Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إلغاء حفل كانييه ويست في مصر يعيد سيناريوهات أزمة ترافيس سكوت

الشركة المنظمة تؤكد الحصول على التصريحات الرسمية وأن قرار الإلغاء يعود إلى فريق عمل المطرب الأميركي

قالت الشركة المنظمة إن الإلغاء كان بطلب خاص من فريق أعمال المطرب الأميركي كانييه ويست (رويترز)

ملخص

أسباب غامضة وراء إلغاء حفل مغني الهيب هوب كانييه ويست عند سفح هرم سقارة بمصر رغم منحه كافة التصاريح الرسمية

قبل نحو شهر تقريباً، فاجأ مغني الراب الأميركي البارز كانييه ويست جمهوره عبر حسابه الرسمي بموقع "إنستغرام" بإعلان مقتضب عن حفل له عند سفح هرم زوسر أو الهرم المدرج بمنطقة سقارة جنوب مدينة الجيزة في مصر، محدداً موعده الـ 20 من أبريل (نيسان) 2024 ضمن جولة غنائية عالمية له.

معجبو كانييه ويست أبدوا سعادتهم من خلال تعليقات تشير إلى أن هذا المكان الأثري التاريخي الساحر سوف يشهد حفلاً غير مسبوق لأحد أشهر صناع موسيقى الهيب هوب في العالم، فكانييه منتج ومؤلف أغنيات، بخلاف مواهبه الأخرى في اكتشاف النجوم وحتى في تصميم الأزياء.

لكنّ فريقاً آخر كان قد أبدى قلقه من أن يلقى الحدث مصير حفل زميله مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت، الذي ألغي على نحو صادم بعد ما كان مقرراً أن يقام في يوليو (تموز) من العام الماضي وسط موجة عارمة من الاستياء، نظراً إلى أن الشركة المنظمة تكبّدت خسائر فادحة. كما أن حاملي التذاكر وكثر منهم كانوا قد سافروا إلى مصر خصيصاً لأجل تلك السهرة بدوا وكأنهم غير مصدقين القرار ولا حيثياته التي جرى تداولها مع عبارات من الاستغراب، وكانت أغلب تلك الحيثيات غير مقنعة، فمنها ما كان غامضاً يتحدث عن تعثر التجهيزات اللوجيستية، ومنها ما حمل اتهامات لترافيس سكوت بالترويج لعبادة الشيطان، والإتيان بتصرفات هيستيرية تعرض جماهير حفله للخطر.

مبررات تلك التخوفات على ما يبدو قد تحققت، لكن بطريقة أقل حدة، فما أشبه الليلة بالبارحة، لكن مع إضافة تفاصيل تجعل الصورة أكثر توازناً، وتمتص غضب المعجبين الذين اشتروا تذاكر حفل "تراوحت ما بين 68 و183 دولاراً أميركياً" انتظاراً لحفل لكانييه ويست الذي وصف بغير المسبوق، بخاصة أنه هو نفسه كان قد أبدى حماسته لهذا الحدث.

من جهتها، سارعت الشركة المنظمة بإصدار بيان تفصيلي أعلنت فيه بشكل صريح إلغاء الحفل، وطالبت حاملي التذاكر بالتوجه لاسترداد أموالهم، مع وعد بتحديد موعد آخر لحفل كانييه ويست في المكان نفسه، خلال هذا العام، موجهين اعتذاراتهم إلى الجماهير، الذين تسببوا في إزعاجهم.

وأكدت الشركة أن الإلغاء كان "بطلب خاص من فريق أعمال المطرب" الذي أقدم قبل نحو ثلاثة أعوام وغير اسمه إلى "ييه"، كما أنه أصبح من أكثر النجوم المثيرين للجدل أخيراً، بسبب تصريحاته الحادة التي اتهم على إثرها بمعاداة السامية تارة، كما اتهم بالتحريض ضد زملائه مثل بيت ديفيدسون (30 سنة)، وأيضاً بإساءة معاملة موظفيه والتحكم في زوجته وغيرها.

الجمهور يتذكر سيناريو أزمة العام الماضي

كانت انتقادات واسعة قد وجهت إلى الجهات المعنية بتنظيم الحفلات في مصر العام الماضي على خلفية واقعة ترافيس سكوت الذي كان بدوره يروّج لحفله عند سفح أهرامات الجيزة بحماسة وشغف، وجاء سبب الانتقادات أن الشركة المنظمة لم تبلغ بقرار الإلغاء بشكل رسمي إلا بعد بيع أكثر من 4 آلاف تذكرة للحضور القادمين من خارج مصر، إضافة إلى شراء معدات وتجهيزات ضخمة، فوصلت تكلفة الخسائر إلى 300 مليون جنيه مصري، وهو ما كان يعادل حينها 10 ملايين دولار أميركي، وفقاً لسعر الصرف في هذا التوقيت، وذلك بحسب تصريحات كان قد أدلى بها محمد سراج العضو المنتدب بشركة تيكت مارشيه المسؤولة عن الحدث وقتها.

كما أن آلاف التعليقات التي اجتاحت الإنترنت عقب الإعلان عن منع الحفل، كانت سلبية للغاية، وتسخر من أسباب القرار التي كانت أغلبها تصب في اتهامات لترافيس سكوت (32 سنة) بالإقدام على طقوس غريبة تدعو إلى الإلحاد والماسونية، كما كان لافتاً حينها أن عدداً من الجهات كانت تتعامل بطريقة غير احترافية مع الأزمة برمتها، وقد يكون أبرزها وزارة السياحة والآثار التي كان قد أعلن أحد المسؤولين بها من خلال تصريحات تلفزيونية، عن ترحيبه بترافيس سكوت وبأعضاء فرقته قبل اشتعال موجة الغضب.

وفي ما بعد بدأ المتحدثون الرسميون باسم الوزارة في تأكيد أن الحفل لا يخصهم من الأساس، فيما احتفت نقابة المهن الموسيقية بقرار الإلغاء، معتبرين أنه انتصار للقيم السليمة ووقوف في وجه الدعوات للإفساد، حيث كانت تدعم هذا التوجه أطراف كثيرة بينها الهشتاغات التي صعدت لتدعو لمنع الحفل، وكذلك تحركات بعض المحامين الذين طالبوا بضرورة التصدي لهذا الحدث من خلال التقدم ببلاغات رسمية عاجلة للجهات المعنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التعلم من درس ترافيس سكوت

ويبدو أن هذا الارتباك كان نقطة فارقة في طريقة التعامل مع حفل كانييه ويست، على رغم أنه آل للمصير ذاته، لكن على الأقل كانت المسؤوليات واضحة، حيث جاء بيان الشركة المنظمة ليوجه الشكر إلى وزارة السياحة والآثار على منح كل التصريحات اللازمة لإقامة الحفل، وعلى دعمها المستمر، وجاء في نصه: "نود أيضاً أن نعرب عن امتناننا لوزارة السياحة لمساعدتها التي لا تقدر بثمن في الحصول على جميع التصاريح اللازمة ودعمها المستمر"، وهي عبارة بمثابة رسالة موجهة بأن الجهات الرسمية تشجّع السياحة والفنون وترحب بالجماهير من أنحاء العالم، ومفادها أيضاً أن أزمة ترافيس سكوت باتت من الماضي.

بحسب البيانات الرسمية فإلغاء حفل كانييه ويست، الأب لأربعة أطفال والزوج السابق لنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، لم يكن بسبب الاستياء من توجهاته، ولا بسبب البلاغات الرسمية التي قدمها بعض المحامين وتدعو وزارة الداخلية للتصدي لمثل تلك الحفلات، باعتبارها تنافي التقاليد والعادات في البلاد.

كما كان لافتاً أن نقابة المهن الموسيقية قد أبدت ترحيبها بالحفل، مع تأكيد إعطاء منظميه كل الموافقات اللازمة، كما سارعت النقابة بتأكيد أن قرار الإلغاء يعود إلى "أسباب شخصية تتعلق بكانييه ويست نفسه"، وهي كلها تفاصيل تؤكد وجود تحول ملحوظ في طريقة إدارة هذه النوعية من المواقف، بخاصة أن أزمة حفل ترافيس سكوت لا تزال عالقة بالأذهان، وقد بادر وقتها إعلاميون ومشاهير كثر بانتقاد طريقة التعامل مع الواقعة برمتها.

وتواصلت "اندبندنت عربية" مرات عدة مع متحدث نقابة المهن الموسيقية، محمد عبد الله، للوقوف على حقيقة إلغاء الحفل، بعدما أثير أن هناك أسباباً أمنية وراء قرار الإلغاء، لكنه لم يرد.

وعلى جانب آخر، صرّح مصدر موثوق، طلب عدم ذكر اسمه، بأن نقابة المهن الموسيقية المصرية تشهد حالياً خلافات "بسبب الارتباك الذي دار حول ملابسات إلغاء الحفل". مشيراً إلى أن "النقابة بالفعل منحت تصريحات إقامته أسوة بوزارة السياحة المصرية وغيرها من الهيئات". ومؤكداً أن قرار المنع "جاء لأسباب أمنية بشكل مفاجئ دون ذكر تفاصيل أخرى".

هل يفي كانييه ويست بوعده؟

يذكر أن المناطق الأثرية بمحافظات مصر المختلفة تشهد انتعاشة في ما يتعلق بالحفلات والسهرات وعروض الأزياء التي تخص مشاهير عالميين وعلامات تجارية مهمة، حيث شهدت منطقة الأهرامات قبل أيام قليلة حفل موسيقي ضخم شارك به الـ"دي جي" والموزع الموسيقي العالمي آدم بورت، وحرص عدد كبير من النجوم على حضوره وبينهم عمرو دياب، كما حضره أيضاً عدد كبير من الضيوف من خارج مصر.

فيما كان متوقعاً أن يكتسب حفل كانييه ويست أهمية خاصة، باعتباره الأول له في البلاد وفقاً للبيان الترويجي الذي صاحب الإعلان عن موعده، الذي نشر في الـ 18 من مارس (آذار) الماضي، احتفاءً بالمغني الحائز على 24 جائزة "غرامي" التي تقدمها الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم بالولايات المتحدة الأميركية.وفيما تؤكد الشركة المنظمة أنه سيتم قريباً جداً إعلان موعد حفل بديل لكانييه ويست، لكن لا تزال الشكوك تسيطر على محبيه، نظراً إلى أن فريق إدارة ترافيس سكوت كان قد أشار إبان الأزمة، إلى أن تعطل التصاريح لم يمنحهم الفرصة للتجهيز الجيد للحفل، وأنهم سوف يعودون إلى مصر بموعد جديد للاحتفال مع الجمهور بالمكان عينه. لكن على رغم اقتراب مرور عام على الواقعة، لكن حتى الآن لم يكشف أي من الأطراف عن أي نية لإقامة حفل آخر لسكوت عند سفح الأهرامات، فهل يفعلها كانييه ويست ويفي بوعده؟!

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات