Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا المنقسمة قلقة من الأقليات ... والزمن كفيل بالحل

لا أحد يتوقع لمنظمة واحدة أن تُمثل البريطانيين البيض جميعاً، القاعدة نفسها تنطبق على كل فئات المجتمع

نحتاج لحوار وطني صريح حول الإمبراطورية البريطانية (والتر كرين)

إن أرادت أيّ حكومة بريطانية في المستقبل التصدّي لقضية عدم المساواة في المجتمع حقاً، لابد لها أولاً أن تعترف من هي فئات المجتمع الأكثر تضرراً ولماذا.

في عام 2017، سلّطت دراسة للحكومة البريطانية تناولت تحديات الحراك الاجتماعي التي يُواجهها الشباب المسلم في بريطانيا الضوء مرة أخرى على العرق والطبقة والإسلاموفوبيا والنظام الأبوي الذكوري داخل المجتمعات المسلمة والمجتمع البريطاني ككل.  تناول التقرير كيفية تأثير هذه العوامل على فرص الحياة المتاحة أمام قطاع عريض من الشعب البريطاني، وتوصّل إلى وجود عدم تكافؤ في الفرص.

لذا لابد من الإقرار بذلك لتحقيق التقدم المنشود في ما يتعلق بوضع الأقليات في بريطانيا.

وعندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي والاجتماعي في شأن الطبقات العاملة، فإنَّ الخطاب السائد مبني على الطبقة العاملة البيضاء. إنهم هم الذين يتم وصفهم بـ"الطبقة المنسية". وهذا مردّه في كثير من الأحيان إلى الإنطباع بأن إجراء إيجابياً ما تم تنفيذه لصالح الأقليات.

حال عدم المساواة يتقاطع فيها العرق والطبقة الاجتماعية والجنس في بريطانيا؛ ولابد من معالجتها من جذورها. وقد أظهر البروفسور داني دورلنغ في بحثه كيف أنَّ السود وأفراد الأقليات العرقية الذين يعيشون في مناطق السكن الاجتماعي هم أكثر فئة تعيش في شقق سكنية، إلى حد أن "الغالبية العظمى من الأطفال الذين يقطنون في طابق أعلى من الطابق الرابع في الأبراج السكنية في إنجلترا هم إمَّا من السود أو من الآسيويين،" على حد قوله. 

أول خطوة لا بد من اتخاذها هي إعادة صوغ الخطاب حول النظرة تجاه الأقليات. يتم النظر إلينا في الغالب كفئة منفصلة عن بقية المجتمع البريطاني، وحياتنا يُنظر إليها من خلال هذه العدسة في وسائل الإعلام، وفي الغالب يتم تأطير "طرق حياتنا" على أنها "أجنبية"، ومشبوهة. لذلك يتم تأطير النظام الأبوي الذكوري وقمع المرأة على أنهما مجرد ممارسات ثقافية، ولا يتم النظر إليها على أنها أمور نراها في المجتمع البريطاني بجميع فئاته.

يجب أن تكون هناك رغبة في التعامل مع مجموعة أوسع من الأفراد، وإدراك بأن مجموعة واحدة مموّلة من المحفظة العامة لا يمكنها أبداً أن تمثّل كل الآراء والأقليات.

ولمَ  يتعين عليها ذلك؟ فالبيض البريطانيين لا يُتوقّع أبداً أن يكونوا ممثلين من قِبل منظمة واحدة، وهذه القواعد الأساسية لابد من تطبيقها عند التعامل مع الأقليات.

وعندما تُشكّل الحكومات فرق عمل، وهناك غياب أساسي للشفافية حول معايير اختيار الأفراد لتلك الوظائف)، غالباً ما تكون نفس المجموعة من الأشخاص التي يُعاد تكليفها بأدوار مختلفة قليلاً. حرّاس  الباب يُغلقون الأبواب لإبقاء "الآخرين" في الخارج.

دور الإدارات الحكومية يجب أن يكون التعامل مع مجموعة واسعة من الأفراد والمجموعات، وإن لم تستطع ذلك، يتوجّب عليها إيجاد من يستطيع. من الأمثلة الممتازة على هذه المشاركة واسعة النطاق، عمل فريق التنمية الدولية التابع لحزب العمال في حكومة الظل البريطانية في ما يتعلق بإعادة توجيه المساعدات الدولية. فقط بتوسيع نطاق المشاركة، يمكننا إيجاد التعددية والتنوع في الأراء والأفكار والحلول.

لقد أصبح هذا البلد مجزأً ومقسّماً أكثر من أي وقت مضى. وتظهر الانقسامات القبيحة واضحةً في بريطانيا ما بعد بريكست، وليست هناك رواية جماعية نشعر انها صادقة ودقيقة في ما يتعلق بـ "هويتنا." لكن الوحدة ورؤية مبنية على الأمل لا يمكن أن تتحققان إلا إذا بُذل جهد لفهم التاريخ البريطاني وكل تبعاته على نحو أفضل.

يتعين على بريطانيا أن تعترف وتنظر في كيفية تدريس تاريخها؛ نحتاج لإجراء حوار وطني صريح يشمل بالضرورة الإمبراطورية البريطانية، لأن الإمبراطورية هي تاريخ بريطاني. كما ان نظاماً تعليمياً خالياً من الاستعمار هو أول حجر أساس لبناء دولة تُدرك طبيعة مكانتها في العالم، وكيف يُنظر إليها في أنحاء العالم. ودولة تفهم تاريخ الشعب البريطاني، كما يُنظر إليه بعيون الأقلية.

© The Independent

المزيد من آراء