ملخص
يواجه بايدن دعوات متزايدة من الديمقراطيين إلى إنهاء حملته وسط شكوك تتعلق بكفاءته العقلية أثارها أداؤه أثناء المناظرة أمام ترمب في أتلانتا الشهر الماضي، عندما واجه صعوبة في إنهاء جمل أو إيصال فكرة متماسكة.
ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة الخميس خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن بتقديمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين"، قبل أن يُصحح خطأه، في انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية.
وقال بايدن (81 سنة) مخاطباً الحاضرين في القمة "والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيداتي، سادتي، إليكم الرئيس بوتين". لكن سرعان ما صحح بايدن هفوته، قائلاً إن زيلينسكي "سيهزم الرئيس بوتين. إن تركيزي منصب بشدة على هزيمة بوتين".
وسارع خصوم بايدن الجمهوريون إلى تداول فيديو الهفوة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وارتكب بايدن هذا الخطأ قبل مؤتمر صحافي من المقرر أن يعقده الساعة 18:30 (22:30 توقيت غرينتش). ويتمثل التحدي الذي يواجه الرئيس الأميركي في أن يكون قادراً على الإلقاء والتعبير عن نفسه بوضوح وبصوت واثق ومن دون ملاحظات مكتوبة وبلا مُلقِّن آلي.
ماكرون: جميعنا نخطئ
وتعليقاً منه على هفوة بايدن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "جميعنا نخطئ أحياناً"، مضيفاً في ختام قمة الحلف الأطلسي أن نظيره الأميركي بدا له حاضراً ذهنياً بالكامل.
من جهة ثانية أكد ماكرون أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا، قائلاً "سنواصل دعمها ما لزم الأمر. بهذه الروح اتُّخذت قرارات مهمة هنا في واشنطن لترسيخ دعمنا على المدى الطويل والتقدم نحو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".
شولتز: زلات اللسان تحدث
ودافع المستشار الألماني أولاف شولتز عن بايدن قائلاً رداً على سؤال من الصحافيين عن الواقعة "زلات اللسان تحدث، وإذا راقبت الجميع دائماً، فستجد ما يكفي منهم". وأضاف "لكن هذا لا يغير أي شيء مما قاله الرئيس الأميركي بوضوح شديد في خطابه".
ستارمر دافع عن بايدن
وكان رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر قد قال الخميس إن الرئيس الأميركي كان في "حالة جيدة حقاً" عندما اجتمعا، وأثنى ستارمر على قيادة بايدن بعد تزايد عدد الديمقراطيين الذين يدعون الرئيس الأميركي إلى التخلي عن الترشح لفترة جديدة لمخاوف إزاء تقدمه في العمر.
وعند سؤاله عما إذا كان بايدن "يعاني من أمراض الشيخوخة"، أجاب بأن اجتماعهما الأربعاء كان جيداً حقاً، مضيفاً أن الاجتماع الذي كان مقرراً أن يستمر 45 دقيقة دام قرابة الساعة وأنهما توجها بعده مباشرة إلى مأدبة عشاء أقامها بايدن لزعماء حلف شمال الأطلسي.
وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "تناولنا عدداً كبيراً من المشكلات في عجالة. كان في حالة جيدة حقاً وحاضر الذهن في جميع التفاصيل بلا استثناء"، مضيفاً أنه كان من المهم له عقد هذا الاجتماع مع بايدن في أسرع وقت بعد أن تولى رئاسة وزراء بريطانيا الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشاد ستارمر "بالقيادة المذهلة" لبايدن في ما يتعلق بالإسهام في توجيه حلف شمال الأطلسي خلال فترة مضطربة في الشؤون العالمية. وورد في بيان بخصوص الاجتماع صادر عن مكتب ستارمر أن الزعيمين بحثا أيضاً الصراعات في أوكرانيا وقطاع غزة، بالإضافة إلى رغبة ستارمر في توطيد العلاقات مع أوروبا.
زيلينسكي يطالب برفع "كل القيود"
من ناحيته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس دول حلف شمال الأطلسي برفع "كل القيود" المفروضة على بلاده لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية. وقال على هامش القمة "إذا أردنا أن نفوز، إذا أردنا أن ننتصر، إذا أردنا إنقاذ بلادنا والدفاع عنها، علينا رفع كل القيود".
وتفرض دول عدة في الحلف قيوداً على استخدام أسلحة ترسلها إلى أوكرانيا. ويُحظر بعض هذه الدول، مثل إيطاليا، أي استخدام لهذه الأسلحة على الأراضي الروسية. وتحصر دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، استخدام أسلحتها في ضربات على أهداف عسكرية مشروعة، ضمن عمق محدود داخل أراضي روسيا.
وتواظب كييف على المطالبة بأن يُجاز لها استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي.
الانضمام إلى الناتو
من جهته، ذكر الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن من حق أوكرانيا الدفاع عن نفسها، بما في ذلك عبر ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، خصوصاً إذا كان خط الجبهة قريباً جداً من الحدود، الأمر الذي ينطبق على منطقة خاركيف حيث شنت موسكو هجوماً في مايو (أيار).
إلى ذلك، أبدى زيلينسكي ثقته بأن بلاده ستنضم يوماً ما إلى الأطلسي. وأقرت دول الحلف الأربعاء في بيان مشترك بأن أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو انضمامها إلى الناتو.
انتقاد الصين
وسعى قادة الأطلسي الخميس، إلى تعزيز العلاقات مع شركائهم الآسيويين بعد انتقادهم الصين باعتبارها "عامل تمكين حاسماً" في الحرب الروسية على أوكرانيا.
وانتهز التحالف الذي يضم 32 بلداً القمة التي عقدت في واشنطن لإظهار تصميمه على التصدي لموسكو ودعمه الثابت لكييف.
وبعدما ركز قادة الأطلسي في الجزء الأكبر من القمة على دعم أوكرانيا، حولوا تركيزهم شرقاً نحو التحدي المتزايد الذي تمثله الصين، عبر محادثات مع قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.
وأعرب قادة الناتو عن "قلقهم البالغ" إثر تعمق العلاقات بين بكين وموسكو. وقالوا في بيان شديد اللهجة الأربعاء إن الصين "أصبحت عامل تمكين حاسماً لروسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال ما يسمى شراكة (بلا حدود) معها ودعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".
وشددوا على أن الصين "لا يمكنها دعم أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث من دون أن يؤثر ذلك سلباً في مصالحها وسمعتها".
طرف محايد
وردت بكين مطالبة الحلف بـ"التوقف عن تضخيم ما يسمى تهديداً صينياً، وأن يتوقف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يسهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم".
وتقدم الصين نفسها طرفاً محايداً في النزاع، لكنها قدمت مساعدات حيوية وحاسمة للاقتصاد الروسي المعزول ولتجارته التي ازدهرت منذ بدء الحرب. وتدفع الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين منذ سنوات إلى إيلاء اهتمام أكبر بالتحديات التي تشكلها الصين.
وللعام الثالث توالياً يشارك في قمة الناتو قادة الدول الأربع الشريكة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وحصلت أوكرانيا خلال القمة على وعود بأسلحة جديدة لتعزيز حماية أجوائها، ولا سيما مع اقتراب كييف من تسلم مقاتلات من طراز "إف-16".
لكن زيلينسكي لم يكتفِ بذلك، وطلب من داعمي كييف، خصوصاً الولايات المتحدة، منح قواته التي تعاني نقصاً في الذخيرة والعناصر، مزيداً من منظومات الأسلحة لضرب الداخل الروسي.
مواجهة بين روسيا والغرب
وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أيضاً خطوة مهمة لتعزيز قوة الردع لدى الأطلسي ضد روسيا في أوروبا بقولها إنها ستبدأ "عمليات نشر" للصواريخ البعيدة المدى في ألمانيا عام 2026.
وأفاد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى تمركزها بشكل دائم في ألمانيا، وسيكون للصواريخ "مدى أطول بكثير" من الأنظمة الأميركية الحالية في أوروبا.
وحذر الكرملين من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى مواجهة بين روسيا والغرب على غرار ما كان عليه الوضع خلال "الحرب الباردة".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن "ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تشارك مباشرةً في النزاع حول أوكرانيا. كل سمات الحرب الباردة تعود، مع مواجهة، مع مواجهة مباشرة".
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس، أن احتمال نشوب "صراع مباشر بين الأطلسي وروسيا مقلق". وقال "يجب تجنب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى هذه العاقبة".
وتحاول أنقرة البقاء على مسافة متساوية من موسكو وكييف منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال أردوغان إنه من غير الممكن أن يواصل حلف شمال الأطلسي شراكته مع الحكومة الإسرائيلية. وأضاف "حتى يتم تحقيق سلام شامل ومستدام في فلسطين، تركيا لن توافق على أي محاولات للتعاون مع إسرائيل داخل الحلف".