ملخص
الرواية الجديدة تفتح الباب لنظريات المؤامرة ومن بينها ما إذا كان الجناح الانعزالي سيسعى إلى إضعاف قوة الجناح الذي يمثله والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو المعروفان بدعمهما التدخلات الخارجية لتحقيق الأولويات الأميركية، بخلاف الانعزاليين الذين يدعون إلى وقف هذه التدخلات التي أرهقت الولايات المتحدة مالياً وعسكرياً.
تتضارب تبريرات إدارة دونالد ترمب حول الخرق الأمني الجسيم لمحادثة سرية في تطبيق "سيغنال" ما بين وزير الدفاع الذي يميل إلى تحميل الصحافي نفسه المسؤولية والرئيس الأميركي نفسه الذي رجح أن "موظفاً منخفض المستوى" لدى مستشاره للأمن القومي مايك والتز يقف وراء إضافة الصحافي جيفري غولدبيرغ إلى مجموعة المراسلة.
نظرية مؤامرة؟
الرواية الجديدة تفتح الباب لنظريات المؤامرة ومن بينها ما إذا كان الجناح الانعزالي سيسعى إلى إضعاف قوة الجناح الذي يمثله والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو المعروفان بدعمهما التدخلات الخارجية لتحقيق الأولويات الأميركية، بخلاف الانعزاليين الذين يدعون إلى وقف هذه التدخلات التي أرهقت الولايات المتحدة مالياً وعسكرياً.
وخلال مقابلة مع "فوكس نيوز" قال والتز إنه ليس من مروجي نظريات المؤامرة، لكنه تفاجأ بأن صحافياً كارهاً لترمب ونشر أكاذيب كثيرة حوله ضُم إلى هذه المجموعة.
وروبيو هو الآخر واجه تسريباً بمستوى أقل عندما كشفت "نيويورك تايمز" عن أن وزير الخارجية اشتبك لفظياً مع إيلون ماسك أثناء اجتماع ترمب مع مجلس الوزراء. وأشار التقرير في منتصف مارس (آذار) الجاري إلى أن ماسك الذي يشرف على خفض النفقات الفيدرالية اتهم روبيو بالتقصير في تقليص عدد موظفيه وأن الشخص الوحيد الذي طرده ربما كان موظفاً في وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها ماسك.
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء تقريراً أشار إلى وجود انقسام داخل إدارة ترمب حول إيران، مشيرة إلى أن المبعوث إلى الشرق الأوسط يقول إن هدف ترمب تجنب صراع عسكري من خلال إقامة علاقة ثقة مع إيران، في حين يصر آخرون مثل مستشار الأمن القومي على "التفكيك الكامل" لبرنامج إيران النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب في مقابلة أمس الثلاثاء، "نعتقد بأن شخصاً ما كان ضمن المحادثة بصورة مشروعة، وكان يعمل مع مايك والتز على مستوى منخفض، ويبدو أنه كان يملك رقم غولدبيرغ أو اتصل به عبر التطبيق، وبطريقة ما انتهى به الأمر داخل المحادثة".
وجاء تصريح ترمب بعد ظهور تلفزيوني لمستشاره للأمن القومي أوضح خلاله أنه يتحمل "المسؤولية الكاملة" عن تمكن غولدبيرغ من الوصول إلى المحادثة، مؤكداً أنه يتحمل المسؤولية كاملة لأنه من أنشأ المجموعة. وكان الرئيس الأميركي جدد ثقته بوالتز، مثنياً على الضربات العسكرية التي استهدفت الحوثيين في اليمن.
وعلى رغم نفي إدارة ترمب بصورة متكررة طوال أمس حدوث أي تسريب، أصرت مجلة "ذا أتلانتيك" على دقة تقريرها وأكدت أن مسؤولين بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ونائب الرئيس ناقشوا تفاصيل الضربات، بما في ذلك الأهداف ونوع الأسلحة المستخدمة. وتعد مثل هذه النقاشات خرقاً للبروتوكولات الرسمية التي تفرض عادة عند تداول معلومات بهذه الحساسية.
ويتكوف تحت النيران
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقالة مجلسها التحريري بأن الفضيحة الأمنية الحقيقية هي أن محادثة "سيغنال" شملت مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مستندة إلى تقارير أوردت أن ويتكوف كان يتلقى هذه الرسائل عبر التطبيق التجاري أثناء وجوده في موسكو. وكتبت أن "هذا إهمال أمني ولا بد من أن أجهزة الاستخبارات الروسية تستمع إلى كل حركة من حركات ويتكوف، مما يعزز الاعتقاد السائد بأن ويتكوف صديق الرئيس يفتقر إلى الخبرة في التعامل مع الأزمات العالمية".
ورد ويتكوف معرباً عن دهشته من أن "صحيفة مرموقة مثل ’وول ستريت جورنال‘ لم تتحقق مني في شأن ما إذا كنت أحمل أي أجهزة شخصية خلال رحلتَي إلى موسكو"، مشيراً إلى أنهم لو فعلوا لكانوا عرفوا حقيقة أنني كنت أحمل فقط هاتفاً مؤمناً قدمته الحكومة يستخدم في الحالات الخاصة عندما تسافر إلى مناطق يحتمل أن تُخترق ضمنها أجهزتك".
وقال ويتكوف إنه لهذا السبب لم يورد غولدبيرغ أي تعليق له في المجموعة حتى السبت الماضي بعد عودته من روسيا لأنه لم يملك إمكان الوصول إلى أجهزته الشخصية وهذه هي الطريقة التي يتبعها دائماً في مثل هذه المهمات، مشدداً على أنه حان الوقت لأن تعترف وسائل الإعلام مثل "وول ستريت جورنال" عندما يرتكب بعض صحافييها أخطاء جسيمة في التغطية.
تحذير أمني
وأفاد تقرير لـ"سي بي أس" بأن وكالة الأمن القومي أرسلت نشرة أمنية خاصة إلى موظفيها في فبراير (شباط) الماضي تحذرهم من نقاط ضعف استخدام تطبيق المراسلة المشفرة "سيغنال"، وجاء فيها أن "ثغرة أمنية اكتُشفت في التطبيق، مما يسهل قيام مجموعات قرصنة روسية بأنشطة المراقبة والتجسس ويجعل التطبيق هدفاً بالغ الأهمية لاعتراض المعلومات الحساسة".
وبعد أيام فقط من المحادثة على "سيغنال" أصدرت وزارة الدفاع تحذيراً من أن قراصنة روساً اخترقوا التطبيق ودعت إلى التوقف عن استخدامه، حتى في تبادل المعلومات غير المصنفة، مشيرة إلى وجود "ثغرة أمنية". وجاء في التحذير أن "مجموعات اختراق روسية محترفة تستغل ميزة الأجهزة المرتبطة للتجسس على المحادثات المشفرة"، كما أشار إلى أن "غوغل" بدورها اكتشفت قراصنة روساً يستهدفون تطبيق "سيغنال" للتجسس على شخصيات محددة.