Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين لبنان وإسرائيل الاتصالات ممنوعة... فكيف حصل اتصال الفندق؟

المكالمات الدولية تتم عادةً عبر روابط دولية قبل أن تصل إلى البلد المستهدف، مما يعني أن رقم المتصل يمكن أن يتغير قبل الوصول إلى البلد المحدد

يتساءل كثيرون: كيف يمكن أن يتم هكذا اتصال من إسرائيل لفندق لبناني وبيروت تعادي تل أبيب؟ (صورة من فيديو بثته القناة للاتصال الذي حصل)

ملخص

ضج لبنان والمنطقة قبل يومين بخبر اتصال اسرائيلي بفندق في العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن ما وضعه كثيرون في إطار الحرب النفسية أو حرب الاتصالات تزامناً مع حرب الميدان في الجنوب. لكن كيف يمكن أن يتم هكذا اتصال ولبنان يعتبر إسرائيل دولة عدوة؟

لم تكن الحرب يوماً أياً كانت هذه الحرب وفي أي ظروف أو حتى توقيت اندلاعها، عسكرية فقط وتقتصر أسلحتها على البنادق أو الصواريخ أو حتى المسيرات، بل رافقها دائماً جانب نفسي كان الجندي الخفي الذي قاتلت به الدول والمجموعات، وربما كان السبب في كسبها المعارك في بعض الأحيان أو حتى الحرب.

فمنذ حروب القرن الماضي، كالحرب العالمية الأولى والثانية وما تلاهما، لعب الإعلام وعالم الاتصال دوراً في الحروب الكبرى كما الصغرى، لما له من تأثير واضح ومباشر على الشعوب وكذلك على الجيوش المتحاربة، فاستفادت منه كل القوى منذ عهد المناشير الورقية والراديو وصولاً إلى اليوم، عالم التكنولوجيا الذكية والاتصال السهل والسريع. 

اتصال اسرائيلي لفندق في بيروت

ربما لم يغب عن أي لبناني مقطع الفيديو الذي انتشر قبل ساعات على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الذي يظهر فيه أحد الكوميديين الإسرائيليين يتصل مباشرة على هواء "القناة 12" بأحد الفنادق في العاصمة اللبنانية بيروت، طبعاً ليس بغرض حجز غرفة إنما لغرض السخرية وإيصال رسالة.

وكما يظهر في الفيديو، اتصل الكوميدي إيلي يازبان ليحجز، كما قال، غرفاً لـ50 ألف إسرائيلي، في إشارة إلى عدد الإسرائيليين الذين غادروا المنطقة الشمالية في إسرائيل خلال الأشهر الماضية بسبب المعارك مع "حزب الله".

موظف الفندق لم يفهم سريعاً الموقف نظراً لغرابته، وعندما سأل مرة ثانية المذيع "من أين تتصل؟" ليجيب أنه يتصل من إسرائيل، رد الموظف قائلاً "روح على جهنم" وأنهى الاتصال.

هذا الفيديو الذي انتشر بصورة سريعة لبنانياً وعربياً طرح تساؤلات عن كيفية إتمام هذا الاتصال خصوصاً أن لبنان يعتبر إسرائيل دولة عدوة ولا يقيم معها أي علاقات سياسية أو دبلوماسية، حتى إن كل مواطن لبناني يجري تواصلاً مع مواطن آخر في إسرائيل يتعرض للمحاسبة وربما الحبس بتهمة التعامل مع "العدو".

والأهم يبقى ما الرسالة من هذا الاتصال والهدف منه، خصوصاً أن الميدان الجنوبي مشتعل ولا تكاد تمر ساعة من دون قصف متبادل بات ينتهي في كثير الأوقات بسقوط قتلى وجرحى ولم يعد مقصوراً على الأضرار المادية، وهل يأتي في إطار الحرب النفسية؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعلق مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية لـ"اندبندنت عربية" على الاتصال الإسرائيلي بفندق في بيروت قائلة إن الاتصالات الدولية تتم عادةً عبر روابط دولية قبل أن تصل إلى البلد المستهدف، مما يعني أن رقم المتصل يمكن أن يتغير قبل الوصول إلى البلد المحدد. وتضيف أن وزارة الاتصالات اللبنانية تحجب كود الدولة المستخدم لإسرائيل وهو 972+، لذا لا يمكن أن يتلقى أي مواطن لبناني اتصالاً يظهر بهذا الرقم، وبالتالي الاتصال الذي وصل إلى الفندق تم على الأرجح باستخدام تقنية الـ"سبوفينغ" (spoofing) بهدف الوصول إلى الشبكة اللبنانية، أو من خلال تغيير الرقم عبر أحد الخوادم الدولية.

وتضيف المصادر أنه لا يمكن إحصاء هذه الاتصالات بدقة لأنها عندما تصل إلى لبنان يكون الرقم الدولي المتصل قد تغير. ومع ذلك وبحسب مراجعات المواطنين، فإن هذه الحالات نادرة ولا تتكرر دائماً.

وعن إجراءات الوزارة لمواجهة أي احتمال لتكرار هذه الحادثة خصوصاً مع استمرار معارك الجنوب، تكشف المصادر أنها وبالتعاون مع الجهات المعنية تعمل على التواصل مع الشركات العالمية لمنع تغيير الأرقام الدولية. ومع ذلك لا توجد حالياً تقنية قادرة على إيقاف ما يحصل على مستوى أي من مقدمي الخدمات الدوليين.

حرب الاتصالات

ما يحصل يضعه البعض في إطار "حرب الاتصالات" والضغط النفسي الذي تمارسه إسرائيل على لبنان خصوصاً أن الأشهر السابقة ومع اشتداد القصف المتبادل على جانبي الحدود، شهدت البلدات الحدودية كثيراً من عمليات التشويش على شبكة الاتصال الأرضية والخلوية كما تعطلت تطبيقات عالمية أبرزها نظام تحديد المواقع أي الـGPS.

فيما كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أن مجموعة القرصنة الإسرائيلية  WeRedEvilsعمدت إلى اختراق شبكة الاتصالات في لبنان، وذلك قبل أسابيع من إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "الجيش يعمل بناء على معلومات الاستخبارات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة". 

فهل اخترقت إسرائيل شبكات هواتف اللبنانيين؟

يؤكد رولان أبي نجم المتخصص في التحول الرقمي وأمن المعلومات أن الحادثة التي حصلت مع الفندق في بيروت يمكن أن تتكرر وتحصل في أي لحظة، والشبكات في لبنان يمكن أن تلتقط إشارات من أي شبكة ثانية، كما أن الاتصالات التي تحصل من إسرائيل باتجاه لبنان ليس من الضروري أن تحصل عبر شبكة اتصالات رسمية، بل يمكن أن تتم عبر تقنية "الاتصال عبر الإنترنت" التي تعرف بـ"voice over ip"، والتي تسمح لأي شخص على شبكة الإنترنت بالاتصال بأي رقم يريده وفي أي بلد كان.

الشبكات اللبنانية والإسرائيلية تتداخل على الحدود برأي أبي نجم، لأن أبراج البث الخاصة بالاتصالات قريبة من الحدود.

ولناحية معرفة اللبنانيين إن كان الاتصال الذي يأتيهم على الهاتف هو من إسرائيل فهذه إشكالية كبيرة، يقول أبي نجم، باعتبار أن الاتصال يمكن أن يأتي عبر الإنترنت حيث يتم تغيير الكود المتعلق به، فيظهر وكأنه يأتي من دولة أخرى بكود مختلف.

أما تقنية الـSpoofing فيوضح أبي نجم أنها تقوم على تغيير الـIP الخاصة به ومن ثم يظهر كأنه في مكان، أي هي نوع من القرصنة والتشويش حتى يتم تضليل الجهة التي يتم الاتصال بها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات