Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبح كارلو أنشيلوتي المدرب الأنجح في كرة القدم الأوروبية؟

يستعد المخضرم الإيطالي للسير في طريق تتويج ريال مدريد بلقب دوري الأبطال للمرة الـ15

كارلو أنشيلوتي المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

الجوانب الخفية في شخصية أنشيلوتي تكشف كيف وصل إلى إنجازاته غير المسبوقة وسط منافسة شرسة مع أبرز مدربي أوروبا

يخوض فريق ريال مدريد الإسباني، غداً الثلاثاء، أولى مواجهتين مصيريتين أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، في الدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، إذ يسعى النادي الملكي الإسباني للعبور إلى المربع الذهبي واستكمال طريقه نحو اللقب الـ15 في تاريخه بالبطولة متحدياً سعي بطل إنجلترا للدفاع عن لقبه الذي حققه في الموسم الماضي وسط ثلاثية تاريخية.

وتستحوذ هذه المواجهة التي تقام مباراتها الأولى في استاد سانتياغو برنابيو ذهاباً، وفي استاد الاتحاد إياباً، على غالبية الأهمية والتتبع الجماهيري نظراً إلى قوة الناديين والطابع التنافسي والثأري لأي مباراة بينهما، ففي موسم (2021 - 2022) كان مانشستر سيتي بوابة ريال مدريد نحو النهائي والتتويج باللقب للمرة الـ14 في تاريخه، ثم في الموسم الماضي (2022 - 2023) رد مانشستر سيتي بقوة باكتساح البطل الإسباني برباعية نظيفة إياباً بعد التعادل (1-1) ذهاباً في الدور نصف النهائي، ليكون النادي الملكي بوابة مانشستر سيتي نحو النهائي والتتويج بلقبه الأول في البطولة.

وتفتح مواجهة (ريال مدريد - مانشستر سيتي) حديثاً جانبياً عن التنافسية والأفضلية بين الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، والإسباني بيب غوارديولا صاحب المسؤولية الفنية في مانشستر سيتي، الذي يعد على نطاق واسع أفضل مدرب كرة قدم في العصر الحالي وربما عبر التاريخ.

وعلى رغم التفوق الواضح لغوارديولا على مدربي الألفية الحالية في شأن التتويج بالألقاب الكبرى، حيث حقق 37 لقباً، لكن أنشيلوتي يتقاسم المركز الثاني مع البرتغالي جوزيه مورينيو ولكل منهما 26 لقباً، مع الأخذ في الاعتبار أن أنشيلوتي هو المدرب الوحيد في تاريخ القارة العجوز الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، من بينهم مرتان مع ميلان الإيطالي في موسمي (2002 - 2003) و(2006 - 2007)، ومع ريال مدريد في موسمي (2013 - 2014) و(2021 - 2022)، وأنه المدرب الوحيد الذي حقق لقب الدوري المحلي في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا).

لكن بعيداً من الإنجازات الملموسة والإحصاءات المدونة في أرشيف التاريخ، كشف أحد المساعدين السابقين للمخضرم الإيطالي جوانب أكثر تميزاً في شخصيته القيادية مما مهد الطريق أمام إنجازاته التي دفعت إدارة ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي للإعلان عن تجديد عقده حتى نهاية يونيو (حزيران) 2026.

بول كليمنت الذي كان بمثابة الذراع اليمنى لأنشيلوتي في تشيلسي الإنجليزي بين 2009 و2011، وباريس سان جيرمان الفرنسي بين 2012 و2013، وفي فترته الأولى في ريال مدريد بين 2013 و2015، وفي بايرن ميونيخ الألماني بين 2016 و2017، تحدث عن الجوانب الشخصية للمدرب الإيطالي البالغ من العمر 64 سنة. وقال لصحيفة "ذا صن" البريطانية إن "أنشيلوتي يتبع طريقة محددة في تخفيف الضغط عن نفسه بالذهاب إلى المطاعم المختلفة ومشاهدة الأفلام مع عائلته للاسترخاء".

وسلط كليمنت الضوء على قدرة أنشيلوتي على التأقلم مع مستجدات كرة القدم وإيجاد الحلول التكتيكية للمشكلات التي تطرأ، وإدارة فرق تضم نجوماً كباراً.

وكمثال على قدرة أنشيلوتي على التأقلم وإيجاد الحلول التكتيكية، أشار المدرب الإنجليزي إلى أنه "في ريال مدريد كان لدى كارلو فكرة عن كريستيانو رونالدو كمهاجم صريح، لذلك لم يكن عليه أن يتراجع، فدخل في مناقشة مع كريستيانو، الذي أخبره أنه يفضل اللعب على الجهة اليسرى، وأدرك كارلو أنه كان عليه أن يشعر نجمه بالراحة لذلك قام بدمج نظامين للعب، فجعل الفريق يلعب بالرسم التكتيكي (4 - 3 - 3) في حالات الهجوم، مع الإبقاء على رونالدو في الجهة اليسرى، ثم التحول إلى الرسم التكتيكي (4 - 4 - 2) في حالات الدفاع مع تحول رونالدو إلى قلب الهجوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "ترى كثيراً من ذلك الآن، ولكن في ذلك الوقت كان ثورياً تماماً، إنه بارع في إدارة اللاعبين، ليس فقط اللاعبين المشهورين، ولكن أيضاً هو بارع في التعامل مع ملاك الأندية، سيلفيو بيرلسكوني في ميلان، ورومان أبراموفيتش في تشيلسي، وفلورنتينو بيريز في ريال مدريد، يمكنكم كتابة كتاب عن ذلك فقط".

وانتهز كليمنت الفرصة لإزالة الغموض عن جانب آخر في شخصية أنشيلوتي التي تبدو هادئة في غالبية الأحيان، وضرب مثالاً بما حدث مع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في باريس سان جيرمان. وقال "هناك خط لا يمكن تجاوزه، في إحدى المباريات ضد إيفيان، كان غاضباً في فترة الاستراحة وركل كرة في صندوق أصاب زلاتان في رأسه، ربما كانت تلك أكثر مرة رأيته فيها غاضباً".

"إنه بارد جداً مع نفسه، يبدو هادئاً، وهذا لا يعني أنه ليس متوتراً من الداخل، لكن هدوء أنشيلوتي الخارجي ينعكس على لاعبيه وهذا يمنحهم الثقة"

وأردف "إحدى أعظم قدرات أنشيلوتي هي قدرته على إدارة الضغوط وهذا ما منحه طول العمر، لا يمكنك أن تقضي نصف مباراة في ريال مدريد من دون أن تتعرض للانتقاد، لكنه عنيد".

وضرب مثالاً "عندما فازوا بدوري أبطال أوروبا قبل عامين ووجدوا أنفسهم في مواقف يائسة أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي والسيتي، انعكس هدوؤه الخارجي على اللاعبين ومنحهم الثقة".

وبينما حامت الشكوك حول مستوى ريال مدريد في بداية الموسم الحالي بعد رحيل عدد من أهم نجومه يتقدمهم الهداف الفرنسي كريم بنزيما، بدا أن أنشيلوتي نجح في الآونة الأخيرة في إزالة الشكوك والعودة إلى المسار الصحيح بعد إعادة بناء فريق "لوس بلانكوس" الذي أصبح أكثر شباباً وسرعة وديناميكية وقدرة على مواكبة التحولات الدفاعية مما كان عليه سابقاً مع احتفاظه بقدرته الهائلة على التسجيل من وضعيات مختلفة أهمها الهجمات المرتدة.

ويتصدر ريال مدريد ترتيب دوري الدرجة الأولى الإسباني برصيد 75 نقطة بعد مرور 30 جولة، في طريق التتويج باللقب الـ36 في الدوري المحلي. أضافته إلى بطولة كأس السوبر الإسبانية التي حققها هذا العام.

وبانطلاق مباراة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي سيكون أنشيلوتي قد وصل إلى مباراته رقم 200 كمدرب، بفارق مباراتين فقط خلف صاحب الرقم القياسي، الاسكتلندي أليكس فيرغسون المدير الفني الأسبق لمانشستر يونايتد الإنجليزي بين 1980 و2013.

ويحمل أنشيلوتي عدداً من الأرقام القياسية الأخرى التي تضعه في مكانة خاصة في كرة القدم الأوروبية، إذ إنه المدرب الوحيد الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا خمس مرات في أعوام 2003 و2005 و2007 مع ميلان، و2014 و2022 مع ريال مدريد.

وهو صاحب الرقم القياسي لأكبر عدد انتصارات في تاريخ البطولة بإجمالي 114 انتصاراً، متفوقاً على غوارديولا (109 انتصارات)، وأليكس فيرغسون (107 انتصارات)، وهم فقط من حققوا أكثر من 100 انتصار في بطولة النخبة الأوروبية.

وللتدليل على قدرة أنشيلوتي على تحقيق النجاح رغم اختلاف ظروف العمل، فهو المدرب الوحيد الذي شارك في دوري أبطال أوروبا مع ثمانية أندية مختلفة هي بارما ويوفنتوس وميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونيخ ونابولي.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة