Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كييف تتوقع "ما لا يسر" من موسكو في الصيف رغم المساعدات الأميركية

هجوم روسي بمسيرات وصواريخ وإصابة 9 أشخاص في أوديسا ومنطقة بيلغورود

ملخص

مع تصعيد روسيا هجماتها الجوية على البنية التحتية للطاقة والمدن في أوكرانيا، تتعرض حكومات الاتحاد الأوروبي لضغوط من أجل توفير مزيد من أنظمة الحماية لكييف.

قال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز" اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تجهز حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا كدفعة أولى من مشروع قانون خاص بأوكرانيا وإسرائيل لم يوقع بعد.

وأضاف المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم كشف هويتيهما أن حزمة المساعدات تشمل مركبات وذخائر دفاع جوي من طراز "ستينجر" وذخائر إضافية لأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة وذخيرة مدفعية عيار 155 ملليمتر وذخائر مضادة للدبابات من نوع "تاو وجافلين" وأسلحة أخرى يمكن استخدامها على الفور في ساحة المعركة.

وكان الرئيس جو بايدن قد طلب من الكونغرس تقديم مساعدات بقيمة 60.8 مليار دولار لأوكرانيا، لكن المبادرة تعثرت بعد أن رفض جمهوريون في مجلس النواب الدفع بمشروع القانون قدماً لبضعة أشهر.

وبمجرد التوقيع على مشروع قانون أوكرانيا وإسرائيل سيعود الزخم للتمويل المخصص لتجديد المخزونات مما يقلص مخاوف وزارة الدفاع (البنتاغون) من احتمال أن يضر استخدام سلطة السحب الرئاسية لمساعدة أوكرانيا بالاستعداد العسكري الأميركي.

وتسمح سلطة السحب الرئاسية للرئيس بإجازة نقل فائض أسلحة المخزونات الأميركية دون موافقة الكونغرس استجابة لحالة الطوارئ.

ومع ضخ أموال تجديد المخزون ستحصل شركات دفاع أميركية على تعاقدات أخرى مع استمرار دوران رحى الحرب الروسية - الأوكرانية.

ويتوقع خبراء زيادة في سجل الطلبات لدى شركة "رايثيون تكنولوجيز" إلى جانب شركات كبرى أخرى تحصل على عقود حكومية، مثل شركة "لوكهيد مارتن" و"جنرال ديناميكس" و"نورثروب جرومان" بعد إقرار مشروع قانون الإنفاق التكميلي.

مفاجآت لا تسر

قال قائد الحرس الوطني الأوكراني أولكسندر بيفنينكو اليوم الثلاثاء إن القوات الروسية ستقصف قطاعات غير متوقعة من الجبهة عندما تشن هجوماً واسعاً في الصيف على الأراضي الأوكرانية وقد تحاول التقدم نحو مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد.

وأضاف بيفنينكو أن ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تعرضت للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة في الأسابيع القليلة الماضية، لكن القوات الأوكرانية ستكون مستعدة لإحباط أي هجوم.

وقال بيفنينكو لموقع "ليجا دوت نت" الإخباري الأوكراني "نتخذ استعداداتنا. نعم، سيفاجئنا العدو بما لا يسرنا. سيعمل في مناطق لا نتوقعها، لكنه لن يحقق هدفه".

وتتقدم روسيا ببطء في الشرق، لكن أوكرانيا في انتظار المساعدات العسكرية الأميركية التي من المتوقع الموافقة عليها أخيراً هذا الأسبوع ووصولها قريباً إليها، مما يخفف النقص الحاد في الذخيرة وقدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية.

ويتوقع مسؤولون أوكرانيون هجوماً روسياً في أواخر الربيع أو خلال الصيف، ويعتقدون أن موسكو تريد الاستيلاء على بلدة تشاسيف يار الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية بحلول التاسع من مايو (أيار) تزامناً مع ذكرى يوم النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية.

هجوم روسي

قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على أوكرانيا بما في ذلك العاصمة كييف، مما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص في ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود بينهم أربعة أطفال.

وأوضح أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا عبر تطبيق "تيليغرام" أن الأطفال المصابين، ومن بينهم رضيعان، نقلوا إلى المستشفى إضافة إلى ثلاثة من البالغين المصابين.

وأضاف أن مباني سكنية عدة في المدينة تضررت واشتعلت فيها النيران، وقالت إدارة المدينة إن ما لا يقل عن 14 شقة لحقت بها أضرار.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 16 طائرة مسيرة هجومية على أوكرانيا، فضلاً عن صاروخين باليستيين قصيري المدى من طراز "إسكندر".

وذكرت القوات الجوية على "تيليغرام"، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 15 طائرة مسيرة فوق منطقتي أوديسا وميكوليف بجنوب أوكرانيا ومنطقة تشيركاسي بوسط البلاد ومنطقة العاصمة كييف، لكنها لم تفصح عن مصير الصاروخين.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة على تطبيق "تيليغرام"، إنه تم تدمير جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا على كييف، مضيفاً أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم.

