Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يرفض المهلة الأوروبية "المصطنعة"

قال متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية إن بلاده ستقدّم حلولاً مكتوبة رسمية بشأن بريكست عندما تكون جاهزة

أعلن رئيس الوزراء البريطاني مراراً أنه سيمضي ببريكست في موعده المقرّر (أ.ف.ب)

شدّ الحبال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على حاله. فبعدما طلبت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي، الخميس 18 سبتمبر (أيلول)، من لندن تقديم اقتراح اتفاق مكتوب بحلول أواخر الشهر الحالي بشأن بريكست لتفادي خروج من دون اتفاق، سارعت رئاسة الحكومة البريطانية إلى رفض المهلة التي حدّدتها هلسنكي.

وصرّح متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون للصحافيين، "سنقدّم حلولاً مكتوبة رسمية عندما نكون جاهزين، ولكن ليس بحسب مهلة مصطنعة".

وفي وقت سابق نبّه رئيس الوزراء الفنلندي أنتي ريني، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن أمام لندن حتى نهاية سبتمبر الحالي، لتقديم عرض اتفاق خطي بشأن بريكست.

دعوة للندن لـ"عدم التظاهر بالتفاوض"

في المقابل، دعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي لندن، إلى "عدم التظاهر بالتفاوض" مع التكتّل لتجنّب بريكست بلا اتفاق، وحذّروا المناهضين البريطانيين للمشروع الأوروبي من أنّه سيتوجّب عليهم تقديم حسابات إلى مواطنيهم. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، خلال جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، إن "خطر الخروج من دون اتفاق لا يزال واقعياً جداً".

وعقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، أعلن ريني أن "أي اقتراح" من المملكة المتحدة "يجب أن يقدّم قريباً جداً إذا كان سيناقش"، مضيفاً أنه في الوقت عينه "علينا أن نستعدّ أيضاً لبريكست من دون اتفاق".

ومن المقرّر أن تجتمع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يومي 17 و18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في بروكسيل، أي قبل عشرة أيام من الموعد المقرّر لخروج بريطانيا من الاتحاد في 31 منه.

الوقت ينفد

وحذّر مصدر دبلوماسي فرنسي الخميس من أن "الوقت ينفد"، مضيفاً "لن نجري مفاوضات مباشرة في إطار المجلس الأوروبي منتصف أكتوبر". وشدّد الإليزيه بداية الأسبوع على أنه "لا يزال هناك العديد من التساؤلات ونقاط الاستفهام والفرضيات"، مؤكداً أنه في انتظار "اقتراحات بريطانية محددة". وأضاف أنه في هذه المرحلة "لا يمكننا القول ما إن كنا سنصل إلى اتفاق أو لا" و"نستعد لكل السيناريوات"، بما فيها سيناريو خروج من دون اتفاق.

وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية بدورها أمس الأربعاء أن جونسون اتصل برئيس المفوضية وبحثا "عزمهما المشترك على التوصّل إلى اتفاق". علماً أن رئيس الوزراء البريطاني أعلن مراراً أنه سيمضي ببريكست في موعده المقرّر حتى من دون اتفاق، على الرغم من التوقّعات المقلقة بشأن عواقب ذلك على حكومته، وبشأن احتمال حصول نقص في الغذاء والأدوية ومخاطر حصول اضطرابات في النظام العام للبلاد.

البند العالق: شبكة الأمان

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي صوّت فيه البريطانيون بنسبة 52 في المئة لصالح الخروج من الاتحاد، يبقى تنفيذ بريكست معضلة في لندن بسبب مسألة إيرلندا. إذ تطالب لندن بحذف بند "شبكة الأمان" الذي وضع في الاتفاق بهدف تفادي عودة حدود فعلية بين إقليم إيرلندا الشمالية البريطاني وجمهورية إيرلندا. بينما يطلب الاتحاد الأوروبي من لندن تقديم حلول بديلة من "شبكة الأمان"، التي تنصّ على أن تبقى المملكة المتحدة ضمن إطار "اتحاد جمركي موحّد" مع الاتحاد الأوروبي في حال عدم التوصل لحلول أخرى في هذا الصدد.

وتأمل المملكة المتحدة التقدّم بما يكفي في المحادثات لتتمكّن من القيام بخطوة حاسمة خلال القمة الأوروبية في 17 أكتوبر، في إطار وضع اللمسات النهائية على اتفاق جديد. لكن الأوروبيين يريدون الإسراع أكثر في هذه المسألة. وبحسب مصدر أوروبي، يفترض أن تتم مناقشة مسألة الجدول الزمني لبريكست خلال لقاء بين بوريس جونسون وجان كلود يونكر الأسبوع المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومن المقرّر أيضاً أن يلتقي وزير بريكست البريطاني ستيفن باركلي المفاوض الأوروبي حول بريكست ميشال بارنييه، الجمعة 20 سبتمبر في بروكسيل.

المزيد من دوليات