Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دلالات تنظيم المغرب مناورات الرعد الغامض مع أميركا وألمانيا وبريطانيا

تشهد مشاركة 300 جندي يتدربون ميدانياً على مواجهة الحرب الكهرومغناطيسية

تبعاً لتصريح ضابط أميركي فإن مناورات "الرعد الغامض" تواصل تعزيز قابلية التشغيل البيني مع القوات الحليفة تحت هياكل قيادة منتشرة (وزارة الدفاع الأميركية)

ملخص

يحتضن المغرب للمرة الأولى مناورات "الرعد الغامض" في نسختها الثانية بعدما احتضنت رومانيا النسخة الأولى خلال العام الماضي.

بعد تنظيم مناورات "الأسد الأفريقي" بمشاركة عدد من الدول، خلال الفترة الممتدة من الـ20 إلى الـ31 من مايو (أيار) الماضي، عاد المغرب إلى تنظيم مناورات عسكرية جديدة تحمل اسم "الرعد الغامض" بمشاركة الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا تجري من الخامس وتستمر حتى الـ16 من أغسطس (آب) الجاري.

وتشهد المناورات مشاركة 300 جندي يتدربون ميدانياً على مواجهة الحرب الكهرومغناطيسية، أو الحرب الإلكترونية، كما تتعزز عبرها علاقات التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدول الأربع.

مناورات "الرعد الغامض"

ويحتضن المغرب للمرة الأولى مناورات "الرعد الغامض" في نسختها الثانية بعدما احتضنت رومانيا النسخة الأولى خلال العام الماضي، بحضور ميداني لجنود من ألمانيا وبولندا، ومراقبين عسكريين من إيطاليا والتشيك.

وأفاد قائد القوة العملياتية المتعددة المجالات الثانية الأميركية، العقيد باتريك موفيت، وفق بيان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا وأوروبا، بأن مناورات "الرعد الغامض" التي تجرى على الأراضي المغربية ستعرف تطبيق أساليب عسكرية متطورة عدة تتيح للدول المتحالفة والشريكة الحصول على ميزة حاسمة ضد الخصوم المحتملين في جميع المجالات والأبعاد البشرية والمادية والمعلوماتية.

وتابع موفيت أن هذه التدريبات العسكرية المشتركة تعد "فرصة أخرى لتعزيز التعاون وتسليط الضوء على الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب من خلال اختبار القدرات العسكرية." وأوضح أن فرقة العمل الثانية المتعددة المجالات ستقود مناورات "الرعد الغامض"، وستجرى التدريبات في بيئة مشتركة ومجمعة، ترتكز على توظيف "التأثيرات غير المميتة" ومزامنتها ضد الخصوم في جميع المجالات البرية والبحرية والجوية والسيبرانية والفضائية.

وتبعاً لتصريح الضابط الأميركي نفسه فإن "مناورات هذا العام تواصل تعزيز قابلية التشغيل البيني مع قوات الحلفاء والشركاء تحت هياكل القيادة المنتشرة عبر أكثر من 3 آلاف كيلومتر من ألمانيا إلى شمال المحيط الأطلسي وإلى المغرب". واسترسل المصدر بأن "هذه المناورات العسكرية الجديدة ستختبر سلسلة من المهمات والتحديات المعقدة، وستدمج تكنولوجيا الصناعة لتقييم جهود التحديث التي يبذلها الجيش الأميركي، كما تسهم في الاستقرار والأمن الإقليميين من خلال تحسين قدرة القوات الشريكة على العمل بفاعلية في أوقات الأزمات والصراعات".

محور جيوسياسي واستراتيجي

ويعلق الباحث في الشأن العسكري والإستراتيجي محمد عصام لعروسي على إجراء مناورات "الرعد الغامض" على الأراضي المغربية بالقول "إن التطورات التي عرفها التعاون العسكري والأمني بين المغرب وأميركا ومستجدات قضية الصحراء، كلها سياقات تجعل من محور أميركا والمغرب وألمانيا وبريطانيا يتولى مسؤولية مواجهة التهديدات في منطقة شمال أفريقيا".

وسجل لعروسي أن "المغرب عمَّق علاقاته مع الولايات المتحدة بصورة كبيرة على الصعد العسكرية والأمنية والاستخباراتية، وأيضاً انتعشت علاقات الرباط ولندن، وتصحح مسار العلاقات مع ألمانيا بعد فترة توتر دبلوماسي بين البلدين".

واستعرض المتحدث ذاته عدداً من الدلالات لتنظيم المغرب هذه المناورات العسكرية، "الدلالة الأولى جيوسياسية وإستراتيجية، تتمثل في كون التحالف مع هذا المحور يشكل وزناً كبيراً من الناحية الجيوسياسية في العالم"، شارحاً أن "المغرب يدافع عن تصوراته ومصالحه عبر هذا المحور في قضايا الأمن والإرهاب التي هي قضايا غير مجزأة تنتمي إلى المنظومة نفسها، وأن أي تهديد يظهر في القارة الأفريقية هو تهديد للأمن العالمي".

والدلالة الثانية، وفق لعروسي، "تتجسد في تقاسم المغرب مع هذا المحور التوجهات والاختيارات الجيوسياسية نفسها، ومن ثم فإن تنظيم هذه المناورات بالمغرب هو امتداد ترابي للتعاون العسكري من أوروبا إلى أفريقيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت لعروسي إلى "دلالة ثالثة تتمثل في تطوير الحرب الإلكترونية، باعتبار أن المغرب يهتم بهذا الجانب من خلال إدراك تفاصيل هذه الحرب، وأيضاً التدريب على "الحروب اللاتماثلية" ومواجهة قضايا الإرهاب، والارتقاء بالجيوش لمجابهة التهديدات المستقبلية، بخاصة التدريب على أسلحة متطورة لحماية المنطقة من الهجمات غير التقليدية، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ القصيرة المدى والعابرة للقارات".

وخلص إلى "دلالة رابعة من وراء تنظيم مناورات الرعد الغامض على الأراضي المغربية، وهي أنها تعزز فرص التعاون الاستخباراتي بين الرباط والدول الثلاث الأخرى، فضلاً عن الاستفادة من عملية تبادل الخبرات بين جميع الدول الحليفة المشاركة في هذه العملية".

الاستراتيجية الأميركية

من جانبه، يرى الباحث في الشأن العسكري والإستراتيجي محمد شقير أن استضافة المغرب مناورات "الرعد الغامض"، التي سيتقاسمها مع ألمانيا، "تبرز الأهمية العسكرية التي يتمتع بها المغرب ضمن الإستراتيجية الأميركية في المنطقة الأوروأفريقية".

ويشرح شقير أن "هذه المنطقة تُعد لدى الولايات المتحدة منطقة حساسة ينبغي الحفاظ على استقرارها، وبخاصة في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية - الروسية، وتداعيات التهديدات المتولدة من عدم الاستقرار في شمال أفريقيا ودول الساحل".

وعد المحلل عينه أن "إشراك المغرب في مناورات عسكرية من هذا النوع يعكس ثقة القيادة العسكرية الأميركية في قدرة الرباط على تنظيم مناورات عسكرية بصورة محكمة، الشيء الذي خبرته من خلال توالي تنظيم مناورات (الأسد الأفريقي) سنوياً لأكثر من عقدين".

واسترسل شقير قائلاً إن "تنظيم هذه المناورات التي تكتسي طابعاً متفرداً يقوم على تدريبات عسكرية تقتضيها الحروب التكنولوجية المستقبلية"، لافتاً إلى "مسألة تقوية التحالف العسكري للولايات المتحدة مع شركاء يعدون ضمن دائرة مربع الحلفاء الأكثر قرباً من الولايات المتحدة، الذي يعد المغرب واحداً منهم بامتياز".

وسبق للمغرب تنظيم الدورة الـ20 من مناورات "الأسد الأفريقي"، التي شارك فيها زهاء 7 آلاف جندي من جيوش 20 دولة، إضافة إلى القوات العسكرية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وبحضور منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأقيمت في مناطق أغادير وبن جرير وطانطان وأقا بطاطا في الصحراء المغربية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير