ملخص
تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن مخاوف من محاولات إيرانية لتهريب كميات ضخمة من الأسلحة عبر الحدود الأردنية كتلك التي ضبطت خلال يوليو الماضي.
أعلنت إسرائيل وعلى نحو مفاجئ تشكيل فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة لنشرها على الحدود مع الأردن، مما عزز مخاوف عمان من حقيقة نيات تل أبيب.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سينشر قوات هذه الفرقة على طول الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية والأردن، امتداداً من منطقة بيسان شمال الأغوار إلى شمال إيلات جنوباً، مبررة هذا القرار بأنه يأتي في أعقاب التهديدات الأمنية المتصاعدة عند الحدود، وبهدف توفير رد أمني كامل ونوعي أكثر في هذه المنطقة.
وتحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن مخاوف من محاولات إيرانية لتهريب كميات ضخمة من الأسلحة عبر الحدود الأردنية كتلك التي ضبطت خلال يوليو (تموز) الماضي.
تهديد خطر
يوضح العقيد المتقاعد والمتخصص في الشأن العسكري محمد مقابلة أن الفرقة المشار إليها في الجيش الإسرائيلي تختلف عن باقي الجيوش، كونها ذات تنظيم أعلى وعدد أكبر قد يصل إلى 12 ألف شخص، لأنها تنظيم مجحفل بمعنى أنها تكون مدعومة بمشاة ودروع وأسلحة ثقيلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعد مقابلة أن نشر هذه القوات على الواجهة الأردنية بمثابة تهديد خطر وصريح للأردن، مضيفاً أن إسرائيل تدرك أن الوضع في الضفة الغربية يتجه نحو التأزيم، وأن هذا التأزيم يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأردن.
ويصف المتخصص العسكري التحرك العسكري الإسرائيلي بأنه مخالف لبنود اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل وفقاً للملحق رقم 1 الذي يحدد ويضبط انتشار القوات على الواجهات الحدودية.
ويضيف "هناك شروط في معاهدة السلام تبين حجم القوات العسكرية على الحدود وعددها وبعدها من الجوار وهو ما انتهكته إسرائيل"، مطالباً الجانب الأردني بنشر قوات بالمثل لأن هناك استنفاراً وحال طوارئ لدى الجانب الإسرائيلي تتطلب أيضاً إعادة قراءة الموقف السياسي وإرسال رسائل واضحة لإسرائيل بخصوص معاهدة السلام، لأن العقلية العسكرية الإسرائيلية في رأيه تدرك أن الجبهة الأردنية هي الأخطر عليها وما زالت تعدها تهديداً عسكرياً.
أجندة ومناورة سياسية
بدوره، يقول المحلل العسكري مأمون أبو نوار إن التحركات الإسرائيلية العسكرية وراءها أجندة ومناورة سياسية للمقايضة بملفات أخرى، مشيراً إلى نظرية القلعة والأماكن المحصنة التي تشتري إسرائيل من خلالها وهم الأمن.
ويرى أبو نوار أن ثمة رسالة إسرائيلية تريد تأكيد عدم وجود دولة فلسطينية وأنهم تحت ضغط التهديدات، وهذا يمس الأردن بطريقة ما ومخالف لاتفاقات أوسلو. وقد سبقه كثير من الإجراءات مثل الإعلان عن بناء جدار حدودي.
ويضيف "قواتنا المسلحة جاهزة، الأردن يعرف النيات الإسرائيلية ومستعد لمعركة كرامة أخرى".
تسريبات مقصودة
وفي سياق متصل، يشير الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير إلى جملة من التسريبات الإسرائيلية التي تتحدث عن أخطار الحدود الأردنية مع إسرائيل خلال العامين الأخيرين، من أبرزها إقامة جدار عازل على طول الحدود الأردنية الإسرائيلية التي تمتد مئات الكيلومترات، على رغم وجود حاجز طبيعي من جبال الملح على طول 40 كيلومتراً.
من بين التسريبات المتعمدة بحسب أبو طير كثرة الحديث عن تهريب الأسلحة إلى داخل الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الحديث عن تقديرات بتسلل نحو 4 آلاف شخص عبر الحدود الأردنية.
وكل هذه التسريبات تأتي بموازاة ما أعلن عنه في شأن إنشاء فرقة جديدة للجيش الإسرائيلي على طول الحدود الأردنية. وهو ما يرى فيه أبو طير شعوراً إسرائيلياً بأن الحدود الأردنية تهديد مباشر لها.
لكن الأخطر في رأيه هو عزل الضفة الغربية وتنفيذ سيناريوهات استيلاء إسرائيل على كامل غور الأردن من الجانب الغربي لنهر الأردن.
جدار حدودي
وكانت إسرائيل أعلنت خلال العام الماضي نيتها بناء جدار على الحدود المشتركة مع الأردن، وبخاصة أنها تعد أطول حدود عربية مع إسرائيل بطول 238 كيلومتراً، يصعب ضبط عمليات التسلل وتهريب السلاح من خلالها.
فمنذ خمسينيات القرن الماضي تشهد هذه الحدود عمليات تسلل وتهريب منتظمة قدرتها تقارير إسرائيلية بنحو 600 عملية شهرياً، تصاعدت بصورة ملحوظة خلال العامين الأخيرين.
وتم ترسيم الحدود بين الأردن وإسرائيل للمرة الأولى عام 1948، وبعد حرب 1967 أصبحت الحدود الشرقية لإسرائيل تضم غور الأردن الذي كان تحت السيطرة الأردنية، بينما وضعت معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994 إطاراً رسمياً للحدود بين البلدين.
وكان الجيش الأردني قام بتحركات عسكرية قرب الحدود مع إسرائيل العام الماضي وبعد أسابيع فقط من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتداول الأردنيون آنذاك مقاطع فيديو تظهر الجيش الأردني وهو يقوم بإرسال تعزيزات إلى الحدود الغربية. واعتبر مراقبون هذه التحركات بمثابة رسالة لإسرائيل بأن الأردن جاهز للحرب إذا ما أقدمت على تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الأراضي الأردنية.
فيما رأى فيها آخرون مجرد إعادة تموضع طبيعية في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة.