Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد الطفرة القياسية للنفط ...هل توقفت الصدمة عند ارتفاع الأسعار؟

أسواق الملاذات الآمنة تنتعش... والغاز الطبيعي وأسهم شركات الطيران تتصدر الخاسرين

عامل يزود سيارة في محطة وقود في مدينة جدة السعودية (أ.ب.)

حالة من الارتباك في غالبية الأسواق العالمية أعقبت الهجوم الذي تعرضت له مواقع نفط تابعة لشركة "أرامكو" السعودية، يعد أبرزها تسجيل أسعار النفط لأكبر مكاسب يومية في أكثر من 28 عاما.

وبلغت المكاسب ما يقرب من 20% في أول يوم من عودة السوق للعمل بعد عطلة الأسبوع الماضي، لكن السوق قلصت مكاسبها لترتفع الأسعار بنحو 14% عند تسوية تعاملات أمس الاثنين. وعند التسوية، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 14.7% ليصل إلى 62.90 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لهذا العقد الأكثر نشاطاً منذ 21 مايو (أيار) الماضي.

وارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 14.2% ليصل إلى 68.79 دولار للبرميل، بعد أن قفز 19.5% في مستهل التعاملات الآسيوية.

وفي تعاملات مبكرة من اليوم، انخفض خام برنت 30 سنتا أو 0.4% إلى 68.72 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57 سنتا، أو 0.9% إلى 62.33 دولار للبرميل. وفي وقت سابق هبط الخامان القياسيان بنحو 2% لكل منهما.

برنت قد يسجل 75 دولاراً في وقت قريب

وعلى الرغم من الارتفاعات التي سجلتها أسعار النفط خلال اليومين الماضيين، لكن بنك "غولدمان ساكس" توقع أن يرتفع سعر خام "برنت" أعلى مستوى 75 دولاراً للبرميل.

وأوضح في مذكرة بحثية أن الهجوم كان بمثابة تعطل تاريخي كبير للبنية التحتية الحيوية للنفط، وأن تلك الأحداث تمثل تصعيداً حاداً في التهديدات بالنسبة إلى المعروض العالمي مع مخاطر مزيد من الهجمات. وأضافت المذكرة "قد تستمر مستويات الانخفاض الحالية والتي تم الإعلان عنها إلى أكثر من 6 أسابيع".

وشدد "غولدمان ساكس" على أن ارتفاع أسعار النفط سيعتمد على الفترة التي ستستغرقها أرامكو من أجل استعادة الإنتاج بصورة كاملة.

وتابعت "نقص الإنتاج لفترة قصيرة للغاية من المحتمل أن يرفع الأسعار لتعكس التوترات المتنامية في الشرق الأوسط، ولكنه سيرفع سعر البرميل بمستوى يتراوح بين 3 دولارات إلى 5 دولارات للبرميل". وأشارت إلى أنه من الصعب تقدير حجم هذا الارتفاع في الأسعار في ظل عدم وجود تعليقات رسمية على الجدول الزمني وحجم خسائر الإنتاج.

وواصلت "من المرجح أن يؤدي الانقطاع الصافي الشديد بمقدار 4 ملايين برميل يومياً لأكثر من ثلاثة أشهر إلى رفع الأسعار أعلى 75 دولارا للبرميل".

العملات بين رابحين وخاسرين

وخلال الساعات الأولى التي أعقبت الهجوم، تعرضت الأسواق العالمية إلى تقلبات حادة لم تقتصر على أسعار النفط التي اشتعلت، ولكنها امتدت إلى أسواق الأسهم العالمية والعربية والخليجية، وأسواق العملات، وانتقلت التداعيات إلى سوق الأصول والملاذات الآمنة.

على صعيد سوق العملات، فقد ارتقع سعر صرف الدولار الأميركي أمام اليورو بنحو 0.6% إلى 1.1001 دولار، بينما انخفض أمام الين بنسبة 0.1% عند 107.97 ين.

وصعدت الورقة الأميركية الخضراء أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% عند 1.2422 دولار، كما زادت أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.2% مُسجلة 0.9920 فرنك.

وخلال تلك الفترة ارتفع مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسة بنحو 0.4% مُسجلاً 98.644 بعد أن سجل مستوى 98.712 في وقت سابق من التعاملات، وهو أعلى مستوى منذ 3 سبتمبر (أيلول) الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمكنت عملات الدولار المصدرة للنفط من إحراز مكاسب كبيرة مع نقص المعروض من الخام، فيما هبطت عملات الدولار المستوردة. حيث زاد الدولار الكندي أمام العملة الأميركية بنحو 0.2% إلى 1.3263 دولار كندي. كما صعدت العملة النرويجية أمام الدولار بنسبة 0.09% عند 8.9785 كرونة.

وعلى الجانب الأخر، تراجع أداء عملات الدول التي تستورد النفط، مثل الليرة التركية التي انخفضت أمام الدولار الأميركي بنسبة 0.5% عند 5.7170 ليرة. كما هبطت الروبية الهندية أمام الدولار الأميركي بنسبة 0.9% عند 71.5388 روبية.

سوق الملاذات الآمنة تواصل انتعاشها

ومع حالة عدم اليقين التي خلقها الحادث اتجهت التعاملات نحو سوق الأصول والملاذات الآمنة، حيث ارتفعت أسعار الذهب وانخفض العائد على السندات الحكومية.

وخلال تلك الفترة، زاد سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنحو 0.9% أو ما يعادل 12.70 دولار عند 1512.20 دولار للأوقية. كما ارتفع سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 1% مُسجلاً 1503.45 دولار للأوقية.

وعلى صعيد أداء السندات، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس ليصل إلى 1.841%. كما هبط العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط مُسجلاً 0.726%. أما العائد على سندات الخزانة الألمانية لأجل 10 سنوات فتراجع بمقدار نقطتين مُسجلاً -0.468%.

الغاز الطبيعي يتصدر قائمة الخاسرين

وفي تقرير، ذكر بنك "غولدمان ساكس" أن الغاز الطبيعي قد يكون الخاسر من الارتفاع القوي لأسعار النفط بعد الهجوم على "أرامكو" السعودية.

وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط دفع الشركات إلى زيادة الإنتاج من الحقول الصخرية. وقال إن التأثير غير المباشر لضخ المزيد من النفط هو الغاز الإضافي المتدفق من الآبار كمنتج ثانوي في سوق مشبعة بالفعل.

وأضاف "الزيادة المستمرة في أسعار النفط قد ينتهي بها الأمر إلى تأثير هابط على الغاز الطبيعي". ومع ذلك، فإن احتمال تدفق كميات جديدة من الإمدادات لم يزعج المستثمرين، حيث ارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 2.8% إلى 2.69 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وامتدت التداعيات إلى قطاع الطيران، حيث شهدت أسهم شركات الطيران الأميركية والبريطانية هبوطاً قوياً في التعاملات التي أعقبت الهجوم على "أرامكو" السعودية والذي دفع أسعار النفط لمكاسب حادة.

وتأثر سهم شركة الخطوط الجوية الأميركية "أميركان إيرلاينز" سلباً بالحادث ليكون الأسوأ أداءً في "وول ستريت"، حيث تراجع 5% خلال التعاملات، لكنه قلص خسائره إلى 1.6% ليصل 28.38 دولار. وفي ظل هذا الهبوط يتجه السهم لتسجيل أول تراجع في 10 جلسات متتالية.

كما تراجع سهم شركة "دلتا إيرلاينز" بنحو 1.7% إلى 58.26 دولار، كما انخفض سهم "يونايتد كونتينينتا" بنسبة 3.1% إلى 88.47 دولار.

كما هوت أسهم شركات الطيران البريطانية، حيث تراجع سهم "بريتش إير واي" بنحو 2.7% إلى 445.10 إسترليني. وأيضاً هبط سهم شركة "إيرباص" بنحو 3.4% إلى 121.24 يورو، وتراجع سهم "إير فرانس" بنسبة 3.2% إلى 9.174 يورو.

5 شركات نفط وبتروكيماويات مصرية تستفيد من الأزمة

في مصر، توقع تقرير أعدته وحدة أبحاث "مباشر"، أن تتأثر 5 شركات من الأزمة التي تشهدها أسعار النفط في الوقت الحالي، وتضم القائمة شركات القابضة المصرية الكويتية والقلعة وأموك وسيدي كرير، وماريديف قد تستفيد من تلك الارتفاعات المؤقتة.

وأوضح التقرير أن هذه الشركات سوف تستفيد من خلال محورين، الأول هو ارتفاع الأسعار العالمية للنفط، وهي التي ترتبط بمعامل ارتباط قوي مع الأسعار العالمية للمنتجات النهائية لسيدي كرير، وخصوصاً البولي إيثيلين.

ويعني ذلك أن أيّ تحسن في السعر العالمي للبولي إيثيلين قد ينعكس إيجابياً على نتائج سيدي كرير وعلى نتائج شقيقتها إيثيدكو، والتي تمتلك فيها سيدي كرير حصة 20%، والمحور الثاني هو أن أغلب شركات البتروكيماويات سعودية.

وأعلنت شركة "سابك" أن متوسط نسبة التأثر بلغ نحو 50%، وشركات البتروكيماويات السعودية تعتبر منافساً حقيقياً وصريحاً لسيدي كرير للبتروكيماويات المصرية، وقد يكون لهذا العامل تأثير إيجابي غير مستدام على سيدي كرير خلال الأجل القصير.

وذكر التقرير أن سيدي كرير للبتروكيماويات ستستفيد من الأحداث؛ حيث إن القابضة الكويتية تمتلك شركة "سبريا مصر" للبتروكيماويات، وهذه الشركة أسهمت بنحو 24.2% من الإيرادات المجمعة للقابضة المصرية الكويتية في النصف الأول 2019 على سبيل المثال، وبالتالي فإن أيّ تحسن في أسعار البتروكيماويات والتصدير قد يؤثر إيجاباً على نتائج القابضة المصرية الكويتية.

وذكر التقرير أن شركة "أموك"، وهي مصفاة تكرير بترول مصرية، تعمل بطاقة إنتاجية بنحو 34.44 ألف برميل يومياً من المنتجات النفطية المكررة وتعمل منذ 2002.

ولفت إلى أن مشكلة أموك الرئيسة أن نحو 40 إلى 45% من إيرادات مبيعاتها يتحقق من منتج المازوت، والذي انخفض استهلاك محطات الكهرباء المصرية منه بعد طفرة إنتاج الغاز في مصر، مما اضطر أموك إلى خلطه بالسولار (الأعلى قيمة مضافة) من أجل تحسين خواصه وتصديره.

ومن المفترض أن أموك تخطط لمشروع جديد لتكسير المازوت الثقيل إلى منتجات نفطية مكررة أعلى قيمة مضافة، وتتمتع بطلب أعلى من السوق المحلية والعالمية وتتطلب مواصفات مقبولة بيئياً، غير أن هذا المشروع ما زال قيد الدراسة.

ولفت التقرير إلى أن شركة القلعة تمتلك حصة في الشركة المصرية للتكرير بنحو 13%، ولكن استفادة القلعة تتطلب التشغيل التجاري للشركة المصرية للتكرير وسط أسعار نفط مرتفعة لتفرض أسعار عالمية مرتفعة للمنتجات المكررة.

ومن المفترض أن تنتج الشركة نحو 100 ألف برميل يومياً من المنتجات النفطية المكررة ونحو 48% من إنتاجها السنوي عبارة عن السولار بمعايير الاتحاد الأوروبي وباقي المنتجات ذات قيمة مضافة مرتفعة.

وأوضح التقرير أن هذا يعني أن المصرية للتكرير ستكون الأحدث في مصافي التكرير المصرية. وكانت القلعة كانت قد أعلنت أنها تتوقع إيرادات سنوية مجمعة قيمتها 90 مليار جنيه (5.45 مليار دولار) في 2020، منها 3.6 مليار دولار تحققها المصرية للتكرير في 2020 والباقي قيمته 20 مليار جنيه (1.21 مليار دولار) تحققها الشركات التابعة الأخرى لشركة القلعة.

ووفقاً لحصة القلعة في المصرية للتكرير وهي 13%، ومع افتراض أن باقي استثمارات القلعة في الشركات التابعة بالكاد تصل إلى نقاط التعادل، فإن ربحية السهم لشركة القلعة قد تصل إلى 0.28-0.32 جنيه في 2020 مقابل سعر سوقي حالي يبلغ 2.69 جنيه للسهم. ومن الممكن أن تستفيد من ارتفاع أسعار النفط وأزمة أرامكو في حالة كانت الهجمات على أرامكو قد تعطل الإنتاج لأجل متوسط أو طويل، وهو لم يحدث ولا تتوقعه "مباشر تداول".

ولفت التقرير إلى أنه في حالة الحاجة لصيانات ضخمة في البنية الأساسية لشركة أرامكو في الحقول البحرية، وهي التي قد تنافس عليها ماريديف، أو في حالة تسارع أسعار النفط واستدامتها بالكيفية التي ينتج عنها طفرة في مشروعات التنقيب وإنتاج النفط والغاز من الحقول البحرية بشكل عام.

وأشار إلى أن ماريديف قد تستفيد من الطفرة المتوقعة في أنشطة تحلية مياه البحر في مصر والعالم في الفترات المقبلة.

وبذلك قد تكون في أخر حلقات الشركات المستفيدة من ارتفاع أسعار النفط؛ حيث إنها ترتبط أكثر بالاستثمار طويل الأجل في قطاع الإنتاج النفطي من الحقول البحرية، وليس الحقول البرية مثل حالة النفط الصخري.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة