Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيروس غرب النيل في ألمانيا مؤشر إلى تغير المناخ

يؤدي الارتفاع غير المألوف في درجات الحرارة خلال الصيف إلى بلوغ البعوض الحامل للعدوى المميتة مناطق أبعد شمالاً

مخاوف من نقل البعوض الأمراض الاستوائية إلى المملكة المتحدة (غيتي)

اكتُشف فيروس غرب النيل في ألمانيا للمرة الأولى بعد سنوات من احترار المناخ. ويعتقد العلماء أن هذا ما شجّع البعوض الحامل للمرض الفتّاك على التوجّه إلى مناطق أبعد شمالاً.

وكشفت الهيئات الصحية في البلاد يوم الجمعة عن أول إصابة بشرية معروفة بالفيروس الذي ينقله البعوض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت المراكز الوطنية لضبط الأمراض وللطب الاستوائي في ألمانيا عن إصابة الشخص الذي التقط العدوى بالتهاب الدماغ وهي حالة تهدد الحياة يتورّم خلالها الدماغ. لكن المريض امتثل للشفاء بعد خضوعه للعلاج في المستشفى.

واكتشف فيروس غرب النيل للمرة الأولى في أوغندا في العام 1937 لكنه أخذ يمتدّ شمالاً خلال السنوات القليلة الماضية.

ولا يظهر على معظم الأشخاص الذين يتعرضون للدغة البعوضة أية أعراض لكن واحداً من كل خمسة منهم يصاب بالحمى وبأعراض تشبه الرشح.

ويتطور المرض لدى أقل من واحد في المئة من بين المصابين فتصبح حالتهم أكثر حرجاً ويعانون من مضاعفات عصبية مثل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى احتمال تسبّب فيروس غرب النيل بحدوث تلف دماغي، مثل الارتعاش وتدهور القدرة على الإدراك، وهي حالات تلازم المريض بعد مرور سنوات على إصابته بالمرض للمرة الأولى.

وأفاد الدكتور مايك براون، مدير قسم الطب السريري في مستشفى الأمراض الاستوائية في لندن أن فيروس غرب النيل انتشر في الأميركيتين منذ 10 أعوام تقريباً بطريقة مفاجئة و"صادمة".

ويُعزى ارتفاع  نسبة الإصابة بالفيروس إلى تغيّر أنماط هجرة الطيور الحاملة للمرض أولاً و"ارتفاع درجات الحرارة التي امتدّت بفعلها رقعة المواطن البيئية التي يستطيع البعوض أن يحيا فيها" ثانياً وفقاً لبراون.   

وشهدت منطقة جنوب أوروبا ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بالفيروس خلال السنوات القليلة الماضية فوقعت 1300 إصابة على الأقل و90 حالة وفاة في العام 2018 مقارنة بأقل من 300 حالة في السنة السابقة.

ويعتقد الخبراء أن سبب هذا الارتفاع هو اشتداد الحرّ خلال فصل الصيف في أوروبا مما يحفّز الحشرات على التزاوج ويزيد نشاطها.

وقال جوناس شميدت شاناسيت من معهد برنارد نوخت لطب المناطق المدارية إن "الارتفاع غير المألوف في درجات الحرارة خلال فصليّ الصيف الماضيين بسبب تغير المناخ ساهم على ما يبدو في تركّز فيروس غرب النيل شمال جبال الألب".

وتفاقمت حدة الأزمة في اليونان، حيث أصيب 316 شخصاَ بالعدوى وتوفي 50 شخص في العام 2018، لدرجة دفعت بوزارة الخارجية البريطانية إلى تحذير السائحين البريطانيين من التعرض إلى لدغات البعوض. 

ووفقاً لهيئة الصحة العامة اليونانية، ظهرت على 243 شخص من بين المصابين بالفيروس في اليونان العام الماضي عوارض شديدة مثل التهاب الدماغ أو السحايا. وهو معدّل أعلى بكثير من المعدلات المتوقعة عادة.

كما ارتفعت معدلات الإصابة بالفيروس في دول مثل صربيا ورومانيا وإيطاليا وقبرص، بالإضافة إلى اليونان.

ولم تحدث أية إصابات بشرية في بريطانيا إلى الحين، على الرغم من تعبير جيمس لوغان، رئيس قسم ضبط الأمراض في كلية لندن الجامعية لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، عن دهشته إزاء غياب الإصابات.

إذ قال لوغان في مقابلة له مع المجلة الطبية  ذا لانست العام الماضي "ما زلنا نجهل أسباب عدم وصول فيروس غرب النيل إلى المملكة المتحدة  على الرغم من أن الظروف مؤاتية لذلك من دون شك".  

ووافقه الدكتور براون القول فاعتبر أن "البعوض يتكاثر وأعتقد أن الاحتمال كبير في أن يظهر فيروس غرب النيل بنسبة أكبر في مناطق أبعد من شمال أوروبا".

"لا سبب لعدم وصوله (إلى المملكة المتحدة). ولاحظنا انتشار غيره من الفيروسات التي يحملها البعوض شمالاً- فارتفاع درجات الحرارة يطيل من عمر البعوض".

ويمكن للفيروس أن ينتشر في أي مكان تهاجر إليه الطيور التي تشكل الحامل الأساسي له. وتقع المملكة المتحدة ضمن هذا النطاق إذ يُعتقد أن أسراب الطيور تحمل الفيروس هذا منذ العام 2003 على الأقل.

ولم يُطوّر أي لقاح مضاد لفيروس غرب النيل والنصيحة الوحيدة التي تسديها السلطات الصحية للوقاية منه هي بارتداء ملابس طويلة واستعمال مادة طاردة للحشرات تفادياً للتعرض إلى لدغات البعوض.

وحذّر البروفسور لوغان من "الاعتقاد السائد تقريباً بأن الأمراض التي يحملها البعوض منحصرة بالمناطق الإستوائية، بينما تقترب هذه الأمراض في الحقيقة من بلادنا هذه الأيام".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة