بوصفها أول حكمة سعودية تنال الشارة الدولية الثانية في رياضة رفع الأثقال، تروي ابنة مدينة جدة الساحلية ريم هزازي قصة تحول تجربتها الملهمة من المحلية إلى الدولية، باعتبارها تظهر الانفتاح والتطور الرياضي واقتحام الإناث الألعاب المختلفة في البلاد.
وبحسب الاتحاد السعودي لرفع الأثقال، يبلغ عدد الحكمات السعوديات الإناث نحو 12 حكمة حتى مطلع العام الحالي.
بطولة عربية
تنفرد ريم بانطلاقة دولية تاريخية في مجال التحكيم على مستوى السعوديات، من خلال مشاركتها في بطولة الألعاب العربية لرفع الأثقال للكبار والناشئين والشباب التي أقيمت في القاهرة نهاية 2023.
وعززت مشاركتها الدور الرياضي للإناث في مجال التحكيم، بحسب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لرفع الأثقال خالد الرحيلي، مؤكداً أن حصول ريم هزازي على الشارة الدولية "يعكس التزامها وتفانيها واحترافها وقدرتها على تحقيق التميز على الصعيدين المحلي والدولي"، معتبراً إياها "نموذجاً للاحترافية والنزاهة في مجال التحكيم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجارب داعمة
وخاضت ريم تجربتها الدولية القارية الأولى في مجال التحكيم الرياضي لرياضة رفع الأثقال برصيد خبرة محلية يتجاوز 15 تجربة صقلت كفاءتها المهنية.
وتابعت "خضت فصولاً من التجارب المدهشة التي صقلتني مهنياً، فمن كل بطولة تعلمت قطرة من المعرفة، إذ إن التجارب المحلية السابقة بأحداثها ومنعطفاتها وعقباتها أسهمت في انتقالي إلى مرحلة أكثر اتساعاً وشمولية، الأمر الذي زاد شغفي ورفع سقف طموحاتي وجعلني واثقة من كل قراراتي".
بداية القصة
"خضت التجربة بدافع زيادة وزني، حدث ذلك في عام 2014، وكانت الفكرة اجتهاداً شخصياً مني، وبمضي الوقت، صدر قرار السماح للإناث في السعودية بممارسة رياضة حمل الأثقال وتمثيل البلاد في المحافل المحلية والدولية، تزامن ذلك مع إقامة أول دورة تحكيم رياضي للإناث والتي أقيمت في معهد إعداد القادة بالرياض في عام 2018، وكنت أمام واحد من اثنين بين اللعب أو التحكيم".
مضت في قولها "وجدت في خيار التحكيم ما يتناسب مع طموحاتي، بذلك أصبحت من الجيل الأول للحكمات الإناث في السعودية، ثم انطلقت البطولات واحدة تلو الأخرى، فوجدتها تجربة مذهلة لأنني من خلالها حصلت على دعم المجتمع الرياضي وتعلمت الكثير من تقنيات التحكيم، وشيئاً فشيئاً أصبحت أكثر جرأة في اتخاذ القرار، بخاصة أن اللعبة دقيقة وتحتاج لسرعة ملاحظة وانتباه".
بطولات محلية ودولية
على رغم مشاركة ريم في تحكيم 15 بطولة محلية، لكنها تصف "البطولة الدولية الأخيرة ذات صدى ووقع أكبر في نفسي لعدة أسباب، أهمها ارتقاء مسيرتي بالدخول إلى التحكيم الدولي والانخراط ضمن مجموعة رياضية أكبر على مستوى العالم".
وتابعت "التجربة الأخيرة قادتني للتعامل مع أعداد مضاعفة من الفرق الرياضية واللاعبين من جنسيات مختلفة، ما زاد شغفي وتطلعي في الوصول إلى مستوى أعلى في مجال التحكيم الدولي"، مشيرة إلى أن السعوديات في مجال اللعب أو التحكيم أصبحن "محط أنظار العالم".
أبرز ما تميزت به تجربتها الدولية "تجربتي ذات خصوصية عالية، بجانب كوني الاسم السعودي الأول، أبحث عن تطورٍ أهم في المجال، والأمر يستلزم الجدية والانضباط والتطور في عملية الاتصال بين الحكم واللاعب من نواح عدة، بجانب كوني أمثل قدوة للفتيات الأخريات اللواتي يرغبن في ممارسة اللعبة".
من جانبه، أشاد رئيس الاتحاد السعودي لرفع الأثقال محمد أحمد الحربي بحصول ريم هزازي على الشارة الدولية، مؤكداً أن "دعم الإناث في المجال الرياضي مستمر وصولاً للمنصات الدولية، في مستويات عدة منها التحكيم والإدارة الفنية واللعب من خلال المشاركات العالمية بكافة أنواعها القارية والعالمية، ونطمح دائماً لنجاحات أكبر على جميع الأصعدة الرياضية".
