ملخص
هل سيتمكن ترمب من التصويت في حال دين بالدعاوى الموجهة ضده؟
كثيراً ما انتقد ترمب منح المجرمين المدانين حق التصويت في الولايات المتحدة، ولكنه قد يصبح اليوم واحداً منهم.
يواجه حالياً الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية 34 تهمة في المحكمة تتمثل في تزوير سجلات تجارية للتغطية على المبالغ المالية التي دفعها لنجمة أفلام الهوى ستورمي دانييلز لقاء صمتها ومنعها من الكشف عن العلاقة التي يزعم أنها جمعت بينهما في عام 2006، أي قبيل انتخابات 2016، ولكن ترمب نفى هذه العلاقة ودفع ببراءته من التهم الموجهة إليه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصنف تهم تزوير السجلات على أنها جنح، لكنها رفعت إلى مستوى الجنايات لأن المدعين يزعمون أنها نفذت بنية ارتكاب أو إخفاء جريمة أخرى، وهي في هذه الحالة حياكة مؤامرة للتأثير في نتائج انتخابات 2016.
وتختلف قوانين منح حقوق التصويت للمجرمين المدانين بصورة كبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ففي نيويورك، على سبيل المثال، إذ تجري محاكمة ترمب، يفقد المجرمون المدانون حقوقهم في التصويت أثناء فترة سجنهم وتعاد لهم تلقائياً عند انتهاء مدة العقوبة.
وفي فلوريدا، إذ سجل ترمب اسمه كناخب، ينص القانون على أن حقوق التصويت للمجرمين تنظم وفقاً لقوانين الولاية التي دينوا فيها. واستناداً إلى ذلك، فإن حرية ترمب وحقه في التصويت باتا على المحك.
لقد ظل ترمب على مدار السنوات الماضية ينتقد منح المجرمين المدانين حق التصويت في الانتخابات الأميركية. وفي أغسطس (آب) 2016، هاجم ترمب، الذي كان أحد المرشحين للرئاسة، حاكم ولاية فرجينيا تيري مكوليف بسبب إصدار الأخير لأمر أعاد بعض حقوق التصويت للمجرمين المدانين، وزعم أن مكوليف يحاول مساندة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي كانت أحد منافسي ترمب على الرئاسة.
وصرح ترمب آنذاك قائلاً "تعتمد هيلاري كلينتون على صديقها تيري مكوليف لتمكين آلاف المجرمين العنيفين من التصويت في صناديق الاقتراع من أجل إلغاء أصوات كل من قوات إنفاذ القانون وضحايا الجرائم. وهم يسمحون لأفراد بالتصويت في انتخابات فرجينيا، مع أنه لا ينبغي أن يسمح لهم بذلك. أنه أمر محزن. محزن جداً".
وفي ربيع 2019 هاجم ترمب ونائبه حينها مايك بنس المرشحين الديمقراطيين، بمن فيهم الرئيس الحالي جو بايدن وسيناتور ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، في شأن هذه المسألة.
وفي ذلك الوقت، قال ساندرز خلال لقاء على قناة "سي أن أن"، إن كل مواطن أميركي، بما في ذلك المجرمون الذين يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة، يجب أن يكون لهم الحق في التصويت.
ومن جانبه، قال بايدن إنه يريد فقط أن يعيد حقوق التصويت لكل مجرم مدان بعد أن يكمل فترة عقوبته في السجن، ولكن ترمب انتقد هذه التعليقات انتقاداً لاذعاً في مؤتمر الرابطة الوطنية للأسلحة في ذلك العام، وقال "هل نسمح للشخص المسؤول عن حادثة تفجير بوسطن بالتصويت؟ لا أعتقد ذلك. هل نسمح للمدانين بقضايا إرهابية داخل السجون بالتصويت؟ لا أعتقد ذلك". وأضاف "عندما أدلى بيرني ساندرز ببعض التصريحات في اليوم الآخر، قلت لنفسي ’حسناً، هذه هي نهاية حملته‘، ولكن الجميع أبدوا موافقتهم لما قاله ساندرز"، ولكن ترمب ادعى ذلك كذباً لأن الحقيقة هي أن عدداً من المرشحين الديمقراطيين لم يتفقوا مع ساندرز في هذا الشأن.
وفي سبتمبر (أيلول) 2020، انتقد الرئيس ترمب حينها عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ، متهماً إياه بـ"جريمة خطرة" تمثلت في مساعدة السجناء السابقين على التصويت. وفي ذلك الوقت، جمع بلومبيرغ أكثر من 16 مليون دولار لدعم جهود ائتلاف استعادة حقوق فلوريدا، وهي جمعية تعمل على سداد غرامات ورسوم السجناء السابقين المسجلين للتصويت في فلوريدا من أجل استعادة حقهم في التصويت.
ثم غرد ترمب على منصة "إكس" التي كانت تعرف بـ"تويتر" وقال "عجباً، لم يدرك أحد أن مايك بلومبيرغ مستعد لفعل أي شيء لكي يرشي السجناء السابقين للخروج والتصويت لجو الكسلان". وأضاف "إنه يائس ويحاول كسب رضا أولئك الذين هزموه شر هزيمة وجعلوه يظهر بصورة الأحمق. والآن ارتكب جريمة خطرة!".
تلك التعليقات التي صرح بها ترمب قد تعود الآن لتطارده في حال تمت إدانته. كما أنه يواجه عقوبة تصل إلى أربع سنوات في السجن عن كل واحدة من الـ34 تهمة من فئة الجنايات ""Class E، بحد أقصى 20 عاماً إجمالاً.
وعلى رغم أنه من غير المحتمل أن يسجن، لأن هذه هي المخالفة الأولى في سجله، كما أنه غير متهم بارتكاب أي عنف، لكن (من الأرجح أن يفرض عليه غرامات مالية باهظة)، ويظل الحكم النهائي بالطبع خاضعاً لتقدير القاضي.
لذا، من المحتمل أن يجد ترمب نفسه، بصفته مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، غير قادر في شهر نوفمبر على التصويت لأن القانون سيمنعه من ذلك في حال ثبتت إدانته.
© The Independent