Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تحيي الآمال حول استمرار محادثات التجارة مع الصين

البورصات تتجاهل الإشارات السياسية الإيجابية... والمستثمرون يتجهون للسندات طويلة الأجل والذهب

الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان (أ.ف.ب.)

في تطور جديد للملف التجاري الأميركي- الصيني، أرسلت الإدارة الأميركية، أمس الاثنين، مؤشرات إيجابية لتحيي الآمال بشأن استمرار المفاوضات بين الطرفين، بعد أن تلاشى الأسبوع الماضي التفاؤل بوصولهما إلى اتفاق، عقب فرض واشنطن رسوم جمركية جديدة على 400 منتج صيني. وكان الطرفان جلسا الأسبوع الماضي وجها لوجه للمرة الأولى منذ شهرين، لكن سرعان ما تيقّنت الأسواق من أن المناقشات لم تؤدِ إلى أي نتائج إيجابية.

لكن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، قال أمس إن "مباحثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ستستأنف الأسبوع المقبل في واشنطن".

أميركا تلغي زيارة الصين

وظهرت معلومات الأسبوع الماضي تفيد بأن وفدا من المسؤولين الصينين ألغى زيارة كانت مقررة إلى مناطق زراعية أميركية، وذلك عقب المباحثات التي استمرت يومين. غير أن منوتشين قال أمس إن "إدارة ترمب هي التي طلبت من مسؤولين صينيين إلغاء الزيارة إلى مناطق زراعية أميركية"، وأوضح أن إلغاء الرحلة إلى المزارع "كانت بطلب منا".

وعكس ما جرى من تراجع للبورصات الأسبوع الماضي على خلفية عدم التوصل لاتفاق في المفاوضات المباشرة بين الطرفين، لم تتفاعل البورصات الأميركية بشكل لافت أمس، حيث اعتبر المحللون أن "الأسواق أصبحت تترقب بحذر الإشارات السياسية الصادرة عن كل اجتماع أو تحرك للطرفين، خصوصا أن الحرب بينهما تدور في حلقة مفرغة منذ 4 أشهر"، بعد أن رفعت الإدارة الأميركية في مايو (أيار) الماضي الرسوم الجمركية على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة بنسبة وصلت إلى 25%.

مؤشرات التكنولوجيا تنخفض

وكان لافتا أن مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية الأكثر تأثرا بالحرب الدائرة بين واشنطن وبكين، بسبب تصنيعها في الصين، انخفض أمس بنسبة 0.06% غير متأثر بالتصريحات السياسية الإيجابية الصادرة عن حكومة البيت الأبيض باستئناف المحادثات الأسبوع المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بشكل طفيف لم يتجاوز 0.06%، وتراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة أميركية، بنسبة 0.01%.

وتدور المفاوضات بين الطرفين على ملفات عالقة تطلب واشنطن من بكين تنفيذها للتوصل إلى اتفاق تجاري عادل، وأهمها عدم سرقة الملكية الفكرية التكنولوجية، وتحرير سعر العملة الصينية (اليوان)، ووقف الدعم الحكومي الذي تقدمه بكين لشركاتها العملاقة، الأمر الذي يقوّض فرص تصدير البضائع الأميركية ويرفع حظوظ نظيرتها الصينية المستفيدة من هذا الدعم والعملة الضعيفة. وبسبب هذه الحرب، رفع الطرفان الرسوم الجمركية على البضائع الواردة، ما هدّد بدخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود.

الحرب التجارية تهدد 0.8% من النمو العالمي

واعتبرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في تصريحات جديدة لها، أن "الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي أكبر تهديد للاقتصاد العالمي"، وقالت إن "الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والصين على سلع بعضهما بعضا ستقضي على 0.8% من النمو الاقتصادي العالمي في عام 2020"، معتبرة أن تلك النسبة "هائلة" وستؤدي إلى "استثمارات أقل وتناقص في عدد الوظائف الجديدة وضبابية للمستقبل الاقتصادي".

في المقابل، استمر لجوء المستثمرين إلى السندات الأميركية لضمان الحد الأدنى من العوائد في ظل حالة عدم اليقين والضبابية في مستقبل التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وفي ظل مؤشرات التباطؤ الاقتصادي. وأدى ذلك إلى "هبوط عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاما و10 أعوام وعامين إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين"، بحسب بيانات "رويترز".

عوائد السندات تهوي

وهبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات إلى 1.714 بالمئة من 1.753 بالمئة في أواخر التداولات، بعد أن سجلت أدنى مستوى في أسبوعين عند 1.677 بالمئة. وتراجعت أيضا عوائد السندات لأجل 30 عاما إلى 2.161 بالمئة من 2.198 بالمئة يوم الجمعة، بعد أن لامست أدنى مستوى في أسبوعين عند 2.12 بالمئة.

وتعتبر عوائد السندات طويلة الأجل مؤشرا على حالة عدم اليقين، إذ يلجأ إليها المستثمرون لضمان العوائد على المدى الطويل. وظهرت في الشهر الماضي مؤشرات اتجاه المستثمرين إلى شراء سندات طويلة الأجل بعوائد قليلة والتخلي عن عوائد السندات قصيرة الأجل، فيما بات يُعرف بـ"انخفاض منحنى العائد".

وهناك مؤشر آخر يظهر عدم اليقين، وهو الذهب الذي يلجأ إليه المستثمرون في الأزمات أو في أوقات الضبابية. وقد سجلت أسعار الذهب أمس أعلى مستوى لها في أسبوعين.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 1524.40 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول، بعد أن سجل 1526.80 دولار، وهو أعلى مستوى منذ السادس من سبتمبر (أيلول)، بحسب بيانات "رويترز".

وصعدت العقود الأميركية للذهب 1.1 بالمئة لتبلغ عند التسوية 1531.50 دولار للأوقية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد