Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تستمر إسرائيل بضرب عمق لبنان؟

ما كان استثنائياً بعد انتهاء الحرب أصبح بعد أسابيع مألوفاً فيما الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت باتت معتادة

إسرائيل كانت واضحة منذ بداية الحديث عن وقف الحرب بأنها لن تقبل بوجود سلاح للحزب في كل لبنان وليس فقط جنوب الليطاني (اندبندنت عربية)

ملخص

على رغم توقف الحرب رسمياً لكن الضربات الإسرائيلية تتوالى على مناطق لبنانية لا تقع فقط جنوب نهر الليطاني، بل أيضاً شماله وحتى في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، مما ينذر بأن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة أمنياً على اللبنانيين.

على رغم أن الحرب بمفهومها الرسمي واشكلي انتهت بين إسرائيل و"حزب الله" نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلا أن تل أبيب لا تزال تستهدف جنوب لبنان وكذلك بقاعه شرقاً وحتى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بشكل شبه يومي، وما كان استثنائياً في البداية أصبح بعد أسابيع مألوفاً، بخاصة الضربات على الضاحية التي باتت معتادة من جديد وآخرها الغارة العنيفة التي نفذتها الطائرات الأسرائيلية الأحد الماضي، واستهدفت مخزن أسلحة للحزب، وفق الرواية الإسرائيلية.

وبالتوقف عند طبيعة هذه الضربات نجد أن منها ما استهدف منازل جاهزة ومعابر غير شرعية ومخازن أسلحة، وأيضاً قيادات عسكرية في صفوف الحزب.

في قراءة لأسباب استمرار الغارات الإسرائيلية على مدن وبلدات خارج حدود نهر الليطاني، تقول مديرة مكتب بيروت في "اندبندنت عربية" جوزيان رحمة في مقابلة صوتية إن "حزب الله" تلقى منذ توقف الحرب قبل نحو خمسة أشهر مئات الضربات التي أوقعت العشرات من عناصره وقياداته بين قتلى وجرحى، وعلى رغم أن نتيجتها كانت قاسية لكنه لم يرد على إسرائيل ولا حتى برصاصة واحدة، وحتى عملية إطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل والتي حدثت على مراحل مختلفة، تبرأ منها الحزب وأكد أنه لا يقف وراءها، ومن هذا المنطلق وجدت إسرائيل نفسها قادرة على شن ضربات متكررة وصلت إلى عمق العاصمة من دون أي رد.

وتضيف "ثانياً، إسرائيل كانت واضحة منذ بداية الحديث عن وقف الحرب، فهي لن تقبل بوجود سلاح للحزب في كل مناطق لبنان وليس فقط جنوب الليطاني، وهو ما يفسر ضرب المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية – السورية، وكذلك مخازن أسلحة في قلب الضاحية، وبمعنى آخر فإن تل أبيب تتصرف وكأنها تمتلك حق وحرية ضرب أي هدف داخل لبنان طالما أنه يتبع الحزب، متسلحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي نص صراحة على تطبيق القرار الأممي رقم (1701) الذي يؤكد ضرورة حصر كل السلاح بيد الدولة اللبنانية وعلى كامل التراب اللبناني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما ثالثاً وأخيراً تعتبر جوزيان رحمة أن تل أبيب تمارس أقصى درجات الضغط على العهد الجديد في لبنان، أي رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وموقف الأخيرين كان واضحاً تماماً بأن قرار حصر السلاح بيد الدولة فقط قد اتخذ بالفعل، لكن في الوقت نفسه يدرك الرئيسان حساسية الوضع الداخلي وأهمية التعامل مع مسألة سحب سلاح "حزب الله" بوعي وحكمة لتجنيب البلاد ما هو أسوأ، وبذلك ترى إسرائيل أن ضرباتها ضغط ضروري على العهد الجديد لتسريع خطواته العملية والبدء تنفيذياً في حصر السلاح.

ويضاف إلى ما ذكر سابقاً مصلحة السلطة الإسرائيلية في الضغط على بيروت ودفعها نحو الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحسم مجموعة من الملفات، ومنها مسألة الانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال القوات الإسرائيلية تحتلها مع إطلاق الأسرى اللبنانيين، وأخيراً حسم مصير النقاط الحدودية الـ 13 المتنازع عليها بين البلدين.

وتختم بالقول "ما دامت إسرائيل تمتلك بيدها الأسباب الثلاثة المذكورة أعلاه، فهذا يعني حكماً أن لبنان مقبل على مزيد من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة".

Listen to "لماذا تستمر إسرائيل بضرب عمق لبنان؟" on Spreaker.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات