Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضغوط الدولية تتزايد على مادورو وغوايدو يشترط البحث في رحيله للدخول في مفاوضات

أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، أن وقت الحوار في فنزويلا إنتهى، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة

يحمل المتظاهرون الأعلام واليافطات في كاراكاس تأييداً للرئيس الموقت خوان غايدو (غيتي)

رفض نيكولاس مادورو المهلة الأوروبية للدعوة لإنتخابات رئاسية، في وقت تتزايد الضغوط الدولية عليه، ووصفت باريس بـ "المهزلة" اقتراح مادورو إجراء انتخابات تشريعية مبكرة رداً على ضغوط المعارضة والغرب، وإنتهت الأحد 3 فبراير (شباط) مهلة حددتها سبع دول من الاتحاد الأوروبي للدعوة إلى انتخابات رئاسية. وانضمت النمسا الى ست دول أوروبية أخرى هي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال والمملكة المتحدة، سبق أن أمهلت مادورو ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة تحت طائلة الإعتراف بمعارضه خوان غوايدو رئيساً.

وفي الإطار نفسه، أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أن "المهلة تنتهي هذا المساء 3 فبراير، وإذا لم يعلن مادورو في هذه الأثناء إجراء انتخابات رئاسية جديدة، سيكون لغوايدو الحق الشرعي بتنظيم الانتخابات وسنعتبره أيضاً رئيساً بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات شرعية". أضافت أن "رد مادورو حتى الآن" بالقول إنه سينظم انتخابات تشريعية يبدو "كأنه يقول إنه يريد التخلص من غوايدو رئيس البرلمان المدعوم من المحتجين"، واصفة هذا الموقف بأنه "مهزلة، مهزلة تراجيدية"

وكرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب القول إن التدخل العسكري الاميركي في فنزويلا "خيار"، إلا أنه رفض توضيح ما يمكن أن يدفع الى اتخاذ قرار من هذا النوع، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية.

وفي أول ظهور علني منذ ستة أشهر، طرح مادورو السبت 2 فبراير وسط الآلاف من أنصاره المتجمعين في كراكاس فكرة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة لتغيير البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة.

في هذه الأثناء، أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني ورئيس الأوروغواي تاباريه فاسكيز أن أول لقاء لمجموعة الاتصال الدولية التي شكّلها الاتحاد الأوروبي لدعم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا سيعقد في 7فبراير في مونتيفيديو عاصمة أوروغواي. وأعاد المسؤولان التذكير بأن مجموعة الاتصال "تسعى إلى المساهمة في إيجاد الظروف المناسبة للتوصل إلى عملية سياسة سلمية تسمح للفنزويليين بتحديد مستقبلهم، عبر انتخابات حرة شفافة وذات صدقية".

وأعلن غوايدو استعداده للدخول في مفاوضات، شرط أن يكون رحيل مادورو على طاولة البحث. وقال غوايدو في رسالة موجّهة إلى رئيسَي المكسيك أندرس مانويل لوبيز أوبرادور، والأوروغواي تاباري فاسكيز، إنّ "المفاوضات تعنينا في حال كان الهدف منها تحديد شروط إنهاء اغتصاب السُلطة، ما سيُتيح نقل السّلطة... وإطلاق عمليّة انتقاليّة تؤدّي إلى انتخابات حرّة".

وكان هذان البلدان أعلنا عقد مؤتمر للدول المحايدة إزاء الأزمة في فنزويلا في 7 فبراير (شباط) في مونتيفيديو.

في المقابل، قال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي  إن وقت الحوار في فنزويلا إنتهى، وإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة. وأضاف بنس "ليس هناك وقت للحوار. هذا وقت الفعل... حان الوقت لإنهاء ديكتاتورية مادورو بشكل حاسم وللأبد".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد حض مادورو على قبول عفو اقترحه غوايدو، بينما يجري مساعد وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلنغسلي محادثات في أنقرة، الجمعة، تتناول العقوبات التي فرضتها بلاده على كل من فنزويلا وإيران. وكتب بولتون في تغريدة على "تويتر" "أتمنى لمادورو وكبار مستشاريه فترة تقاعد طويلة وهادئة على شاطئ جميل بعيداً عن فنزويلا". وأضاف "يجب أن يستفيدوا من عفو الرئيس غوايدو... وكلما كان الأمر سريعاً، كان ذلك أفضل".

رقابة أميركية

ونبّه مسؤول أميركي بارز، الخميس، إلى أن الولايات المتحدة تراقب التجارة بين تركيا وفنزويلا وستتخذ إجراءً إذا لحظت خرقاً لأي عقوبات. وكانت واشنطن فرضت عقوبات جديدة، منذ ثلاثة أشهر، تهدف إلى عرقلة مبيعات الذهب من فنزويلا التي صدّرت أكثر من 20 طناً من المعدن النفيس إلى تركيا في العام 2018.

وذكر مسؤول أميركي أن زيارة بيلنغسلي إلى أنقرة كان مخططاً لها أن تناقش العقوبات الأميركية على إيران التي تصدر الغاز إلى جارتها تركيا، لكن يُرجح أن تتناول مسائل تتعلق بفنزويلا أيضاً. وأضاف المسؤول "نحن ندرس طبيعة النشاط التجاري بين تركيا وفنزويلا وإذا توصلنا إلى أن هناك خرقاً لعقوباتنا، فمن البديهي أن نتخذ إجراءً".

ويساند الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مادورو واتصل به هاتفياً الأسبوع الماضي ليعبر عن دعمه له. وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تشعر بخيبة أمل إزاء مواصلة تركيا دعم مادورو. وأضاف "تحدثنا إلى الأتراك مثلما تحدثنا إلى عدد كبير من الحكومات حول العالم... وطلبنا منهم أن ينضموا إلينا في الاعتراف بعدم شرعية نظام مادورو، حتى الآن، هم لم يردوا إيجابياً على تلك المحادثة".

غوايدو والجيش

من جهته، جدد غوايدو دعوة الجيش الفنزويلي إلى عدم الاعتراف بمادورو رئيساً، وقال "أنا واثق بأنه في لحظة ما... سيعبّر الجيش عن استيائه وينتهز هذه الفرصة للوقوف إلى جانب الدستور. ليس فقط لأننا نعرض العفو وضمانات". كما ندد غوايدو، الخميس، بالترهيب الذي تمارسه قوات الأمن بحق عائلته، محمّلاً مادورو مسؤولية ما يمكن أن يتعرض له. وقال في خطاب في كاراكاس إن "القوات الخاصة موجودة في منزلي وتسأل عن مكان وجود فابيانا (زوجته). في هذه اللحظة بالذات، تعتقد الديكتاتورية أنها ستنجح في ترهيبنا". وأضاف أن طفلته البالغة عشرين شهراً موجودة في منزله، محمِّلاً قوات الأمن مسؤولية "أي شيء يحصل لطفلتي". وتابع غوايدو "سأتوجه من هنا إلى منزلي"، داعياً الدبلوماسيين والنواب ومناصريه الحاضرين إلى مرافقته "لمعرفة ما تريده القوات الخاصة".

الإفراج عن صحافيين

في المقابل، أفرجت السلطات في فنزويلا، الخميس، عن صحافيين أجانب (صحافيان من فرنسا واثنان من كولومبيا وصحافي إسباني) أعتُقلوا في الأيام الماضية أثناء تغطية الاضطرابات في البلاد.

وأكدت محطة تلفزيونية فرنسية الإفراج عن اثنين من صحافييها، وقالت إنهما في طريقهما إلى باريس. كما أكدت الحكومة الإسبانية الإفراج عن الصحافيين الثلاثة الآخرين (الإسباني والكولومبيَين) الذين يعملون لمصلحة وكالة أنباء إسبانية.

مجموعة اتصال دولية

في سياق آخر، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، الخميس، أن الاتحاد سيشكل مجموعة اتصال دولية للمساعدة في إجراء انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا.

وقالت موغيريني إثر اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد في العاصمة الرومانية بوخارست إن قرار الاعتراف بغوايدو هو "من صلاحيات الدول" ودول عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ستتخذ هذه الخطوة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت "ناقشت الخطوات المقبلة التي يمكن أن تتخذها الدول الأعضاء في الأيام المقبلة وننسق المواقف قدر الإمكان".

وأوضحت موغيريني أن "الهدف من مجموعة الاتصال الدولية واضح، وهو السماح للفنزويليين بأن يعبّروا عن أنفسهم بحرية وديمقراطية عبر انتخابات جديدة. لا يتعلق الأمر بوساطة".

وتابعت أن "مجموعة الاتصال التي ستعقد أول اجتماع لها الأسبوع المقبل في إحدى دول أميركا اللاتينية، تمهل نفسها 90 يوماً للتوصل إلى نتيجة إيجابية". وقالت أيضاً إن "الأيام الـ 90 هي مهلة للعمل. إذا لاحظنا استحالة إطلاق دينامية، يمكن لمجموعة الاتصال أن تنهي عملها قبل ذلك. ولكن إذا تبيّن وجود عناصر ايجابية بعد الأيام الـ 90 فإن المجموعة قد تقرر الاستمرار" في عملها.

وشددت المسؤولة الأوروبية على أن "الغاية ليست كسب الوقت، بل مواكبة البلد نحو انتخابات".

ونبّهت إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بإمكانية فرض "عقوبات جديدة محددة ضد أشخاص فنزويليين يعيقون العملية".

وأشارت إلى أن الدول التي أعلنت مشاركتها في مجموعة الاتصال الدولية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والسويد وهولندا والمملكة المتحدة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، والإكوادور وكوستاريكا والأوروغواي وبوليفيا بالنسبة إلى أميركا اللاتينية.

المزيد من دوليات