وصرح حاكم ميكولايف فيتالي كيم على تطبيق "تيليغرام" أيضاً، إن حطام طائرة مسيرة ألحق أضراراً بمبنى بنية تحتية تجارية.

رسائل مضادة

في المقابل قالت سلطات منطقة بيلجورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، إن 120 مدنياً قتلوا في المنطقة خلال هجمات أوكرانية وأصيب 651 آخرون منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين.

وتعرضت مدينة بيلجورود لهجمات متكررة من المدفعية والطائرات المسيرة وجهات تعمل بالوكالة لصالح أوكرانيا خلال العام الماضي، وبدأت روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلجورود، إن من بين القتلى 11 طفلاً، كما أصيب 51 طفلاً بعضهم بترت أطرافه.

وأضاف جلادكوف في رسالة بالفيديو على تطبيق "تيليغرام"، "الوضع صعب للغاية. الهجمات مستمرة. الناس ما زالوا يموتون"، داعياً المواطنين إلى توخي الحذر خلال احتفالات عيد القيامة الأرثوذكسي في الخامس من مايو (أيار).

وتنفي كييف استهداف المدنيين، وتقول إن لها الحق في مهاجمة روسيا، لكن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن الهجمات على الأراضي الروسية قد تؤدي إلى تصعيد الحرب، وحاول وكلاء أوكرانيا مراراً وتكراراً اختراق الحدود والتوغل في بيلجورود.

وتقول روسيا إن استخدام الأسلحة الغربية لمهاجمة بيلجورود يظهر أن الغرب طرف في الحرب التي أسفرت عن مقتل وجرح آلاف عدة من الجنود.

ولم تعلن روسيا ولا أوكرانيا أرقام الضحايا بين القوات.

اتفاق أمني

في الأثناء، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أن البلدين "باشرا العمل على اتفاق أمني" ثنائي.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية إن "فريقينا - أوكرانيا والولايات المتحدة - باشرا العمل على اتفاق أمني ثنائي"، مؤكداً أيضاً أن كييف وواشنطن أحرزتا تقدماً في شأن تسليم أوكرانيا صواريخ أميركية بعيدة المدى من طراز "أتاكمز".

ووقعت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة "اتفاقات أمنية" مع دول أوروبية عدة بينها فرنسا والمملكة المتحدة وفنلندا.

وهذه الاتفاقات هي في الأساس تعهدات من جانب هذه الدول لمواصلة تقديم الدعم العسكري والمالي على المدى الطويل لأوكرانيا، لمساعدتها في التصدي للهجوم الروسي.

والسبت أقر مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بـ61 مليار دولار بعدما بقيت عالقة طوال أشهر بسبب صراعات سياسية داخلية في واشنطن.

 

والإثنين وعد بايدن، في اتصال هاتفي مع زيلينسكي، بأن يرسل إليه "سريعاً" مساعدات عسكرية "مهمة" ما أن يصادق الكونغرس الأميركي نهائياً عليها، مشدداً على أن هذه المساعدات ستلبي "الاحتياجات الملحة لأوكرانيا في ساحة المعركة" وعلى صعيد الدفاع الجوي.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، "أنا ممتن لجو بايدن لدعمه الراسخ لأوكرانيا ولقيادته العالمية الفعلية"، موضحاً أن نظيره الأميركي أكد له أن رزمة المساعدات الجديدة ستكون "سريعة وقوية وستعزز قدراتنا على الصعيد الدفاع الجوي والبعيد المدى والمدفعية".

قصف يدمر برجاً للبث التلفزيوني في خاركيف

وقال زيلينسكي إن هجوماً صاروخياً روسياً دمر برجاً للبث التلفزيوني يبلغ طوله 240 متراً في خاركيف الإثنين واصفاً ذلك بأنه مسعى متعمد من موسكو لجعل ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا غير صالحة للسكن.

وأظهرت لقطات العمود الرئيس لبرج التلفزيون وهو ينكسر ويسقط على الأرض في المدينة التي تتعرض لقصف صاروخي وضربات بطائرات مسيرة منذ أسابيع، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

وقال الزعيم الأوكراني إنه أبلغ بايدن بالهجوم الجوي الذي وقع قبل بضع دقائق من حديثهما عبر الهاتف. وأضاف على تطبيق الرسائل "تيليغرام"، "نية روسيا الواضحة هي جعل المدينة غير صالحة للسكن".

ويقطن خاركيف الواقعة في شمال شرقي البلاد 1.3 مليون نسمة وتبعد المدينة 30 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، مما يجعلها هدفاً سهلاً للصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى مع تضاؤل ​​الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وتعرضت مرافق الطاقة في خاركيف لأضرار بالغة خصوصاً منذ أن بدأت روسيا الشهر الماضي استهداف نظام الطاقة بضربات كبيرة.

تصريحات متضاربة في شأن السيطرة على نوفوميخيليفكا

وأعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قرية نوفوميخيليفكا الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك الأوكرانية في ثاني تقدم تعلنه خلال يومين، لكن الجيش الأوكراني قال إنه لا يزال يسيطر على القرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس الإثنين إن قواتها الجنوبية سيطرت بالكامل على نوفوميخيليفكا "وحسنت الوضع التكتيكي على جبهة القتال".

لكن قائد اللواء 79 للهجوم البرمائي الأوكراني، يفهين شماتاليوك، الذي يقاتل على خط المواجهة في دونيتسك، قال إن قواته تسيطر على 15 إلى 20 في المئة من القرية، في حين أن بقيتها تحت "سيطرة النيران" الأوكرانية.

وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية نشرت على صفحة اللواء على "فيسبوك"، "لن نتحرك في أي مكان سوى الأمام".

وأفادت روسيا الأحد بأنها سيطرت على قرية بوهدانيفكا الواقعة إلى الشمال. وتقع بوهدانيفكا شمال شرقي تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية على أرض مرتفعة يمكن أن تفتح الطريق أمام روسيا للتقدم في عديد من "المدن الحصينة" في شرق أوكرانيا في حال الاستيلاء عليها.

وإذا تأكدت المكاسب الروسية فسيسلط ذلك الضوء أكثر على ضرورة تلقي أوكرانيا لمساعدات عسكرية أميركية جديدة تزيد قيمتها على 60 مليار دولار بصورة عاجلة. 

الاتحاد الأوروبي يقصر عن التعهد بتقديم منظومة "باتريوت"

من جانبهم، قال وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين إنهم يبحثون بصورة عاجلة كيفية توفير مزيد من الدفاعات الجوية لأوكرانيا لكنهم لم يصلوا إلى حد التعهد بتقديم أنظمة "باتريوت" للدفاع الصاروخي التي تريدها كييف بشدة.

ومنذ أن بدأت أوكرانيا حملة للحصول على مزيد من صواريخ باتريوت في الأسابيع القليلة الماضية، كانت ألمانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد التي تعهدت بتوفير بطارية صواريخ إضافية.

والدول الأوروبية الأخرى، بما في ذلك اليونان وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد، لديها أيضاً أنظمة "باتريوت".

وعبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن إحباطه لعدم وجود تعهدات أخرى، قائلاً إنه يحاول "جعل الجميع يفهمون ويدركون" الحاجة إلى بذل مزيد لمساعدة كييف.

وقال بوريل بعد الاجتماع "ليس لدي صواريخ باتريوت في بروكسل، صواريخ باتريوت موجودة في العواصم. والأمر متروك لهم لاتخاذ القرارات في هذا الصدد".

ومع تصعيد روسيا هجماتها الجوية على البنية التحتية للطاقة والمدن في أوكرانيا، تتعرض حكومات الاتحاد الأوروبي لضغوط من أجل توفير مزيد من أنظمة الحماية لكييف.

وقال وزراء الاتحاد الأوروبي إن تصويت مجلس النواب الأميركي بالموافقة على حزمة مساعدات حجمها 60 مليار دولار لأوكرانيا يجب ألا يؤدي إلى أي تهاون من جانبهم.

لكن الدول التي تملك صواريخ باتريوت الأميركية الصنع لم تتعهد اليوم بتقديمها لأوكرانيا، التي تستخدمها بالفعل وتريدها بشدة لقدرتها على إسقاط الصواريخ الباليستية السريعة الحركة.

وقال زيلينسكي الأسبوع الماضي إن أوكرانيا بحاجة إلى ما لا يقل عن سبع منظومات "باتريوت" أو غيرها من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لمواجهة الضربات الجوية الروسية.

محادثات مع حلفاء فرديين

وذكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بعد اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين إن كييف تجري محادثات مع حلفاء فرديين في شأن توريد أربع بطاريات "باتريوت".

وقال كوليبا للإذاعة الوطنية "المفاوضات جارية بيننا وبين الدول المعنية والولايات المتحدة". ويقول المسؤولون إنه من الصعب التخلي عن صواريخ باتريوت لأنها جزء لا يتجزأ من الدفاعات الوطنية.

وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن ستوكهولم وافقت بالفعل على منح أسلحة دفاع جوي، بما في ذلك منظومة "آر بي أس 70" المحمولة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت السويد ستقدم أيضاً صواريخ "باتريوت"، قال "لا أستبعد هذا الاحتمال ولكننا نركز الآن على المساهمة المالية ولكن من المحتمل أيضاً (أن نقدم مزيداً من المنظومة) آر بي أس 70 لأن ذلك قد يخفف بعض الضغط على صواريخ باتريوت".

ودائماً ما قاومت اليونان إرسال أنظمة دفاعية أو طائرات مقاتلة واسعة النطاق إلى أوكرانيا، لأسباب على رأسها التوتر بينها وبين تركيا، على رغم أنها أرسلت أسلحة وذخيرة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت اليونان تخطط لإرسال أنظمة صواريخ أرض-جو (أس-300) إلى أوكرانيا، قال المتحدث باسم الحكومة بافلوس ماريناكيس في أثينا "لن تكون هناك أي خطوة من شأنها أن تعرض قدرة الردع أو الدفاع الجوي للبلاد للخطر ولو لأدنى حد".

المزيد من دوليات