Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينوي الأسد بدء حوار مع الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا؟

التغيرات التي طرأت على أعضاء قيادة الحزب الحاكم لم تحمل بقية الأطراف السورية على التفاؤل أو الترحيب بها

يسيطر حزب البعث على مقاليد السلطة في سوريا منذ عام 1963 (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

مصادر تقول إن الرئيس السوري كشف عن نيته للحوار مع الأكراد مستبعداً العمل العسكري للتفاهم معهم في حين ينفي المسؤولون في الإدارة الذاتية وجود اتصالات مباشرة مع دمشق حتى الآن.

كشف مصدر مطلع على الاجتماع الموسع لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" الحاكم في سوريا، الذي عقد في الرابع من مايو (أيار) الجاري بأن الرئيس السوري الذي ترأس الاجتماع أعلن عن نية الحكومة للوصول إلى حلول سياسية مع الإدارة الذاتية خلال أشهر قليلة.

وأضاف المصدر أن الأسد استبعد الحل العسكري في التعامل مع شمال شرقي سوريا "قولاً واحداً لا توجد عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا".

وشدد على أن الرئيس السوري قال في حديثه المغلق للمجتمعين إن بداية الوصول إلى حلول مع الإدارة الذاتية "لن تطول إلى سنوات بل لأشهر قليلة"، فيما لم يتطرق الأسد في كلمته الافتتاحية المتلفزة التي دامت نحو ساعة وربع الساعة للأوضاع في شمال شرقي سوريا، بينما تركزت حول تطوير الحزب داخلياً وضرورة وجوده للوقوف في "وجه التحديات التي تواجه البلاد" إلى جانب مفهوم علاقة الحزب بالسلطة.

كما تطرق إلى دور اللجنة المركزية الرئيس في الحزب، إضافة إلى لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي، وعملية المحاسبة داخل الحزب، وأهمية تطوير البنية التنظيمية "كحاجة حزبية ووطنية".

وخلال الاجتماع أعيد انتخاب الرئيس السوري أميناً عاماً لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" بإجماع كامل أعضاء اللجنة المركزية، الذي بدوره شهد تغيرات كبيرة في صفوفه أبرزها تسمية الأسد شقيقه ماهر الأسد الذي يقود الفرقة الرابعة في الجيش السوري إلى جانب 44 آخرين بينهم كل من رئيس مجلس الشعب (البرلمان) ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بحكم مناصبهم فيما انتخب آخرون في الاجتماع ليصل العدد الكلي إلى 80 عضواً.

التغيرات التي طرأت على أعضاء قيادة الحزب الحاكم في سوريا لم تحمل بقية الأطراف السورية على التفاؤل أو الترحيب بها خصوصاً في شمال شرقي سوريا التي تحكمها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية الحليف الرئيس للتحالف الدولي ضد الإرهاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقليل من شأن التغييرات

في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية" قللت إلهام أحمد الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية من التغيرات الحاصلة في صفوف قيادة الحزب الحاكم في البلاد، معتبرة أن ما حدث هو في إطار حزبي داخلي، مضيفة "نعتقد أن لا علاقة له بالتغييرات السياسية العامة، هو إجراء حزبي بحت يتماشى مع مرحلة من المراحل لكن محدود التأثير كون ما تم تغييره هو شخصيات لكن فعلياً المؤسسات لم تتغير وبالأيديولوجية نفسها"، وأشارت إلى أنه لا يزال هناك قراءة غير واقعية من قبل دمشق للحالة السورية ولمشروع الإدارة الذاتية على حد تعبيرها، مستبعدة "أي انفتاح آني"، معربة عن أملها في الوقت نفسه أن ترى دمشق "مشروعنا كما هو بوصفه مشروعاً وطنياً سورياً وله أهداف وطنية سورية". 

وعلى رغم استمرار أزمة البلاد منذ 13 عاماً لم تعلن الحكومة السورية أي استعداد للحوار مع الإدارة الذاتية التي تطلق بين الفينة والأخرى تصريحات ومواقف تبدي انفتاحها على الحوار مع جميع الأطراف بغية الوصول إلى حلول سلمية بما فيها الحكومة السورية، وتقول الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بصدد موقفهم من إمكانية الحوار مع الحكومة السورية إنهم لا يزالون يعملون من أجل تطوير الحوار مع من سمتهم بـ"القوى الحريصة على تحقيق الاستقرار في سوريا".

لا مفاوضات بل رسائل متبادلة

المسؤولة البارزة في الإدارة الذاتية التي تسلمت منصبها الجديد بعد مغادرتها رئاسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية أواخر العام الماضي، أبدت استعداد الإدارة الذاتية الدائم للحوار، مضيفة بأنهم منفتحون جداً "كوننا نؤمن بقضيتنا السورية ولا يوجد لدينا انخراطات أخرى كبقية الأطراف".

وحول وجود وفود أو لقاءات تحضر لمفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق، قالت أحمد إنه لا يوجد حالياً نقاشات مع دمشق بخصوص الحوار، لكن أكدت وجود بعض الرسائل يتم تبادلها بين الطرفين من دون الكشف عن فحواها، مضيفة "نأمل في أن تلقى نتائج إيجابية في المستقبل القريب كون ذلك يخدم مصلحة سوريا ومصلحة شعبها".

القيادية الكردية ختمت حديثها برسالة للقوى السورية المختلفة ودعتها إلى تبني ما سمته "لغة الوطن السوري" كهدف وغاية على غرار ما تحذوه الإدارة الذاتية وفق تعبيرها.

وتسيطر الإدارة الذاتية على مناطق استراتيجية في سوريا أبرزها حقول النفط والقمح في مناطق شمال شرقي سوريا، في حين أنها خسرت مناطق استراتيجية أخرى كمدينة عفرين وريفها الغنية بالإنتاج الزراعي وبخاصة الزيتون في العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون" عام 2018، إضافة إلى منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل الأبيض الغنيتين بإنتاج القمح والمياه خصوصاً محطة علوك عقب عملية "نبع السلام" التركية.

المزيد من تقارير