Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضحية الهليكوبتر وغريق المسبح هديتان لمجتبى خامنئي

بإمكان نجل مرشد الأعلى البالغ 55 سنة مراقبة الوضع في المستقبل والتحضير لخلافة والده

موضوع خلافة مجتبى خامنئي بعد انتهاء عهد والده سيتحول إلى جدل واسع في النظام الإيراني إلى حد يشغل فكر المرشد الأعلى (أ ب)

ملخص

خامنئي الذي عمل طوال الأعوام الماضية على إبعاد شركائه من الساحة وصل إلى مرحلة تفرض عليه الاهتمام بمصير أعز أبنائه كي لا يشبه مصير أحمد الخميني نجل المرشد الأول.

بعد مقتل إبراهيم رئيسي اتضح مصير أحد خيارات خلافة مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، وكان الصعود السريع لرئيسي من مدير من الرعيل الوسط في القضاء عام 1980 حتى وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية عام 2021 قد رافق تكهنات لتحضيره لتولي منصب ولي الفقيه بعد خامنئي، لكنه الآن غادر الدنيا ولم يعد له دور في فترة ما بعد خامنئي.

وخلال العقد الماضي عندما طرح موضوع احتمال وفاة مرشد النظام علي خامنئي، أصبح موضوع خلافته من الأخبار المتداولة بشكل رسمي وغير رسمي، وقد ألغيت من الساحة تدريجاً الشخصيات التي ترددت أسماؤها على أنها ستكون خياراً بعد وفاة المرشد، واستبعدت بعد الكشف عن ملفات فساد ضدها، وقد توفي اثنين منهما.

ولا توجد في الوقت الحالي أية معلومات تكشف ما إذا ما كانت وفاة إبراهيم رئيسي عملاً خارجياً مدبراً أم مؤامرة داخلية، لكن مقتله في سقوط طائرة الهليكوبتر يكتنفه الغموض مثل وفاة أكبر رفسنجاني في المسبح.

وفي ما يتعلق بالأخير فإن ابنته فاطمة رفسنجاني تعتقد أن والدها قتل بواسطة سم من مواد مشعة.

منافسة على كرسي خامنئي

وقبل عام كشفت وسائل الإعلام المحلية والحسابات العائدة للمؤسسات الأمنية على شبكات التواصل الاجتماعي عن ملف فساد كبير، إذ تطرقت وسائل الإعلام إلى ملف فساد لمهدي خاموشي رئيس منظمة الوقف، وهو ابن خال زوجة نجل المرشد، ميثم خامنئي.

وميثم هو النجل الأصغر لعلي خامنئي، وقد ولد عام 1979 ويعيش بعيداً من الأضواء، ولم تنشر عنه تقارير إلا في شأن ارتباطه بواسطة المصاهرة مع عائلتين ثريتين، هما عائلة لولاتشيان وخاموشي، ودوره في التعتيم على ملف فساد عائلة خاموشي في ملف البتروكيماويات.

ومع تدخل الحسابات العائدة لمنظمة استخبارات "الحرس الثوري" على شبكات التواصل الاجتماعي طفح إلى السطح فجأة ملف فساد جديد مرتبط بعائلة خاموشي، وكان ملف فساد البتروكيماويات على وشك النسيان عندما طرح موضوع الفساد الجديد، إذ استطاع علي نقي خاموشي (عم مهدي خاموشي) التكتم على الملف باستخدام نفوذه.

وكان مهدي خاموشي، قبل رئاسة مؤسسة الوقف، يتولى منصب رئيس منظمة الدعاية الإسلامية وأدى أدواراً مهمة في المؤسسة العائدة لمرشد النظام علي خامنئي، وكان موضوع قربه من مرشد النظام منحه مكانة خاصة ليطرح اسمه كخيار لتولي منصب ولي الفقيه بعد خامنئي، على رغم أن نجمه لم يلمع مثل الخيارات الأخرى لخلافة خامنئي، وربما كان خاموشي ضمن الرعيل الثاني في قائمة الخلفاء المحتملين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل حادثة مقتل رئيسي كانت القائمة تضم رعيلاً أول لكنهم ألغوا جميعاً من الساحة، وتنتقل الخيارات في الوقت الحالي إلى الرعيل الثاني.

وكانت الأولويات محجوزة لأفراد مثل أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود شاهرودي وعلي أكبر ناطق نوري وحسن روحاني وصادق آملي لاريجاني، من أجل انتخاب أحدهم خليفة للمرشد، واستُبعد بعضهم بتهم فساد وتوفي آخرون، بينما المرشد لا يزال حياً.

وكانت المواجهة للحط من مكانتهم موحدة، إذ عمد النظام إلى طرح ملف فساد ضدهم أو المنتمين إليهم في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتتولى في مثل هذه الحالات وسائل الإعلام التابعة لـ "الحرس الثوري" مهمة التغطية الواسعة، وفي النهاية تضطر الشخصية المستهدفة إلى قبول خيار التهميش.

ومن هذه الملفات ملف فساد مهدي هاشمي نجل أكبر رفسنجاني، وملف فساد أكبر طبري المقرب من صادق لاريجاني، وملف حسين فريدون شقيق حسن روحاني، وملف بنك "سرماية" وصندوق ادخار المعلمين.

وفي نظام يعاني الفساد المنظم في جميع أجزائه، فمن الصعب العثور على مدير نزيه، كما لا يوجد مدير كبير غير متورط بالريع والفساد، وهناك ملفات فساد جاهزة لجميع كبار مسؤولي النظام الإيراني تتضمن قضايا فساد إداري واقتصادي، لكن تقرر فضحهم وإرغامهم على العزلة بيد مرشد النظام علي خامنئي.

قلق من مصير الابن

ولخامنئي تجارب كبيرة في نسف مكانة الشخصيات المختلفة وإلغاء بعضها من الساحة منذ سبعينيات القرن الماضي، ويجب ألا ننسى أنه كان لديه تأثير كبير على مؤسس النظام روح الله الخميني، وهو من أقنعه بإقالة أول رئيس في البلاد بعد سقوط نظام الشاه أبو الحسن بني صدر.

وكان علي خامنئي تولى إلقاء الخطاب الرئيس في البرلمان خلال مناقشة أهلية أبو الحسن بني صدر في مجلس الشورى، وطرح وقتها 15 دليلاً لإقالة بني صدر ألقى تفاصيلها كلها أمام نواب المجلس، وفي ختام الخطاب طلب من الحاضرين "غسل هذا العار من نظام الجمهورية".

وفي كلمته أشار خامنئي إلى تسريبات سياسية تحدثت عن نية "حزب جمهوري إسلامي" الهيمنة على الحكم، وقال إنها اتهامات باطلة وإنه يحمل آلام الإسلام ومؤسس النظام من خلال طرح موضوع إقالة بني صدر.

وأضاف خامنئي، "لولا القلق الذي يساورنا لحماية النظام وضرورة تحمل المسؤولية أمام الشعب لصبرنا على أبو الحسن بني صدر، على رغم جميع عيوبه ومشكلاته، ولا شك أنه لولا هذا القلق لما اتهمنا لا السيد بني صدر ولا هؤلاء الإخوة بمحاولة الهيمنة على الحكم".

وبعد أشهر عدة من خطابه هذا اغتيل رئيس الوزراء محمد جواد باهنر ورئيس الجمهورية محمد علي رجائي، وأصبح الطريق معبداً أمام خامنئي لتولي منصب رئيس الجمهورية.

ويبلغ مرشد النظام الإيراني من العمر 85 سنة، وليس له خليفة رسمياً مما يجعل النظام أمام "أزمة الخليفة"، إضافة إلى باقي الأزمات التي يعانيها.

والمسافة بين "ولي الفقيه الأصلح" و"وارث ولاية الفقيه" قصيرة، ويبدو أن النظام منهمك بتقدير الوضع لاتخاذ قرار في هذا الشأن، إذ يقع نجل المرشد مجتبى خامنئي في مركز هذه المحاولات.

وكان النظام الإيراني اتخذ مثل هذا القرار في وقت سابق، إذ تنازل عن اختيار ولي الفقيه المؤهل دينياً والأصلح، واختار ولي الفقيه غير المؤهل دينياً من أجل التمهيد لتولي علي خامنئي منصب ولي الفقيه في البلاد.

لكن هناك عوائق أمام وصول مجتبى خامنئي إلى هذا المنصب وخلافة والده، فهو لا يملك تجارب إدارية في البلاد، وربما يعد الحديث عن جوانب من أدواره في إدارة المجموعات التابعة لوالده تهدف إلى الترويج له بأنه "مدير يعمل في الخفاء".

والعائق الآخر هو أن وصوله إلى منصب ولي الفقيه يثير جدلاً واسعاً حول تحويل ولاية الفقيه إلى سلطنة وراثية، وهذا الجدل كان قد أثير بعد وفاة مؤسس النظام روح الله الخميني، إذ كان أحمد الخميني الذي لعب أدواراً تشبه أدوار مجتبى خامنئي أيام حياة والده، قرر الابتعاد من الساحة وأفسح المجال أمام خامنئي بعد وفاة والده.

وربما كان قبول أحمد الخميني الابتعاد من الساحة يعود لظنه بأنه سيكون شريكاً لخامنئي ورفسنجاني بعد تمهيدهما لوصوله إلى منصب ولاية الفقيه، لكن مجتبى خامنئي تلقى هذا الدرس من والده، ويعرف أن السلطة المطلقة لا يمكن أن تأتي عبر "الشراكة"، ومن يصل إلى رأس هرم السلطة بإمكانه القضاء على الآخرين بجرة قلم مثلما فعل والده في التعامل مع شركائه، وربما يشكل هذا الأمر مفتاحاً لفهم إلغاء المنافسين لمجتبى خامنئي من الساحة وموتهم واحداً بعد الآخر.

وفي جميع الأحوال فإن موضوع خلافة مجتبى خامنئي بعد انتهاء عهد والده علي خامنئي سيتحول إلى جدل واسع في النظام الإيراني إلى حد يشغل فكر المرشد الأعلى.

وخامنئي الذي عمل خلال الأعوام الماضية على إبعاد شركائه من الساحة، وصل إلى مرحلة تفرض عليه الاهتمام بمصير أعز أبنائه كي لا يشبه مصير أحمد الخميني أو أكبر رفسنجاني، وما سيحدث مستقبلاً في نظام إيران سيكشف ما إذا كان علي خامنئي سينجح في إيصال نجله إلى رأس هرم السلطة من دون أن يمسه الشر.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل