ملخص
بعد بث الفيلم الوثائقي نفي بيتر تود في بيان لشبكة "سي أن أن" إشارة المخرج باعتباره هو شخصية ساتوشي الحقيقية، مضيفاً "للعلم أنا لست ساتوشي، وادعاء ’الوثائقي‘ غير مسؤول ويعرض حياته للخطر وأنه اضطر لترك مكانه والسفر بعيداً تفادياً لأية تبعات من بث الفيلم"
منذ خرجت العملة المشفرة "بيتكوين" إلى العلن وأصبحت متاحة عبر شبكة الإنترنت العالمية قبل 15 عاماً بعدما كان استخدامها قاصراً على "الإنترنت السوداء" كعملة تداول بين جماعات الجريمة المنظمة، لم تتوقف محاولات اكتشاف الشخص أو المجموعة التي طرحت العملة على الشبكة العنكبوتية العلنية.
من مواقع الدردشة، سواء على "الويب المظلم" أو الإنترنت العامة، وقت ظهور "بيتكوين" عرف الشخص الذي أطلقها باسم مستعار هو "ساتوشي ناكاموتو" وحتى الآن لا تعرف الشخصية الحقيقة التي انتحلت هذا الاسم على رغم محاولات صحافية وإعلامية وبحثية متعددة لاكتشافه باءت بالفشل.
أحدث هذه المحاولات جاءت في برنامج وثائقي جديد بثته قناة "أتش بي أو" الأميركية بعنوان "كهرباء المال سر بيتكوين" من إخراج كولين هوباك.
ومن دون أن يجزم البرنامج باكتشاف الهوية الحقيقية لساتوشي إلا أنه أشار بوضوح إلى شخص محدد هو بيتر تود أحد مطوري الـ"بيتكوين" الرئيسين، والذي نفى ما جاء في الفيلم الوثائقي.
ولا تقتصر الإثارة في اكتشاف مخترع "بيتكوين" الحقيقي على معرفة من بدأ عملية إطلاق عدد من المشفرات غير "بيتكوين" وتكوين جيش من المستثمرين في العملات المشفرة يزداد عدداً كل يوم، بل ستكون أيضاً كشفاً لهوية واحد من أثرى الأثرياء في العالم بعشرات مليارات الدولارات.
فإذا كان ساتوشي ما زال يحتفظ بكمية العملات المشفرة التي عدنها خلال الأيام الأولى لإطلاقها فإن ثروته هي نحو واحد مليون بيتكوين (تساوي الآن نحو 65 مليار دولار).
"وثائقي" أدلة ظرفية
بعد بث الفيلم الوثائقي نفي بيتر تود في بيان لشبكة "سي أن أن" إشارة المخرج باعتباره هو شخصية ساتوشي الحقيقية، مضيفاً "للعلم أنا لست ساتوشي، وادعاء ’الوثائقي‘ غير مسؤول ويعرض حياته للخطر وأنه اضطر لترك مكانه والسفر بعيداً تفادياً لأية تبعات من بث الفيلم".
وعلق تود على الفيلم ومخرجه بأنه "يحول بعض المصادفات إلى شيء أكبر بكثير، وهذا أمر ساخر حقاً، لأنه من سمات التفكير التآمري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن مخرج الوثائقي بيتر هوباك رد على نفي بيتر تود الذي يظهر في الفيلم ببيان قال فيه "كان بيتر موجوداً خلال اليوم الذي أُجري فيه الحوار الذي يتضمنه ’الوثائقي‘ ويعرف ما نوقش، وأتيحت له كل الفرص ليشرح موقفه". ومع أن خلاصة "الوثائقي" لا تجزم بأن تود هو ساتوشي ومخترع "بيتكوين" الحقيقي وتترك الاستنتاج للمشاهد، فإن الفيلم يجعل المطور المعروف هو السر المكتشف في النهاية.
ويستند "الوثائقي" إلى مجموعة من الأدلة الظرفية التي يقود الربط بينها إلى شبه خلاصة بأن المطور البرامجي الكندي بيتر تود هو الشخصية الحقيقية التي استخدمت الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو.
فخلاصة أبحاث كثيرة أن من طور "بيتكوين" كعملة مشفرة على الإنترنت العام لم يكن من كبار خبراء البرمجة وإنما عملية التشفير هي لشخص هاو.
وخلال عام 2009 كان تود طالباً في الجامعة ومن التلاميذ المهرة لعبقري الإنترنت البريطاني آدم باك الذي كان من أوائل المتفاعلين مع ساتوشي ناكاموتو على موقع الدردشة الذي اشتهر في بداية إطلاق "بيتكوين".
ومن الأدلة الظرفية أيضاً تتبع هوباك للدردشة المبكرة وكيف أن شخصية ساتوشي كانت تنشط في الصيف؟ مما يربط بينه وتود الذي كان خلال ذلك الوقت في عطلته الدراسية من الجامعة.
ويظهر البريطاني باك في خلفية مقاطع الفيلم التي تتضمن حواراً مع تود وهو ما يعده كولن هوباك دليلاً قوياً، فهي دردشة ما بين ناكاموتو وتود خلال عام 2010 يرد فيها تود على استفسار تقني عن شبكة "بلوكتشين" التي ظهرت عليها "بيتكوين" ويقدم فيها تود حلاً لناكاتومو. ويتساءل المخرج عما إذا كان تود يرد على نفسه من حسابين مختلفين؟ حساب بالاسم المستعار وحساب باسمه.
محاولات مستمرة
لا يعترف بيتر تود في "الوثائقي" بأنه ساتوشي ناكاموتو لكن المخرج كولن هوباك يقول إن النظر إلى رد فعل تود ومعلمه باك وعصبيتهما خلال التسجيل يشير إلى أن هناك سراً ما، لكن في النهاية لن تكون هذه المحاولة الأخيرة لاكتشاف مخترع "بيتكوين" الحقيقي خصوصاً أن ناكاموتو وتود توقفا تماماً عن الدردشة مبكراً بعد إطلاقها، واختفيا تماماً من على الإنترنت.
وكانت المحاولة الأولى لاكتشاف الهوية الحقيقية لمخترع "بيتكوين" خلال عام 2011 حين نشرت "ذا نيو يوركر" تقريراً خلاصته أن ساتوشي ناكاموتو طالب إيرلندي يدرس علم المشفرات عمره 23 سنة واسمه مايكل كلير. ونفى كلير ذلك وثبت في ما بعد أنه تخمين خاطئ.
وخلال وقت لاحق من العام نفسه ذكرت "فاست كومباني" أن مجلة "نيو يوركر" أخطأت تحديد الهوية الحقيقية لمخترع "بيتكوين".
وأعلنت أنها درست كل كتابات ناكاموتو إضافة إلى مجموعة من الأدلة الظرفية وتوصلت إلى الاشتباه في ثلاثة أشخاص، لكن تلك الاستنتاجات ثبت خطأها أيضاً، وأعلن كاتب التقرير أن الأسماء التي توصل إليها ليست هي الهوية الحقيقية لمخترع "بيتكوين".
ولم تتوقف المحاولات منذ ذلك الحين، وعلى مدى الأعوام الماضية نشر موقع "فايس" ومجلة "نيوزويك" وصحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "وايرد" تقارير وتحقيقات حول الهوية الحقيقية لساتوشي ناكاموتو، إلا أن كل تلك الاستنتاجات لم تكن صحيحة ودحضت في ما بعد.