Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب: لسنا بحاجة لنفط الشرق الأوسط لكننا سنعمل على حمايتهم

محللون: تصريحات الرئيس الأميركي ارتجالية وغير مدروسة وصناع القرار مؤسسات معروفة كالبنتاغون والكونغرس

ترمب الذي قلل من تأثر الولايات المتحدة الأميركية بما يحدث في نفط الشرق الأوسط (AFP)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تصريحات أمس الأثنين 16 سبتمبر (أيلول) من أمام البيت الأبيض خلال لقائه مع صحافيين، إن بلاده ليست في حاجة إلى نفط الشرق الأوسط. وقال ترمب" لسنا بحاجة لنفط الشرق الأوسط لكننا سنعمل على حمايتهم ".

ويلمح الرئيس الأميركي إلى أنه إذا ما أرادت الرياض حمايتها فإن "عليها أن تدفع الأموال مقابل ذلك".

ترمب الذي قلل من تأثر الولايات المتحدة الأميركية بما يحدث في صناعة النفط في الشرق الأوسط  ينفي بأنه قطع وعدا للسعوديين بأنه سيعمل على حمايتهم لكن عليهم أن يدفعوا الأموال. يقول " السعوديون أنفقوا 400 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة ، إنهم حلفاء رائعون، لكن يجب علينا أن ندرك بأن الهجوم تعرضت له السعودية وليس الولايات المتحدة".

إلى ماذا يهدف الرئيس الأميركي حيال هذه التصريحات المتكررة وهل الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط  ؟

الاقتصاد الأميركي جزء من الاقتصاد العالمي

يعترف محللون سعوديون  بأن ظاهر هذه التصريحات صحيح ، لكن ثمة أمر يجب أن يدركه الجميع وهو أن الولايات المتحدة الأميركية ليست بمعزل عن الاقتصاد العالمي، إذ أنها ستتأثر حتما بتأثر السوق العالمية حال وجود هجمات أو اعتداءات على امدادات النفط كما حدث لمنشأتي النفط السعوديتين. 

يقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبدالله الرفاعي "أميركا بلد أصبح إنتاجها للنفط يفوق احتياجها وبدأت بالتصدير، لكنها لا تستطيع العيش بمعزل عن إمدادات الطاقة التي تصدر بنسبة 40% من الخليج، ذلك لأن اقتصاد الولايات المتحدة يعتمد على شراكات مع دول العالم وفي حال انخفاض امدادات الطاقة فإن أسعار الطاقة سترتفع بشكل جنوني وسيكون انعكاسه على الداخل الأميركي."

تصريحات ترامب " ارتجالية وغير مدروسة "

ويقلل الرفاعي من تأثير تصريحات ترمب أو من تغريداته التي غالبا ما تكون " ارتجالية وغير مدروسة  " فالقرار النهائي وصناع القرار الأميركي والمؤسسات المعروفة كالبنتاغون والكونغرس والخارجية الأميركية هي من تحدد في النهاية القرار ولهذا تتعامل الرياض مع تلك التصريحات "بهدوء ورزانة". بحسب قوله.

حلف عالمي لحماية الاقتصاد العالمي

ويتوقع الأكاديمي السعودي بأن يكون هناك تحرك دولي لإنشاء تحالف يعمل على حماية الاقتصاد العالمي لأن الهجوم الذي تعرضت له منشآت أرامكو النفطية في السعودية لم يكن الهدف الرئيسي منه السعودية، بل المستهدف الأول هو " الاقتصاد العالمي " الذي قال عنه بأنه لم يتعاف بعد من نكسة العام 2008 ولهذا لن تترك الدول العظمى مصالحها وسط هذه العبثية والهجمات التي تقف وراءها الميليشيات الإرهابية الإيرانية ".

ويرى المحلل السياسي حمود الرويس بأن الرئيس الأميركي يلجأ للتصريحات السياسية ليضمن بها استقرار النفط وفيها أيضا تطمينات للاقتصاد الأميركي، كما أنه بحسب قول الرويس " يعمل على التحضير للانتخابات القادمة في 2020"

هل السعودية قادرة على حماية مصالحها دون حماية من أمريكا ؟

يجيب الرفاعي"نعم السعودية قادرة على حماية أمنها القومي دون الاستعانة بأحد، ويضيف بأن " أميركا تعد حليفا للسعودية، لكن الأخيرة تعتمد على قدراتها وإمكانياتها، ولا شك أنها تستعين أحيانا بالحلفاء كما حدث في حرب الخليج عام 1990."

ويضيف الرويس في حديثه أن تصريحات ترمب هي بمثابة وعد للناخبين الأميركيين بعدم الدخول في عمليات عسكرية، لأنه حين يقول العكس وبأنه سيعمل على حماية السعودية فإنه هذا الأمر سيستغل من قبل الخصوم في الداخل الأميركي له ".

لذلك هو يحاول امتصاص تلك الحملات الداخلية من خلال تطمينات وتصريحات كهذا التصريح، لكنه كما يقول الرويس "سيعاود الحديث عن دعم السعودية لأنه يدرك أن الإصلاحات الاقتصادية التي أجراها داخل الولايات المتحدة هي نقطة قوته، ولن يقبل الإضرار بها حين يحاول خسارة الجانب السعودي."

المزيد من العالم العربي