ملخص
دواء "أوزمبيك" لا يساعد على محاربة السمنة فحسب، بل يقلل كذلك المضاعفات الخطرة وحتى الوفاة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة
وجدت دراسة جديدة أن حقن "أوزمبيك" الأسبوعية يمكن وبصورة كبيرة أن تقلل من خطر المضاعفات الكلوية ومشكلات القلب وحتى الوفاة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة.
وتُظهر بيانات "المعاهد الوطنية للصحة" الأميركية National Institutes of Health أن أكثر من واحد من كل سبعة أميركيين – نحو 37 مليون شخص – يعانون أمراض الكلى المزمنة. كذلك تشير بيانات "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية (سي دي سي) Centers for Disease Control and Prevention (CDC) إلى أن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالسكري يعانون أيضاً أمراض الكلى المزمنة.
ووجدت الدراسة التي نُشرت الجمعة الماضي في مجلة "نيو إنغلاند الطبية" New England Journal of Medicine، أن الحقن الأسبوعية بأدوية رائجة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" من شركة "نوفونورديسك" يمكن أن تقلل بصورة كبيرة تهديد النتائج الخطرة، على رغم عدم وجود علاج للمرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكل ذلك بفضل المادة الفاعلة في أوزمبيك: سيماغلوتايد semaglutide.
وتعتبر هذه المادة نسخة صناعية من هرمون (GLP-1) الذي يحدث بصورة طبيعية والذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.
يُشار إلى أنه في مراحل متقدمة من مرض الكلى المزمن، تتضرر الأعضاء لدرجة أنها تواجه صعوبة في تصفية الدم، مما يؤدي إلى تجمع السوائل والفضلات في الدم ومعها ترتفع أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ووجدت البحوث أن حقن الـ"سيماغلوتايد" تقلل من حدة التبعات الخطرة لمرض الكلى السكري بنسبة تقدر بنحو 24 في المئة.
وقالت الدكتورة كاثرين تاتل، أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة واشنطن ومؤلفة الدراسة، لصحيفة "نيويورك تايمز"، "هذا أفضل الممكن".
كما تسعى "نوفونورديسك" التي قامت بتمويل التجربة، إلى الحصول على موافقة من "إدارة الغذاء والدواء" في الولايات المتحدة Food and Drug Administration (FDA) لتحديث الوصف الطبي لدواء "أوزمبيك"، ليشمل أيضاً استخدامه في تقليل تطور مرض الكلى المزمن والمضاعفات لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وشارك في التجربة نحو 3500 شخص في 28 دولة يعانون مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى، إذ قسموا إلى نصفين، وحصل النصف الأول على حقن "أوزمبيك" بجرعة 1 ميليغرام أسبوعياً، بينما حصل النصف الآخر على دواء وهمي.
وبعد متابعة المشاركين لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام ونصف، كانت النتائج مثيرة للإعجاب، لدرجة أن التجربة التي كان من المقرر أن تستمر لمدة تصل إلى خمس سنوات، انتهت قبل الموعد المحدد.
وسُجلت تبعات خطرة - بما في ذلك فقدان كبير في وظيفة الكلى وفشل الكلى والوفاة - 331 مرة بين أولئك الذين تلقوا حقن "أوزمبيك"، بينما بلغت عند أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي 410 مرات.
وأضافت الدكتورة تاتل "الآن، لدينا علاج فاعل للغاية يقلل من الأمور التي تهم حقاً المرضى وعائلاتهم والمجتمعات: الحفاظ على وظيفة الكلى والحفاظ على الحياة وتقليل معدلات الأمراض القلبية والوعائية".
وعلى رغم عدم ترخيصها رسمياً كعلاج لإنقاص الوزن، إلا أن الأدوية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" حظيت بالإشادة باعتبارها علاجات دائمة للسمنة. ومنذ يونيو (حزيران) 2021، جرت الموافقة على "ويغوفي" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية كعلاج معتمد لإدارة الوزن المزمن.
وباتت قدرة الـ"سيماغلوتايد" على قمع الشهية وبطء عملية الهضم محط اهتمام نجوم هوليوود الذين يسعون إلى إنقاص الوزن بسرعة.
© The Independent