في اليوم العالمي لتنظيف الأرض، نزل آلاف الناشطين إلى الشواطىء والأنهار في مختلف أنحاء آسيا، السبت 21 سبتمبر (أيلول)، لجمع النفايات وتسليط الضوء على الكميات التي تُرمى، وذلك غداة تعبئة شبابية جمعت أربعة ملايين شخص حول العالم لحضّ قادة الدول على التحرّك لمكافحة التغيّر المناخي.
وتدفّق المتطوعون للمشاركة بمناسبة هذا اليوم العالمي في المبادرة التي تنسّقها مؤسّسة "ليتس دو ايت" (فلنفعل ذلك)، والهادفة إلى "تعزيز دور المواطنين والمنظّمات وتسهيل تواصلهم في مختلف أنحاء العالم لكي نجعل كوكبنا خالياً من النفايات"، حسب موقعها الإلكتروني. وتدفع هذه الحملة بالملايين إلى الشوارع لجمع النفايات في مختلف أنحاء العالم منذ انطلاقها قبل حوالى عقد.
ويتزامن يوم تنظيف الأرض هذه السنة مع عقد الأمم المتحدة قمة شبابية حول المناخ، وسط تحركات شبابية غير مسبوقة بحجمها وانتشارها.
في جزر فيجي الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، بدأ الناشطون العمل في وقت مبكر، فجابوا الشواطىء إلى غرب العاصمة سوفا لتنظيفها من النفايات وإطارات السيارات وقطع الاستبدال.
ونزل الناشطون أيضاً إلى شاطىء بوندي الأسترالي لتنظيف الرمال من بقايا البلاستيك وأعقاب السجائر المرمية.
تنظيف خليج مانيلا الملوّث
في الفلبين، سار حوالى عشرة آلاف شخص على شاطىء طويل في خليج مانيلا الملوّث إلى حد كبير، حاملين أكياساً مليئة بالنفايات. ويشكّل التلوّث الناجم عن استخدام البلاستيك أكبر مشكلة تواجهها دول جنوب شرق آسيا، خصوصاً في الفلبين المدرجة إلى جانب الصين وفيتنام وإندونيسيا على لائحة دول العالم الأكثر مخالفة في هذا المجال.
وقالت ماي أنجيلا أريغلادو، طالبة بالغة من العمر 20 عاماً شاركت في حملة التنظيف، لوكالة الصحافة الفرنسية "الأمر يعود إلينا لحماية البيئة، خصوصاً هنا في مانيلا، هناك الكثير من النفايات". وأضافت أن البلاستيك "يؤثر في الحياة البحرية لأن (الأسماك) تظنّه طعاماً".
1400 متطوّع في فيتنام
في هانوي عاصمة فيتنام، اجتذبت الحملة حوالى 1400 ناشط جابوا مختلف مناطق المدينة بحثاً عن النفايات تحت أشعة الشمس الحارقة. وقال هوانغ ثي هوان البالغ من العمر 18 عاماً وهو يجوب أحد شوارع العاصمة "على الرغم من أن أعمالنا محدودة، مثل إزالة النفايات عن الأرصفة، لكنها قد تتوسّع لتصبح رسالة ذات مغزى".
أمّا في الصين، فتجمّع حوالى 30 شخصاً قرب نهر تشاوتايهو في بكين لجمع النفايات. وأوضح المنظّم زهانغ هونغفو من مجموعة "أصدقاء الطبيعة" البيئية لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "لا يمكن الحصول على ترخيص لتنظيم فعاليات كبرى في بكين، نظراً إلى الأمن المشدّد قبل الاحتفالات بالذكرى السبعين" لقيام النظام الشيوعي.
وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2018 إلى أن 79 في المئة من البلاستيك المصنّع ينتهي في النفايات، مع كمية قليلة جداً تُتلف أو تُستخدم مجدداً، وذلك على الرغم من أعمال إعادة التدوير ومبادرات أخرى للحدّ من استعمال هذه المادة. وجاء في التقرير أيضاً أن تسعة في المئة فقط من أصل تسعة مليارات طن من البلاستيك أنتجها العالم، قد أُعيد تدويرها.
