Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب غزة تسلب ذوي الإعاقة "مرافق النجاة"

وصل عددهم إلى 100 ألف شخص ولا نظام إغاثياً لهم في مخيمات القطاع

تغيرت حياة الكثيرين منذ أن أصبحوا من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية (رويترز)

ملخص

توقفت خدمات إعادة التأهيل وتركيب الأطراف لذوي الإعاقة في غزة، وهذا زاد معاناة هذه الفئة التي تضررت من الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.

بواسطة يديه الضعيفتين يدفع مهند عجلات كرسيه المتحرك نحو حمام عام في مركز الإيواء الذي يعيش فيه، عندما وصل إلى المرحاض كان ضيقاً لدرجة أنه لا يستطيع أن يدخل بأدواته التي تساعده في التنقل، وبصوت عال أخذ ينادي أخته لتساعده في قضاء حاجته.

خجل مهند كثيراً من وجود أخته معه في الحمام، وحتى يجلس على المرحاض كان يتوجب عليها حمله ومساعدته في خلع ملابسه، وهنا يقول "في حرب غزة تعرضت لشظية بترت قدمي، من حسن حظي أنني وجدت كرسياً متحركاً يساعدني في التنقل".

مرحاض غير موائم

لكن مهند الذي تغيرت حياته كثيراً بعدما أصبح من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، يواجه الآن صعوبات كبيرة يعجز عن تحديها، إذ يضيف "أعيش في مركز إيواء مصنوع من خيام قماشية أرضه وعرة للغاية وليست ممهدة".

الأرض الوعرة تجعل مهند عاجزاً عن التنقل بسهولة لمرافق مركز الإيواء، وأكثر شيء يجعله يشعر بالعجز وقت دخوله الحمام، ويوضح أن المرحاض عام لكل النازحين وعليه اكتظاظ كبير وطوابير من الأشخاص، ويضطر إلى الانتظار مثلهم حتى يحين دوره.

وعندما يدخل مهند الحمام لا يجد أدوات مساعدة له، إذ يشرح "المكان ضيق للغاية، ولا يوجد مماسك من الحديد أو الخشب لأسند عليها نفسي عندما أرغب في الجلوس على كرسي الحمام، يضطر آخرون إلى مساعدتي في ذلك".

 

 

 

حالة مهند النفسية سيئة للغاية ويشعر بالاكتئاب، يتمنى الموت في كل يوم بسبب عن مواءمة الأماكن لحالته، وفقدانه للرعاية الطبية المناسبة وحتى التأهيل العلاجي لا يحصل عليه، كل هذه الظروف إضافة إلى قنابل الحرب تجعله خائفاً كثيراً.

مقومات الحياة

المعوقون في مخيمات النزوح يعيشون واقعاً أكثر قسوة من بقية سكان غزة، إذ لا تتوفر لهم أبسط المقومات التي تساعدهم في التغلب على معاناتهم اليومية، وتزداد أوجاعهم قسوة عندما يأمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطقهم ويجبرهم على العيش في خيام غير مهيأة تماماً.

ذوو الإعاقة الحركية يواجهون صعوبة التتقل والأرض الوعرة، أما الصم والمكفوفون فإنهم معزلون تماماً عما يجري حولهم من انفجارات وحتى من ضجيج النزوح، وجميع المعوقين جائعون ولا يأكلون وجبات غذائية بها عناصر صحية، مما يؤخر قدرتهم على التعافي، خصوصاً في ظل فقدانهم الأدوية.

كفيف في أوامر الإخلاء

فقد شريف بصره في الحرب، والآن يعيش في غرفة فصل دراسي داخل مدرسة مكونة من ثلاث طبقات، ويقول "حتى أنزل للساحة أضطر إلى مرافقة ابني، أنا عاجز عن السير لوحدي بحرية بسبب عدم مواءمة المرافق لحالتي الجديدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "حين يصدر إنذار بالإخلاء أو غارة لا أفهم ماذا يجري حولي، أركض في أي اتجاه لأن الجميع مشغولون في حالهم، عندما أكون في مراكز الإيواء لا أستطيع المشي خوفاً من تعثري، الأرضيات هنا غير مستوية وأحيناً أسقط بسبب عدم رؤية التضاريس".

الكراسي المتحركة غير متوفرة

أما مصطفى الذي خسر يده اليمين وقدمه اليمين في الحرب، فلم يجد كرسياً متحركاً يساعده في الحركة، يقول "أصبحت عبئاً على عائلتي، يحملوني من سيارة إلى أخرى، ويشحدون كرسياً متحركاً لي من الجيران وأحياناً لا يجدون، وحتى عكاز طبي أتكئ عليه لم أجده".

يستعير مصطفى من أقاربه الكرسي المتحرك عند حاجته إلى التحرك خارج خيمته، يقول "منذ إعاقتي وأنا أحاول بلا جدوى توفير كرسي متحرك، هناك نقص شديد بأدوات ذوي الإعاقة في ظل عدم السماح بدخول المستهلكات الطبية والأجهزة المساعدة، كما لا تتوفر قطع الغيار لإصلاح الكراسي المعطلة".

قبل الحرب كان عدد ذوي الإعاقة في غزة نحو 58 ألف شخص، وكانوا يواجهون عدداً من التحديات، لكن عندما اندلع القتال بين إسرائيل و"حماس" ارتفع عددهم كثيراً ولا يزال يرتفع، إذ بحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ إجمالي المعوقين نحو 100 ألف شخص.

تفيد بيانات الأمم بأن هناك 22500 مصاب يعانون إصابات غيرت مجرى حياتهم، وقد ينضمون أيضاً إلى ذوي الإعاقة إذا لم يجر إجراء جراحات لهم أو إعادة تأهيلهم.

ويقول مسؤول برنامج الإعاقة في جمعية العون الطبي لؤي أبو سيف "يواجه ذوو الإعاقة صعوبة أكبر في الوصول إلى المساعدات الإنسانية والأماكن الآمنة، كما يواجهون مزيداً من الصعوبة في تحديد وقت الهجمات والفرار بعيداً من أماكنها، إنهم الأكثر عرضة للقتل".

 

 

ويضيف "لا يتوفر لذوي الإعاقة أجهزة مساعدة مثل الكراسي المتحركة والسماعات والعكاكيز الطبية، عدد ذوي الإعاقة ارتفع كثيراً بما يفوق حجم مخزونات هذه الأدوات، هناك حاجة هائلة إلى الكراسي المتحركة ومساعدات المشي وأجهزة السمع والنظارات الطبية وأجهزة السمع أو المقاعد المخصصة لجلوسهم أو استخدام الحمام".

لا نظام إغاثياً

لا يوجد في غزة نظام إغاثي لذوي الإعاقة، والآن هم مغيبون عن الخدمات الطبية والتأهيلية، يقول اختصاصي التأهيل المجتمعي سليم مراد "الخيام والمدارس غير مهيأة إطلاقاً لهم، إنهم يعيشون في بيئة لا تراعي احتياجاتهم النفسية والاجتماعية".

ويذكر "في الحرب لا يوجد استجابة كافية لذوي الإعاقة، معظم مؤسسات الإغاثة تقدم مساعدات عامة مثل الخيام والطعام من دون التفكير في مدى قدرة هؤلاء على الوصول للخيمة، الأصعب من الإعاقات التي يعانونها أن صحتهم النفسية تدهورت، غالبيتهم دخلوا في نوبات اكتئاب وعزلة ويشعرون بالعجز".

لا يستطيع مقدمو خدمات الرعاية والعلاج توفير ذلك لذوي الإعاقة، ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن، "هناك زيادة هائلة في حاجات إعادة التأهيل، لكن من بين 70 اختصاصي علاج طبيعي قتل 39".

ويختم حديثه "خدمات إعادة التأهيل وتركيب الأطراف الاصطناعية لم تعد متاحة، لا يستطيع المرضى الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، مما يعرض حياة المرضى للخطر، وهناك حاجة ماسة إلى الدعم الفوري والطويل الأجل لتلبية الحاجات الهائلة في مجال إعادة التأهيل".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات