ملخص
وصل المنتخب الفرنسي إلى نصف نهائي بطولة "يورو 2024" رغم الضعف الهجومي الشديد لفريقها الذي ضربته الإصابات وتراجع مستوى النجوم لكن قوة الدفاع حالت دون الخروج المبكر
اثنان من اللاعبين الثلاثة الذين سجلوا لصالح المنتخب الفرنسي في بطولة "يورو 2024" أصبحا خارج البطولة، ولم يعد أحدهما يلعب في كرة القدم الدولية على الإطلاق، وقد سجل لاعب فرنسي واحد هدفاً وحيداً لمنتخب بلاده لكنه كان من ركلة جزاء.
وقد وضعت هذه المسيرة فرنسا على بعد مباراتين من تحقيق إنجاز غير عادي بالفوز بلقب بطولة أوروبا من دون أن يسجل أحد من منتخبها أي هدف من اللعب المفتوح.
يبدو الأمر وكأنه إنجاز كان من الممكن أن يحققه المنتخب اليوناني في عام 2004، الذي كان محدود الإمكانات ومتخصصاً في الخروج من المباريات بشباك النظيفة ولاعبوه خبراء في الركلات الثابتة، ولكن ليست فرنسا التي سجلت أربعة أهداف وثلاثة أهداف في آخر نهائيين لكأس العالم على التوالي، ومن لديهم كيليان مبابي الذي من المحتمل أن يكون أفضل لاعب في العالم للأعوام القليلة المقبلة، ومع مرور الوقت الأفضل في تاريخ كأس العالم، الذين لديهم كوكبة من المواهب الهجومية ولكن ربما يكون هذا هو الانتصار النهائي للمدرب ديدييه ديشامب بطريقته الخاصة جداً.
حتى الآن تتضمن خطته مزيجاً من الأهداف العكسية التي تسجلها المنتخبات المنافسة في مرماها وركلات الجزاء، والتعادل والوقت الإضافي وركلات الترجيح، أو إن لم تكن هذه خطة لعب المدير الفني الفرنسي، فهي نتيجة ثانوية لأسلوبه الذي يضع السلامة أولاً، وقال "عندما لا تسجل أهدافاً فمن الأفضل ألا تتلقى أهدافاً، أنا مدرب دفاعي لذا فريقي يلعب على الدفاع"، وكان ذلك كلاماً ساخراً في إشارة إلى سمعته.
لكن حتى الهدف الوحيد الذي سجله لاعب فرنسي، هدف مبابي من مسافة 12 ياردة (ركلة جزاء) ضد بولندا، جاء لمعادلة النتيجة، وهذا يعني أن الثنائي الذي سجل هدفي فوز فرنسا حتى الآن لم يرتديا قميص المنتخب الفرنسي وهما النمسوي ماكس ووبر وكان أول من وضع الكرة في مرماه ثم البلجيكي يان فيرتونخن قبل أن ينهي مسيرته الدولية المكونة من 157 مباراة، وقال ديشامب "لقد سجلنا هدفاً حتى لو كان هدفاً عكسياً".
في النهاية كل الأهداف تحتسب، وقد كان لدى فرنسا هدف عكسي واحد عندما فازت بكأس العالم 2018 من دون مهاجمها الأساس أوليفييه جيرو الذي سدد كرة على المرمى ناهيك بتسجيل هدف طوال البطولة بأكملها. لقد فازوا بركلات الترجيح في ربع النهائي ضد البرتغال عندما أراد إشراك جيرو لكنه لم يستطع، وقال "الحكم لم يوقف اللعب بالسرعة الكافية".
ولكن في الوقت الراهن يشكل عجز فرنسا قصة شخصيتين سحريتين كانتا دون المستوى ومجموعة من الموهوبين الآخرين الذين أحدثوا تأثيرات عرضية بوصفهما بديلين ولكن بصورة أقل كأساسيين.
وغاب مبابي عن مباراة التعادل مع هولندا بسبب كسر في الأنف تعرض له أمام النمسا ثم عاد ملثماً يفتقر إلى الخطورة ومرهقاً وطلب الخروج ضد البرتغال.
وقال ديشامب "مع كل ما حدث، مشكلات في الظهر والضربة في أنفه، فهو ليس في أفضل حالاته ولكن مع جهوده، شعر بالتعب الشديد".
ثم هناك أنطوان غريزمان الذي غالباً ما يكون في أفضل حالاته في البطولات، ولكن ليس الآن.
بعد أن بدأ على مقاعد البدلاء ضد بولندا وبوصفه جناحاً أيمن ضد بلجيكا، كان في الأقل في مركزه المفضل باعتباره صاحب الرقم "10" في مباراة البرتغال لكنه ظل غير فعال، وقال ديشامب "لأسباب مختلفة، لا يقدم كيليان وأنطوان أفضل ما لديهما مقارنة بما يعرفان أنهما قادران عليه، وعلى رغم كل هذا نحن هنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذه الأثناء، كان عثمان ديمبيلي بديلاً لامعاً في ربع النهائي، ولكن فقط بعد أن فقد مكانه الأساس في الجولة الأولى، وأسهم راندال كولو مواني في هدف فيرتونغن، بالخطأ في مرماه، من خلال الضغط عليه، لكنه كان أقل فاعلية بوصفها لاعباً أساسياً في مباراة هامبورغ.
لقد لعب ماركوس تورام أيضاً لكنه لم يثبت نفسه ولم يحصل كينغسلي كومان على الفرصة للعب، وبدأ برادلي باركولا ضد بولندا، وبصرف النظر عن ذلك، فقد مُنح 15 دقيقة فقط.
وفي الوقت نفسه، أصبح الجزء المميز من الفريق الفرنسي هو ما يخص ديشامب الذي أطلق عليه إريك كانتونا "حامل المياه"، في إشارة إلى الفريق الفرنسي الذي فاز ببطولة أمم أوروبا 1984 بـ"المربع السحري" الخاص به، وهو المكون من اللاعبين الأربعة الذين لعبوا معاً كثيراً، وقد اختار ديشامب ثلاثة لاعبين في خط الوسط الدفاعي مع توفر أدريان رابيو بعد نهاية الإيقاف وتألق إدواردو كامافينغا أمام البرتغال، ومع ذلك، ربما سيحاول جعلهم رباعياً.
وحتى مع وجود ثلاثة أهداف فقط، استقبلت فرنسا هدفاً وحيداً، سجله البولندي روبرت ليفاندوفسكي من ركلة جزاء أعيد تنفيذها بعد أن أنقذ مايك مينيان محاولته الأولى.
وعلى حد تعبير ديشامب فإن الفريق يحتاج إلى أن يكون أكثر "فعالية" في الهجوم، لكنه كان فعالاً بصورة ملحوظة في الدفاع.
حتى الآن ومع وجود مجموعة من لاعبي خط الوسط الدفاعي، افتقرت فرنسا في كثير من الأحيان إلى الشق الهجومي، كما أن بعض أجنحة الفريق مثل غريزمان وتورام لم يكونا لاعبي أجنحة في الأساس وقد تحول ديشامب إلى خطة 4-4-2 الماسية ضد البرتغال، مع وجود مبابي وكولو مواني في الهجوم على نطاق أوسع، وأياً كان الشكل فإن فرنسا لم تكن مبدعة ولا قادرة على تحويل الفرص إلى أهداف بالقدر الكافي.
ومع ذلك تتبقى أمام فرنسا مباراتان فقط نحو المجد، هدفان رائعان من مبابي ربما أو ركلات الترجيح أو هدفان عكسيان، وقال ديشامب "نحن في حاجة لتسجيل مزيد من الأهداف، لكن ربما لا يفعلون ذلك، ربما تستطيع فرنسا أن تمضي قدماً في تحقيق أهدافها الخاصة بالأهداف العكسية".
© The Independent