Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي سيحدث "تغييرا جوهريا" في عالم الصحافة

حذر ديفيد كاسويل من أن "الخطر يكمن في أن شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة تعمل بوتيرة أسرع من طواقم التحرير"

ظهرت التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي خصوصاً مع تطبيق "تشات جي بي تي" في نوفمبر 2022 (رويترز)

يرى المستشار ديفيد كاسويل الذي عمل سابقاً لدى "ياهو" و"بي بي سي نيوز لاب" في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن الذكاء الاصطناعي يغير بصورة جذرية عمل الصحافيين، وسيؤدي قريباً إلى "تغيير جوهري في نظام المعلومات".

وعن صور التغيير التي قد يشهدها عمل الصحافيين بفعل الذكاء الاصطناعي يقول كاسويل، "لا نعرف بعد، لكننا نحاول رؤية الاحتمالات. أصبحت الأمور أكثر وضوحاً... سيتم إنشاء مزيد من الوسائل الإعلامية وتغذيتها بواسطة الآلات. وستجمع هذه الآلات المعلومات، وسيكون لها إنتاج أكبر للمحتويات بالصوت والفيديو والنص. وهذا تغيير جوهري في نظام المعلومات، والصحافة على وجه الخصوص. وهو يختلف هيكلياً عن النظام القائم حالياً". ويضيف، "لا نعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر، ربما سنتين أو أربع أو سبع سنوات. أعتقد أنه سيكون أسرع في ظل المستويات الضعيفة من الاعتراض. وقد تكون هناك مشكلات قانونية، كما أن عادات الاستهلاك للأشخاص والصحافيين تؤدي أيضاً إلى إبطاء العملية، لكن ليست هناك حاجة إلى أجهزة جديدة، ولا حاجة إلى الخبرة الفنية أو كثير من المال لإنتاجها. كل ما شكل حواجز في الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي لم يعد موجوداً بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي".

أداة للتحليل والتلخيص

ويشير كاسويل إلى وجود "فئة من الأدوات تسمح بتدفق للمحتويات عبر الذكاء الاصطناعي، وتستخدم على سبيل المثال في الدنمارك من جانب مجموعة ’جي بي/ بوليتيكنس‘ (JP/Politikens) لزيادة الكفاءة. وهذا الأمر مفيد للمرحلة اللاحقة في العملية الانتقالية لنموذجهم لأنه ثمة بنية تحتية قائمة خلف الأداة. وتعمل (غوغل) على إنشاء أداة ’جينيسيس‘ (Genesis)، والتي تختبر في الولايات المتحدة من خلال منشورات مدفوعة. سنرى أدوات مطورة من منصات أخرى". ويوضح أنه "في المجمل تستخدم العناصر المجمعة والملفات بنسق ’بي دي أف‘ (PDF) والنسخ والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو. تساعد الأداة على التحليل والتلخيص والنسخ. يعمل الصحافي على تنسيق المحتوى والتحقق منه وتحريره تدريجاً. تصبح مهمته إدارة الأداة. إنها تعمل كأداة، ولكن هل ستعمل في غرف الأخبار على نطاق واسع؟ فهل سيكون هذا منتجاً على المدى الطويل؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتحدث كاسويل عن التغييرات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في عالم الصحافة قائلاً، "في العقد الماضي، كان الأمر مكلفاً للغاية. كان عليك إنشاء مخزن بيانات، وإبرام اتفاقية مع ’أمازون‘ أو ’غوغل كلاود‘، وتوظيف خبراء ومهندسين، وكان ذلك استثماراً كبيراً. فحسب ’بي بي سي‘، أو ’نيويورك تايمز‘ أو هذا النوع من المنظمات الصحافية يمكنه تحمل كلفه. لم يعد هذا الحال مع الذكاء الاصطناعي التوليدي. من الممكن إدارة تدفق المعلومات من خلال واجهة مدفوعة مقابل 20 دولاراً شهرياً. لا حاجة إلى الترميز. كل ما يتطلبه الأمر هو الدافع والحماس والفضول".

مواكبة التطور

ويضيف كاسويل، "يمكن لأشخاص كثر في غرف الأخبار ممن لم يشاركوا في هذا المسار في الماضي لأنهم لم يتلقوا التدريب الفني أن يستخدموه اليوم. إنه أكثر انفتاحاً كصورة من صور الذكاء الاصطناعي. أعتقد أنه جيد، لكنه سيحدث تغييراً كبيراً في طواقم التحرير". ويوضح أن "الذكاء الاصطناعي موجود منذ خمسينيات القرن الماضي، لكن بالنسبة للتطبيقات العملية، ظهر الذكاء الاصطناعي مع ’تشات جي بي تي‘ (في نوفمبر 2022). سيستغرق الأمر سنوات عدة قبل أن نفهم ما يمكننا إنشاؤه من أمور قابلة للاستمرار. هناك كثير من الأشياء التي يمكن تنفيذها".

ويحذر كاسويل من أن "الخطر يكمن في أن شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة تعمل بوتيرة أسرع من طواقم التحرير. شركات ناشئة كثيرة ليس لديها عنصر تحريري. يمكنها استيعاب البيانات الصحافية والتقارير وعناصر الشبكات الاجتماعية". ويضيف، "على مدى السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية، لم تكن هناك رؤية للصحافة في عالم الشبكات الاجتماعية. يمنح الذكاء الاصطناعي فرصة لتغيير هذا الوضع، للمشاركة في نظام جديد. من الجيد أن نكون متفائلين، وأن نستكشف ونجري تجارب ونغير رؤيتنا للأمور. أرى ذلك. وكما يقول جيلاني كوب، عميد كلية الصحافة في جامعة كولومبيا، فإن الذكاء الاصطناعي قوة لا يمكن تجاهلها، ويجب على الصحافة أن تنظم نفسها حولها. وليس العكس".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير