرورة لأكثر من أسبوعين، فأن هذا لن يؤثر على الزوّار، وسيكون أكثر صعوبة للعاملين في المحطات.

رأي خبير فضاء

في السياق ذاته صرح جيفري أ. هوفمان وهو رائد فضاء سابق في "ناسا" ويعمل الآن في قسم الملاحة الجوية والفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قائلاً: إن المخاوف المتعلقة بالسلامة ستشكل عائقاً كبيراً أمام السياحة الفضائية. وأشار هوفمان إلى أنه كما هي الحال مع السفر الجوي، فإن سجل سلامة ثابت سيُمكّن الفكرة من الانطلاق، حتى مع استمرار خطر الحوادث.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم