Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لاجئو تيك توك"... هجرة افتراضية لملايين الأميركيين إلى الصين

مع اقتراب حظر التطبيق انتقل عدد متزايد إلى البديل غير المتوقع "ريد نوت" الذي يفتح صفحة تبادل ثقافي بين البلدين

سارة باوس من تشارلستون منشئة محتوى على "تيك توك" تطالب بالحفاظ على التطبيق (أ ف ب)

ملخص

يضم تطبيق "ريد نوت" الصيني ميزات منصات عدة مثل "إنستغرام" و"بينت ريست" و"تيك توك"، ويوصف بأنه رد فعل الصين على تطبيق "إنستغرام" ويكتسب شهرته خصوصاً في مشاركة النصائح حول السفر والمكياج والموضة.

صراع قوي جديد تخوضه الصين والولايات المتحدة يهدد بحظر واحد من أقوى تطبيقات التواصل الاجتماعي وهو تطبيق المقاطع المصورة القصيرة "تيك توك"، الذي يحظى بولاء ما يزيد على 180 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، تقوده حجة التجسس وتهديد الأمن القومي.

وأصبح استمرار عمل "تيك توك" في الولايات المتحدة مرهوناً بقرار المحكمة العليا وفقاً للقانون الذي وقعه الرئيس السابق جو بايدن، والذي وضع الشركة المالكة "بايت دانس" أمام احتمال واحد هو بيعه وإلا فالحظر مصيره، منتهكاً الدستور الأميركي الذي يضمن الحق في حرية التعبير، بحسب جمعيات حقوقية.

ومع بدء زوبعة الصراع بين القطبين واقتراب حظر التطبيق انتقل عدد متزايد من الأميركيين على صورة هجرة جماعية إلى بديل غير متوقع هو تطبيق "ريد نوت" الشائع جداً في الصين، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر شعبية على السوشيال ميديا في كندا والولايات المتحدة على حد سواء، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

قصة التطبيق الجديد

وفقاً لشركة "سينسور تاور" للاستخبارات السوقية، تضاعف عدد تنزيلات "ريد نوت" على الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة ثلاث مرات تقريباً خلال أسبوع مقارنة بالأسابيع الماضية، إذ انضم في غضون يومين أكثر من 700 ألف مستخدم جديد إلى التطبيق، وحصد هاشتاغ "لاجئ تيك توك" ما يقارب 250 مليون مشاهدة وأكثر من 5.5 مليون تعليق، وجاء انضمام عدد من المستخدمين الأميركيين إلى التطبيق الجديد كنوع من التحدي للتحرك الذي اتخذته واشنطن في شأن التطبيق.

وعلقت مستخدمة في رسالة فيديو على التطبيق الجديد، حاصدة أكثر من 45 ألف إعجاب، بقولها "حكومتنا تفقد عقلها إذا اعتقدت أننا سندعم حظر ’تيك توك‘، وها نحن الآن بصدد استخدام تطبيق صيني جديد". بينما وفي رسالة فيديو عبرت مستخدمة ممن أعلنوا عن أنفسهم أنهم "لاجئو تيك توك" بقولها "هذا أفضل بكثير من ’تيك توك‘ والأميركيون قادمون إلى هنا"، مبدية أسفها إزاء ما حصل.

لا مكان للسياسة

لم تخف شبكة "سي أن أن" الأميركية تفاعل الشعبين الأميركي والصيني على المنصة، لتوضح في تقرير لها كيف أنشأ الانتقال المفاجئ للمستخدمين الأميركيين إلى "ريد نوت" منصة غير متوقعة للمستخدمين في البلدين للتفاعل مع بعضهما بعضاً.

 

 

وناشد بعض الوافدين الأميركيين الجدد مواطنيهم إلى احترام المستخدمين الصينيين على المنصة، بينما كتب أحد المستخدمين "رسالة سريعة إلى المستخدمين الأميركيين القادمين إلى هنا، من فضلكم لا تتطرقوا إلى السياسة، نريد أن نقضي وقتاً ممتعاً مع إظهار الاحترام للأشخاص الموجودين هنا بالفعل". وقال آخر "أريد فقط أن أطمئنكم إلى أننا نحاول إيجاد طريقة للتواصل معكم وأن نحترم مجتمعكم، نريد أن نكون ضيوفاً جيدين".

تعاون متبادل

في المقابل، رحب المستخدمون الصينيون بالوافدين الأميركيين الجدد بحرارة، حتى إن بعضهم شارك مقاطع فيديو تعليمية لمساعدة "لاجئي تيك توك" الجدد للعمل على التطبيق، في حين استغل أحد الأشخاص الفرصة التي أتاحها تدفق مستخدمي الإنترنت الأميركيين لطلب المساعدة في واجباته المنزلية باللغة الإنجليزية.

وعلق أحد المستخدمين الصينيين "قد تكون هذه اللحظة تاريخية، يبدو أن كثيراً قد تغير في لحظة، إذ لم يسبق أن تواصل الناس العاديون من بلدينا من قبل، وآمل أن يتمكن الجميع من اغتنام هذه الفرصة القصيرة للمشاركة في تبادلات مفيدة للأفكار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبادر "ريد نوت" بالفعل لنشر إعلان عن وظيفة لمشرفي محتوى يفهمون اللغة الإنجليزية بصورة عاجلة، للتعامل مع النمو الهائل للمستخدمين الناطقين باللغة الإنجليزية.

تبادل ثقافي عضوي

وقالت المحللة التقنية الصينية آيفي يانج ومؤسسة شركة استشارات إن المستخدمين الأميركيين الجدد "خلقوا بصورة غير متوقعة أحد أكثر صور التبادل الثقافي العضوي بين الولايات المتحدة والصين التي شهدناها خلال الأعوام الأخيرة".

وأوضحت أن "المستخدمين يجدون طرقاً إبداعية لتجاوز الحواجز اللغوية والتنقل عبر الاختلافات الثقافية، والتعايش بطرق رائعة"، مضيفة "قد يكون لهذا البناء المجتمعي الذي يحدث خلال الوقت الحالي تأثيراً دائماً على المدى البعيد".

"ريد نوت"

وتأسست شركة تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني، واسمه الأصلي (Xiaohongshu) أو "الكتاب الأحمر الصغير"، عام 2013 وهي واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين إذ يبلغ عدد مستخدميها 300 مليون مستخدم، وفقاً لشركة الأبحاث "كوين غوا".

 

 

ويضم "ريد نوت" ميزات منصات عدة مثل "إنستغرام" و"بينت ريست" و"تيك توك"، ويوصف بأنه رد فعل الصين على تطبيق "إنستغرام"، ويكتسب شهرته خصوصاً في مشاركة النصائح حول السفر والمكياج والموضة.

وعلى رغم احتكاره السوق الصينية لم يكتسب هذا التطبيق شهرة كبيرة خارج العالم الناطق بالصينية، حتى بدأت الأخبار تتحدث عن إيقاف "تيك توك" في الولايات المتحدة لترتفع شعبية "ريد نوت" خلال الأسبوع ذاته.

تأجيل حظر "تيك توك"

أما ترمب الذي قال سابقاً إن لديه نقطة ضعف تجاه التطبيق، وقَّع أمراً بتأجيل حظر "تيك توك" خلال أول يوم له في البيت الأبيض وأمر وزير العدل بعدم اتخاذ أي إجراء في شأن التطبيق لمدة 75 يوماً.

وتجدر الإشارة إلى أن حكومة الولايات المتحدة تتمتع بسلطة الضغط على "أبل" لإزالة "ريد نوت" من متجر التطبيقات الأميركي، إذا اعتقدت أن الهجرة تشكل تهديداً للأمن القومي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير