Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تجدد تأكيدها المضي قدما بعمليتها البرية في رفح

قصف على شمال غزة يجبر مدنيين على النزوح مجدداً

ملخص

قال محمد جمال (29 سنة) من سكان حي الزيتون، أحد أقدم ضواحي مدينة غزة "لا نعرف لماذا يحدث ذلك الآن، هل لأننا عدنا إلى بيوتنا ووصلتنا بعض المساعدات بعد أشهر من المجاعة، فلم يعجب ذلك الإسرائيليين؟".

قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة معاقل حركة "حماس" في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية، وأضاف أن وزارة الدفاع الإسرائيلية اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 أشخاص و12 شخصاً، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنها مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.

خطة ذات مصداقية

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل في إفادته الصحافية اليومية "عندما يتعلق الأمر بالعملية العسكرية في رفح، يجب أن تكون هناك خطة ذات مصداقية شديدة".

خطير ومتهور

من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن السعي لإضفاء الشرعية على مواقع استيطانية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل أمر "خطير ومتهور"، وذلك رداً على تقارير ذكرت أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يدفع لمثل هذا الإجراء.

وقال باتيل "هذه التقارير حول توجيهات لدعم المواقع الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، نعتقد أنها خطيرة ومتهورة"، وأضاف أن الولايات المتحدة تعترض على المستوطنات وتعتقد أنها تنتهك القانون الدولي.

محادثات مباشرة

من جهته، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن من المتوقع إجراء محادثات مباشرة بشأن رفح في وقت قريب نسبياً، مضيفاً، على صعيد آخر، أن مسؤولين أميركيين يجرون اتصالات مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن التقارير المزعجة للغاية عن العثور على مقابر جماعية في غزة. وتابع في مؤتمر صحافي "تلك التقارير مزعجة للغاية، لقد كنا على اتصال على مستويات متعددة مع الحكومة الإسرائيلية، نريد إجابات. نريد أن نفهم بالضبط ما حدث".

"سيمضي قدماً"

وأعلن الجيش الإسرائيلي، من جهته، أنه "سيمضي قدماً" في عمليته ضد رفح في جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن أربع وحدات قتالية تابعة لحركة "حماس" موجودة في المدينة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي "ستمضي إسرائيل قدماً في عمليتها لاستهداف حماس في رفح"، وأضاف "هناك أربع كتائب (من حماس) متبقية في رفح، لا يمكن أن تكون محمية من إسرائيل. سنهاجمها"، وذكر مينسر أنه تمت تعبئة "لواءين احتياطيين للقيام بمهام دفاعية وتكتيكية في غزة"، ووفقاً للمتحدث باسم الحكومة، قضى الجيش الإسرائيلي على "ما لا يقل عن 18 أو 19 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس"، وتابع أن "ما لا يقلّ عن 26 ألف إرهابي قتلوا أو اعتقلوا أو أصيبوا في ساحة المعركة".

قصف وضحايا

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" اليوم الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34262 غالبيتهم من المدنيين، وأفاد بيان للوزارة بأنه "خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء، وصل 79 قتيلاً و86 مصاباً إلى المستشفيات"، مشيراً إلى أن "عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 77229 جريحاً".

وفر بعض المدنيين الفلسطينيين من منازلهم في شمال قطاع غزة بعد أسابيع قليلة من عودتهم جراء قصف إسرائيلي قالوا إن حدته تماثل ما وقع في بداية الحرب. وتركز معظم القصف لليوم الثاني على بيت لاهيا في شمال قطاع غزة حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أربعة أحياء محذراً من أنها تقع في "منطقة قتال خطيرة".

وبعد هدوء نسبي لبضعة أسابيع، كثفت إسرائيل هجماتها مع التركيز على مناطق في الشمال، حيث سحبت عديداً من قواتها في وقت سابق قائلة إن حركة "حماس" لم تعد تسيطر على المنطقة. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تستعد أيضاً لإرسال قوات إلى مدينة رفح الجنوبية التي تعتبرها آخر معقل لـ"حماس".

ولم يكن لدى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومكتب المتحدث باسم الجيش تعليق فوري على ما أوردته وسائل الإعلام.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن شخصين قتلا في ضربة جوية على منزل بمدينة رفح الجنوبية، فيما قتل أربعة جراء هجوم صاروخي أصاب مجموعة كانت تقف خارج متجر في مخيم النصيرات للاجئين، كما قتل شخص آخر في غارة جوية على منزل في دير البلح بوسط قطاع غزة.

وأفاد سكان في شمال غزة وضواحي مدينة غزة بوقوع قصف عنيف.

قصف ومعارك بالأسلحة النارية

وقالت إسرائيل إن عملياتها في بيت لاهيا استهدفت المناطق التي أطلق منها الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" المتحالفة مع "حماس" صواريخ على مستوطنتين حدوديتين إسرائيليتين أمس الثلاثاء.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت متأخر من الثلاثاء إنه تم أيضاً قصف أهداف أخرى، منها مداخل إنفاق ومقار عسكرية ومنصة إطلاق تحتوي على صواريخ جاهزة للإطلاق على إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد سكان أيضاً بوقوع قصف في وسط غزة في أنحاء مخيم النصيرات ومدينة خان يونس، وهي مدينة في الجنوب انسحبت منها القوات الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر. وذكر سكان في النصيرات أن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الإسرائيلي هبطت بالقرب من المخيم واشتبكت بالأسلحة النارية مع مقاتلين، ثم تعرضت المنطقة لقصف عنيف من الدبابات. ولم تتمكن "رويترز" من تأكيد التقرير بشكل مستقل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، بعد أسابيع من التأخير. ويلوذ برفح الواقعة على الحدود مع مصر أكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بالقطاع. وأثارت خطط الهجوم على المدينة، التي تقول إسرائيل إنها تضم أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لـ"حماس"، قلقاً دولياً واسع النطاق، إذ حذرت وكالات الإغاثة من كارثة إنسانية محتملة.

200 يوم

وبعد أكثر من 200 يوم على بدء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، تعبر عواصم غربية عن قلقها إزاء الاستعدادات الجارية لعملية إسرائيلية في رفح.

ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أسابيع أن مدينة رفح الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة والتي يتكدس فيها حالياً أكثر من 1.5 مليون شخص، غالبيتهم نازحون، هي المعقل الأخير لحركة "حماس".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس "سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعداداً للعمليات في رفح خصوصاً في ما يتعلق بإجلاء المدنيين".

وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" في غزة إسماعيل الثوابتة إن "ما هو متداول حول إنشاء خيم جديدة في رفح غير صحيح"، مضيفاً أن "الاحتلال يروج لهذه الأكاذيب حتى يرتكب جريمة اقتحام محافظة رفح. ونحن نحذر من هذه الجريمة لأنه سيكون هناك عشرات آلاف الضحايا والشهداء". وأشار إلى أن محافظتي الوسطى وخان يونس المجاورتين لرفح "لا يمكن أن تستوعبا أعداد النازحين الموجودين في محافظة رفح مطلقاً". وحمل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل "كامل المسؤولية"، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط لـ"وقف اقتحام محافظة رفح قبل فوات الأوان".

 

غارات

وفي وقت مبكر الأربعاء، تحدثت مصادر طبية وأمنية في غزة عن غارات جوية إسرائيلية على قطاعي النصيرات (وسط) ورفح.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف موقعين لإطلاق النار تابعين لـ"حماس" في جنوب قطاع غزة خلال الليل. وأضاف أنه تم ضرب "أكثر من 50 هدفاً" خلال الساعات الأخيرة.

وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية عن قصف مدفعي عنيف يطاول مناطق مختلفة من أحياء مدينة غزة وشمال قطاع غزة. وتسمع أصوات انفجارات ضخمة ومتواصلة مع تصاعد سحب الدخان من أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح والدرج وتل الهوا والرمال في مدينة غزة.

كما أفاد شهود عن قصف من الطيران على منطقة مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة. ويشير الشهود إلى اشتباكات عنيفة شمال النصيرات.

تحقيق مستقل

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل في شأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة دمرتهما القوات الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو "إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظراً إلى أنه يخلف انطباعاً بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتكبت لحقوق الإنسان".

إسرائيل تشكر "الشيوخ" الأميركي

وشكرت إسرائيل مجلس الشيوخ الأميركي على تصويته على منحها مساعدات عسكرية بقيمة 13 مليار دولار، معتبرة أن ذلك يبعث "برسالة قوية" إلى "أعدائها"، في وقت تتواصل الحرب في قطاع غزة من دون هوادة. وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس مجلس الشيوخ على إقراره المساعدة. وكتب على منصة "إكس"، "أشكر مجلس الشيوخ الأميركي على تبنيه بغالبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا وتوجه رسالة قوية إلى جميع أعدائنا".

ووافق مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 13 مليار دولار، لا سيما لتعزيز درعها المضاد للصواريخ، "القبة الحديدية"، المنتشر على حدودها.

وتنص الخطة الأميركية أيضاً على أكثر من تسعة مليارات دولار "لتلبية الحاجات الملحة للمساعدات الإنسانية في غزة ولفئات سكانية أخرى ضعيفة في العالم"، وخصوصاً في السودان الذي يشهد أيضاً حرباً منذ أكثر من عام. وكان مجلس النواب الأميركي وافق على هذه المساعدات في تصويت في نهاية الأسبوع الماضي.

 

مجاعة

وسط هذه الأجواء، قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي إن قطاع غزة قد ينزلق إلى المجاعة في غضون ستة أسابيع بعد انتشار انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات. وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف جيان كارلو سيري "نقترب يوماً بعد يوم من حالة المجاعة".

وأضاف "هناك أدلة معقولة على أن محددات المجاعة الثلاثة (وهي) انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات، سيتم تجاوزها في الأسابيع الستة المقبلة".

وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نشر في مارس (آذار) الماضي أن المجاعة وشيكة ومن المرجح أن تحدث بحلول مايو (أيار) في شمال قطاع غزة ويمكن أن تنتشر في أنحاء القطاع بحلول يوليو (تموز). وقال مسؤول أميركي أمس الثلاثاء إن خطر المجاعة في قطاع غزة، بخاصة في الشمال، مرتفع للغاية.

وجاءت تصريحات سيري خلال إطلاق تقرير للشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، وهو تحالف من الجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ووصفت الشبكة في تقريرها توقعات عام 2024 لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأنها مثيرة للقلق للغاية بسبب حرب غزة والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية فضلاً عن خطر انتشار الصراع إلى أماكن أخرى في المنطقة.

وقال سيري "بالنسبة لغزة، فإن الصراع يجعل من الصعب، بل ومن المستحيل في بعض الأحيان، الوصول إلى المتضررين". وأضاف "نحن بحاجة إلى زيادة مساعداتنا بشكل كبير، لكن في ظل الظروف الحالية، أخشى أن الوضع سيتدهور أكثر".

وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الستة التي تلت بدء إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً على حركة "حماس" التي تدير القطاع.

وتنفي إسرائيل عرقلة إمدادات المساعدات الإنسانية وتلقي بالمسؤولية على وكالات الإغاثة في عدم كفاءة التوزيع.

وقال سيري إن الطريقة الوحيدة لتجنب المجاعة في قطاع غزة هي ضمان التسليم الفوري واليومي للإمدادات الغذائية. وأضاف "يبيعون أشياءهم لشراء الطعام وهم أصلاً معدمون في أغلب الأحيان. من الواضح أن بعضهم يموت من الجوع".

المزيد من الشرق الأوسط