Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتحفظ على مقترح الهدنة وواشنطن تؤكد: اجتياح رفح لن يفيد

وفدا "حماس" وتل أبيب غادرا القاهرة وكيربي يقول إن معبر كرم أبو سالم مفتوح لكن لا تدخل منه المساعدات

قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الخميس إن إسرائيل قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح حماس لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت، وستمضي قدماً بعمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.

وغادر وفدا حركة "حماس" وإسرائيل القاهرة بعد ظهر الخميس بعد يومين من المفاوضات، بحسب ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من المخابرات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى قوله إن "الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين" من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة.

وبينما قال موقع "بوليتيكو" إن محادثات اتفاق الرهائن بين حماس وإسرائيل توقفت وسط القتال الدائر في رفح قال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي، جون كيربي،  في مؤتمر صحافي إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب إلحاق الهزيمة بحركة حماس الفلسطينية في غزة.

وأشار كيربي إلى أن أميركا تعتقد أن معبر كرم أبو سالم مفتوح نظرياً لكن لا تدخل منه المساعدات.

واعتبرت حركة "حماس" اليوم الخميس أن "اجتياح رفح" يهدف إلى "قطع الطريق" على المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة، معلنة أن وفدها المفاوض غادر القاهرة.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، في بيان، إن "إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة".

وأعلن الرشق أن "وفدنا غادر القاهرة قبل قليل متجهاً إلى الدوحة"، غداة استئناف المحادثات غير المباشرة بين طرفي النزاع عبر دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بالعاصمة المصرية. وأضاف "نؤكد في حركة حماس التزامنا وتمسكنا بموقفنا بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء".

وكانت حركة "حماس" وافقت الإثنين الماضي على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح.

لكن إسرائيل قالت إن هذا الاقتراح "بعيد جداً عن مطالبها" وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار ما دامت "لم تهزم" حركة "حماس" التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ عام 2007 وتعدها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

إلى "الأصدقاء والأعداء"

وذكر وزير الدفاع يوآف غالانت في ما وصفه بحديث إلى الأعداء والأصدقاء الخميس أن إسرائيل ستفعل ما يلزم لتحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة وفي الشمال، وذلك في رد واضح على ضغوط أميركية تهدف إلى إيقاف العملية في مدينة رفح.

وتأتي التعليقات التي أدلى بها غالانت في أثناء مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرب الإسرائيليين في أعقاب تحذير من الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستوقف إمدادات الأسلحة إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح بجنوب غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح فلسطيني.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بحسب ما جاء في نص خطاب نشره مكتبه "أتحدث إلى أعداء إسرائيل وكذلك إلى أصدقائنا المقربين، لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل، سنتمسك بموقفنا، سنحقق أهدافنا، سنضرب (حماس)، سنضرب (حزب الله)، وسنحقق الأمن".

وأبرزت تعليقات وزير الدفاع، وهو واحد من أكثر أعضاء حكومة الحرب إدراكاً لأخطار استعداء الولايات المتحدة، حجم الخلاف بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية.

وأعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعليق كتبه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" نشر تعليقات من خطابه عشية ذكرى المحرقة.

وكتب نتنياهو "أقول لزعماء العالم إن أي ضغط مهما بلغت شدته وأي قرار من أي مؤسسة دولية لن يردع إسرائيل عن الدفاع عن نفسها، وإذا اضطرت إسرائيل إلى الوقوف وحيدة فستفعل ذلك".

ونقلت "سكاي نيوز" البريطانية عن مصدر مقرب من الزعيم الإسرائيلي قوله إن تهديد بايدن "ينهي عملياً محاولة التوصل إلى اتفاق للرهائن في هذه المرحلة".

وسيطرت دبابات إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في وقت سابق من الأسبوع الجاري فيما تمشط حالياً ضواحي المدينة القريبة.

وتحدى نتنياهو ضغوطاً دولية متزايدة للموافقة على وقف لإطلاق النار لكنه لم يأمر القوات الإسرائيلية حتى الآن بدخول مدينة رفح التي تقول إسرائيل إن أربع كتائب من مسلحي "حماس" تتمركز بها.

وتتبادل قوات إسرائيلية في الشمال إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية مع مسلحي جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر.

وأضاف غالانت في حديثه خلال المراسم "ليس لدينا خيار، ليس لدينا دولة أخرى، سنفعل كل ما يلزم، وأكرر، كل ما يلزم، من أجل الدفاع عن مواطني إسرائيل، ومحو التهديدات الشريرة ضدنا، والوقوف في وجه من يحاولون تدميرنا".

80 ألف فار

من ناحية أخرى، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الخميس بأن نحو 80 ألف شخص فروا من رفح خلال ثلاثة أيام منذ كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

وقالت "الأونروا" على منصة "إكس" إنه "منذ تكثفت عملية القوات الإسرائيلية العسكرية في السادس من مايو (أيار) الجاري، فر نحو 80 ألف شخص من رفح، بحثاً عن مكان آخر للجوء إليه"، محذرة من أن "خسائر هذه العائلات لا تحتمل، لا يوجد مكان آمن".

الأسلحة البريطانية

وفي أعقاب تهديد الرئيس الأميركي بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون المنظومة التي تحكم صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل وحجم هذه الصادرات بأنها مختلفة تماماً عن منظومة الولايات المتحدة، قائلاً إن المبيعات التي تسمح بها صغيرة نسبياً وتخضع لإجراءات صارمة.

جاء ذلك في رد من كاميرون على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا ستقتفي أثر الولايات المتحدة بعد أن حذرت من أنها ستعلق إمداد إسرائيل بالأسلحة في حال حدوث اجتياح كبير لرفح.

وقال كاميرون بعد إلقاء كلمة "هناك فرق جوهري للغاية بين موقف الولايات المتحدة وموقف بريطانيا".

سفينة مساعدات

وفي سياق المساعدات الإنسانية، قال مسؤولون قبارصة إن سفينة تحمل مساعدات بدأت الإبحار من قبرص اليوم الخميس متجهة إلى رصيف بحري بنته الولايات المتحدة قبالة غزة.

وغادرت السفينة "ساجامور" التي ترفع العلم الأميركي ميناء لارنكا صباح الخميس، وقال مسؤولون أميركيون إنه من المقرر تفريغ الإمدادات على رصيف عائم تم بناؤه لتسريع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وفتحت قبرص ممراً بحرياً في مارس (آذار) الماضي لشحن المساعدات مباشرة إلى غزة، الذي يتعثر بشدة تسليم المساعدات إليها براً بسبب إغلاق المعابر الحدودية والعمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن الشهر الماضي إن المساعدات التي ستصل إلى الرصيف ستظل في حاجة إلى التفتيش من السلطات الإسرائيلية، مما يزيد من احتمال حدوث مزيد من التأخيرات في توصيل الإمدادات التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة.

ويبدو أن هذا يتعارض مع الهدف الذي أعلنته، قبرص وهو فحص البضائع فيها تحت إشراف إسرائيلي لتفادي أي تكدس على الجانب الآخر.

وقال مسؤولان قبرصيان إنهما ليس لديهما علم بإجراء مزيد من الفحوصات. واستبعد أحدهما "إجراء أي تفتيش آخر بخلاف ما تنص عليه الآلية التي يتم تنفيذها في قبرص".

ودمرت الحملة العسكرية، التي تقول إسرائيل إنها تهدف للقضاء على حركة "حماس" قطاع غزة الصغير الذي تحذر وكالات الإغاثة من أن سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون على شفا المجاعة.

واستخدمت منظمة "سنترال وورلد كيتشن" الخيرية التي مقرها الولايات المتحدة الممر مرتين قبل مقتل سبعة من موظفيها في غارة جوية إسرائيلية في الأول من أبريل (نيسان) الماضي.

مخيب للآمال

اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن وقف إمدادات أسلحة معيّنة إلى إسرائيل في حال اجتياحها مدينة رفح المكتظة بالسكان، "مخيباً للآمال".

وفي أول رد فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن، قال إردان لإذاعة "مكان" الإسرائيلية العامة، "إنه أمر صعب جداً وتصريح مخيب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب".

واعتبر إردان أن "قرار أميركا وقف إرسال أسلحة سيعرقل بشكل كبير قدرة إسرائيل على تحقيق الأهداف العسكرية".

وغرد وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير، اليوم (الخميس)، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، قائلاً: «حماس تحب بايدن». في إشارة إلى قرار بايدن بوقف إرسال القنابل الأميركية إلى تل أبيب.

كما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الرئيس السابق للإنتاج والمشتريات الدفاعية بإسرائيل رفض اليوم الخميس، الادعاء بأن إسرائيل تستطيع التعامل دون أسلحة أميركية، قائلاً إن "إسرائيل مضطرة للحصول على أسلحة من مكان آخر".

عدد الضحايا

تزامناً، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34904 شخصاً غالبيتهم مدنيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة للحركة الأربعاء.
وأكدت الوزارة في بيان أن 60 قتيلاً وصلوا إلى المستشفيات "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية" حتى صباح الخميس، مشيرةً إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 78514 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

حل الدولتين

وكان بايدن قال إنه يعمل مع الدول العربية المستعدة لإعادة إعمار غزة والمساعدة في الانتقال إلى حل الدولتين، في أعقاب الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وحذَّر بايدن في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أمس الأربعاء، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تسليم حليفتها إسرائيل بعض أنواع الأسلحة، لا سيما أنواع محددة من القنابل والقذائف المدفعية، في حال شنت الدولة العبرية هجوماً برياً واسع النطاق على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأضاف الرئيس الأميركي رداً على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته، الأسبوع الماضي، إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى الدولة العبرية أن "مدنيين قتلوا في غزة بسبب هذه القنابل، هذا أمر سيئ"، وموضحاً "إذا دخلوا (الإسرائيليون) إلى رفح فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت في السابق ضد مدن"، وتابع "لن نسلمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استخدمت" حتى الآن في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن (81 سنة) بصورة علنية شروطاً للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، لكن الرئيس الديمقراطي أكد في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ستواصل "ضمان حماية إسرائيل بواسطة القبة الحديدية"، منظومة الدفاع الجوي الصاروخية.

ورداً على سؤال في شأن التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني، قال بايدن، إن هذا التوغل لم يطل "مراكز سكانية".

ويعني تصريح الرئيس الأميركي هذا أن هذا التوغل ليس عملية برية واسعة النطاق تستدعي رد فعل من جانب إدارته.

وأضاف بايدن "لقد قلت بوضوح لبيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) ولحكومة الحرب، إنهم لن يحظوا بدعمنا إذا دخلوا إلى المراكز السكانية".



غارات جوية وقصف بالدبابات

وتواصل إسرائيل شن غارات جوية وقصف بالدبابات على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وتهدد بشن هجوم كبير عليها، وتوغلت قواتها أيضاً بمعبر رفح الحدودي بين غزة ومصر الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق مساعدات حيوي والمخرج الوحيد لإجلاء المصابين.

وقالت حركة "حماس"، الأربعاء، إنها لن تساوم أكثر في المفاوضات في شأن وقف إطلاق النار في غزة، وذلك فيما لا تزال المحادثات جارية في القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر.

وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، في قطر في بيان في وقت متأخر الأربعاء، إن الحركة لن تذهب أبعد من اقتراح وقف إطلاق النار الذي قبلته، الإثنين الماضي، ويتضمن الاقتراح أيضاً إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وأضاف الرشق أن "إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاء لاجتياح رفح واحتلال المعبر"، مشيراً على أن "حماس متمسكة بموقفها الذي أبلغته للوسطاء بالموافقة على مقترحهم".

 

وكان بايدن في طليعة المدافعين عن إسرائيل عندما شنت حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن علاقته بنتنياهو توترت مذاك بشدة، وهي اليوم معرضة للانهيار إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح.

وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر هويته، إن واشنطن راجعت بعناية عملية تسليم الأسلحة التي قد تُستخدم في رفح، ونتيجة لذلك أوقفت إرسال شحنة مكونة من 1800 قنبلة تزن كل منها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوجراماً).

وقال بايدن عندما سئل عن القنابل التي تزن الواحدة منها 907 كيلوجرامات والتي كانت واشنطن ترسلها إلى إسرائيل "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية".

وجاء بث المقابلة بعد ساعات من إقرار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن علانية بأن قرار بايدن، الأسبوع الماضي، وقف تسليم آلاف القنابل ثقيلة الوزن اتُخذ بسبب القلق حيال رفح، حيث تعارض واشنطن خطط إسرائيل شن هجوم كبير من دون ضمانات بحماية المدنيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول إسرائيل، إنها يجب أن تهاجم رفح لهزيمة الآلاف من مقاتلي "حماس" الذين تقول إنهم متحصنون هناك، لكن المدينة ملاذ أيضاً لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من القتال في شمال القطاع.

وذكرت "حماس" أن مقاتليها يشتبكون مع قوات إسرائيلية في شرق رفح، وأن مقاتلي حركة "الجهاد الإسلامي" هاجموا جنوداً ومركبات عسكرية إسرائيلية بمدفعية ثقيلة قرب المطار المهجور منذ مدة طويلة.

وقال مسعفون، إن قذائف الدبابات الإسرائيلية سقطت في وسط رفح مما أدى إلى إصابة 25 شخصاً في الأقل، أمس الأربعاء. وقال سكان إن غارة جوية إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص وأصابت 16 آخرين في غرب رفح.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف بنية تحتية لـ"حماس" في عدة مواقع شرق رفح، وأن قواته تقوم بمداهمات محددة الأهداف على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتنفذ ضربات جوية في أنحاء القطاع.

مقتل قائد القوة البحرية لـ"حماس"

وأكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه شن غارة جوية أسفرت عن مقتل قائد القوة البحرية لحركة "حماس" في قطاع غزة، محملاً إياه مسؤولية عديد من الهجمات على الدولة العبرية.

وقال الجيش في بيان، إنه "خلال نشاط مشترك لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام، تمكنت طائرة لسلاح الجو من تصفية المخرب المدعو محمد أحمد علي، وهو قائد القوة البحرية التابعة لحماس في مدينة غزة".

وأضاف أن القتيل "كان يروج خلال الحرب لنشاطات هجومية استهدفت أراضي إسرائيل ولغيرها من الهجمات بحق قوات جيش الدفاع التي تعمل في قطاع غزة"، بما في ذلك "في ممر وسط قطاع غزة".

ولم تعلق "حماس" في الحال على هذا الإعلان، وبحسب مصادر داخل الحركة، فإن محمد أحمد علي ينتمي إلى كتائب "عزالدين القسام"، الذراع العسكرية للحركة.

وتطلق كتائب "القسام" بانتظام صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقد أعلنت مسؤوليتها عن قصف استهدف، الأحد الماضي، معبر كرم أبوسالم بين إسرائيل وغزة، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود.

نقص المساعدات

تقول الأمم المتحدة وسكان غزة ومنظمات إنسانية، إن أي توغل إسرائيلي إضافي في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة، إن قطاع غزة لم يدخله أي وقود أو مساعدات بسبب العملية العسكرية، وهو وضع "كارثي لجهود الإغاثة الإنسانية"، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع.

 

ويتكدس الفلسطينيون في مخيمات وملاجئ موقتة ويعانون نقص الغذاء والماء والدواء. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأربعاء، إن مستشفى الولادة الرئيس في مدينة رفح توقف عن قبول الحالات.

وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي في مناشدة للمجتمع الدولي كي يتدخل "يتردد في شوارع المدينة صدى صراخ أرواح بريئة أزهقت، وعائلات تقطعت أواصرها، ومنازل تحولت إلى أنقاض، نقف على أعتاب كارثة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة".

وطلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين، الذين نزح كثير منهم عدة مرات بالفعل، الانتقال باتجاه "المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي على بعد نحو 20 كيلومتراً. وقال رئيس بلدية رفح، إن المنطقة الساحلية تفتقر إلى كل ضرورات الحياة.

وذكرت جوليت توما المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن نحو 10 آلاف فلسطيني غادروا رفح منذ الإثنين. وقدر المكتب الإعلامي لحكومة "حماس" في غزة العدد بعشرات الآلاف.

المزيد من الشرق الأوسط