Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإسناد التفاوضي مم يشكو؟

يتصرف "الثنائي الشيعي" مع الولايات المتحدة وفرنسا وفق مبدأ "فيكما الخصام وأنتما الخصم والحكم"

عملياً حصد "حزب الله" من تحرشه العسكري المميت إعادة إحياء القرار 1701 (أ ف ب)

ملخص

لماذا لم يوجد في كل جولات التفاوض بين "حماس" وإسرائيل أي إشارة للوضع اللبناني؟ ألا يستحق "حزب الله" أن تبادله "حماس"، ولو من باب رفع العتب، "إسناداً تفاوضياً" مع علمها بحجم الضغوط الدولية عليه؟

يقول "حزب الله" إنه سيوقف إطلاق النار من الجنوب اللبناني في اللحظة التي يعلن فيها اتفاق ما في غزة، لكن من يضمن أن إسرائيل ستقبل؟ على هذا السؤال لا جواب مؤكداً من أي طرف دولي. حتى لو استجابت إسرائيل لتمنيات "حزب الله" وانسحبت هدنة غزة على الجنوب، لا مهرب من الوقائع الآتية:

عسكرياً لم تؤثر "جبهة الإسناد" الجنوبية على قدرات الجيش الإسرائيلي وخططه في غزة. أما سياسياً فما تخسره إسرائيل من تأييد دولي لحملتها في غزة، عوضه لها "حزب الله" بافتعاله معركة لا تحتمل أي مسوغات يمكن أن يهضمها المجتمع الدولي. ففي غزة إسرائيل و"حماس" ملامتان والشعب الفلسطيني هو الضحية، أما في الجنوب اللبناني فاللوم الأساس على "حزب الله" بينما الشعب والدولة اللبنانية من سيدفع الثمن الأغلى.

من الغريب كيف يصر "حزب الله" على نظرية "ربط الهدنات" ولا يرى فيها إدانة له. إذا توقفت العمليات العسكرية في غزة غداً سيكون المشهد كالآتي: دمار شبه كلي في كل القرى المحاذية للشريط الحدودي، وسقوط ما يربو على 400 قتيل ليعود الوضع على ما كان عليه قبل "7 أكتوبر"، هذا إذا عاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لماذا لم يوجد في كل جولات التفاوض بين "حماس" وإسرائيل أي إشارة للوضع اللبناني؟ ألا يستحق "حزب الله" أن تبادله "حماس"، ولو من باب رفع العتب، "إسناداً تفاوضياً" مع علمها بحجم الضغوط الدولية عليه؟ إذ من الواضح أن استتباب هدنة ما لن يوقف مساراً رأس حربته إسرائيل وتنظر إليه أطراف دولية بعين التأييد، وهدفه استبعاد "حماس" من أي إدارة سياسية في "اليوم التالي" لغزة، وكذلك إبعاد "حزب الله" عسكرياً في الجنوب.  

عملياً حصد "حزب الله" من تحرشه العسكري المميت إعادة إحياء القرار 1701 وما يندرج ضمنه من قرارات تصيبه بمقتل سياسي. فالقرار 1701 يجرده من سلاحه في الجنوب فقط، بينما القرار 1559 يقضي بحل الميليشيات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية.

منذ ستينيات القرن الماضي، لم تستطع الدولة اللبنانية أن تمسك بقرار هذا الجزء من أراضيها. كان "فتح لاند" لمنظمة التحرير الفلسطينية و"الحزام الأمني" لإسرائيل وهو اليوم "منصة إيرانية". ويعمل الطرفان الأميركي والفرنسي على خط اتفاق يمنع تفاقم الأمور، لكن يتصرف "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) مع الطرفين وفق مبدأ "فيكما الخصام وأنتما الخصم والحكم". في غضون ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري سلم الفرنسيين رداً من الواضح أنه لن يحظى بموافقة إسرائيل، التي اختصر وزير دفاعها يوآف غالانت المشهد متوعداً اللبنانيين بـ"صيف حار".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل