فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها تريد بدء محادثات في شأن السودان هذا الأسبوع في سويسرا حتى في غياب ممثلي الحكومة السودانية التي أبدت تحفظات على الطرح الأميركي، فسر الكاتب السوداني محمد بن عبدالقادر الغياب المتوقع لحكومة البرهان بأنه يأتي في وقت يتوقع الفشل للمفاوضات قبل بدايتها، لأنها جاءت لتجاوز "اتفاق جدة" الذي لم تلتزمه ما وصفها بـ"ميليشيات قوات الدعم السريع".
وقال عبدالقادر الذي يترأس صحيفة الكرامة السودانية، "الميليشيات لا تزال تحتل بيوت المواطنين والأعيان، وهذا خرق لأحد أهم بنود اتفاق جدة". وفسر الأسباب التي دعت أميركا للدعوة إلى مفاوضات جنيف وهي في تقديره "القشة التي قصمت ظهر البعير"، إذ بها تم القفز على اتفاق لم يلتزمه حميدتي وجنده في محاولة لإلغاء بنوده التي أقرت بذنبها قوات "الدعم السريع" بعد توقيعها على مغادرة منازل المواطنين وعدم استهداف الأطفال والمدنيين، وهذا إقرار تحاول اليوم الهرب منه لاتفاق جديد في سويسرا. لكنه وعلى رغم تجدد الحديث عن بدء مفاوضات جديدة في جنيف، فإن الحكومة وفق الصحافي السوداني "تشترط أن يكون اتفاق جدة" هو أساس التفاوض.
ويعتقد الصحافي السوداني أن مفاوضات جنيف جاءت لإيجاد موطئ قدم للإمارات التي تتهمها الحكومة السودانية في الأمم المتحدة بالوقوف ودعم قوات "الدعم السريع"، وفق تعبيره. ويضيف "هذه الشكوى أزمت كثيراً من موقف حكومة أبوظبي التي تحاول الآن أن تكون جزءاً من التفاوض"، ويؤكد أن "الحكومة السودانية رفضت أن تكون الإمارات جزءاً من منبر التفاوض في جدة".
ويعتقد عبدالقادر أن "المجتمع الدولي ليس محايداً في قضية الصراع في السودان" بخاصة الولايات المتحدة الأميركية فهي كما يقول "توالي قوات حميدتي والدولة الداعمة له وهي التي تربطها علاقات وثيقة بالتمرد في السودان". ولا يعتقد أن جنيف ومفاوضاتها هي الوقت المناسب للحديث عن مستقبل مشرق للعملية التفاوضية في ظل عدم تنفيذ الميليشيات ما اتفق عليه في مايو (أيار) 2023 أي اتفاق جدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسبب النزاع الذي نشب في أبريل (نيسان) 2023 بين قوات الحكومة وميليشيات "الدعم السريع" في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وتدمير البنية التحتية.
وفي وقت سابق أعلن وزير الإعلام السوداني جراهام عبدالقادر في بيان بثه التلفزيون الرسمي أن الوفد السوداني لاحظ "عدم التزام الوفد الأميركي دفع الميليشيات المتمردة (قوات الدعم السريع) إلى التزام تنفيذ إعلان جدة" الذي تم التفاوض عليه العام الماضي، ولكنه لم يسفر سوى عن وقف إطلاق نار قصير الأمد في العام الماضي تم انتهاكه على الفور.
وقالت واشنطن إن محادثات جنيف التي ترعاها السعودية وسويسرا ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
وأشار وزير الإعلام إلى "إصرار الوفد الأميركي على مشاركة دولة الإمارات كمراقب في اللقاء"، قائلاً إن الحكومة السودانية "ترفض وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد".
ويتهم الجيش السوداني أبوظبي بدعم "قوات الدعم السريع".