ملخص
بذلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهوداً حثيثة لإقناع السعودية بإقامة علاقات مع الدولة العبرية، لكن الرياض تضع شروطاً من بينها الحصول على ضمانات أمنية من واشنطن والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني.
يعتزم مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان التوجه إلى السعودية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسط مسعى أميركي إلى إحراز تقدم نحو تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، وفق ما نقلته "وكالة رويترز".
وتوقفت المحادثات في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة.
وقال مسؤول أميركي إن سوليفان يعتزم إجراء محادثات بخصوص هذه القضية لكنه لا يتوقع تحقيق انفراجة كبيرة، بحسب المصدر نفسه.
وذكر مسؤول أميركي ثان أن سوليفان سيجري مشاورات واسعة النطاق في شأن عدد من الأمور، وقال "هناك كثير مما يمكن مناقشته".
زيارات متكررة
وكان سوليفان زار السعودية مرات عدة، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان في مايو (أيار) الماضي وبحثا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
كما قام بزيارة أخرى إلى المملكة واجتمع مع ولي العهد في تموز (يوليو) الماضي بمدينة جدة. وجاء في بيان للرئاسة الأميركية حينها أن سوليفان توجه إلى جدة للقاء ولي العهد وكبار المسؤولين السعوديين.
وأوضح البيان أن سوليفان والأمير محمد بن سلمان بحثا في "الشؤون الثنائية والإقليمية بما في ذلك مبادرات لبلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلاماً وأمناً وازدهاراً واستقراراً وترابطاً مع العالم".
جولة بلينكن
بدوره، اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان، في مارس (آذار) الماضي لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة وجهود زيادة المساعدات للفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي الشهر الماضي إن مسار تحسين العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، الذي تأخر بسبب الحرب في غزة، يحرز "تقدماً جيداً للغاية".
وضع حد لحرب غزة
وفي فبراير (شباط) الماضي أكد بلينكن غداة اجتماعه مع ولي العهد السعودي في الرياض، إن ولي العهد يريد وضع حد لحرب غزة ومساراً نحو دولة فلسطينية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك، التقى ولي العهد السعودي وزير الخارجية الأميركي قبيل توجهه إلى إسرائيل في يناير (كانون الثاني) الماضي في إطار جولته المكثفة في المنطقة للسعي إلى تجنب تحول الحرب في قطاع غزة إلى صراع إقليمي.
وجاء اللقاء في مدينة العلا التاريخية التي تضم مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الـ"يونيسكو".
وسبقت زيارة بلينكن تصريحات أميركية حول أهميتها، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الزيارة "ستناقش التعاون الاستراتيجي الأميركي - السعودي في القضايا الإقليمية والعالمية ومجموعة من القضايا الثنائية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني".
موقف السعودية الثابت
وفيما تسعى الولايات المتحدة إلإى حراز تقدم نحو تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، قالت وزارة الخارجية السعودية في السابع من فبراير الماضي إن الرياض أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ووقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت "الخارجية السعودية" في بيان أن المناقشات الجارية بين السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي – الإسرائيلي في ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في هذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف الرياض كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
وأكدت السعودية دعوتها المجتمع الدولي وبخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية، بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة ويتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
وفي يناير (كانون الأول) الماضي قال وزير الخارجية السعودي إن الرياض قد تقيم علاقات سلام مع إسرائيل إذا حلت الأزمة الفلسطينية، وذلك رداً على سؤال خلال جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" عما إذا كانت السعودية تستكمل المفاوضات في شأن إقامة علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب في إطار اتفاق أوسع بعد حل الصراع الفلسطيني، ليجيب الوزير "بالتأكيد".
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً داخلية قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) من جانب الأميركيين المسلمين والعرب، الذين يريدون من الإدارة القيام بمزيد لكبح جماح العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقبل نشوب الحرب في غزة شهدت المفاوضات بين الطرفين تقدماً ملحوظاً حتى أن بلينكن كان ينتظر حينها في السعودية لإجراء مناقشات تفصيلية حول هذا الموضوع، إلا أن الحرب في قطاع غزة عرقلت المناقشات بين السعودية وإسرائيل.
ولم تعترف السعودية أبداً بإسرائيل ولم تنضم إلى "اتفاقات أبراهام" الموقعة عام 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
كما انتقدت الرياض مراراً بأشد العبارات الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، وكذلك فعل ولي العهد بنفسه قبل استضافته قمة عربية - إسلامية تمحورت حول الحرب في غزة.
وبذلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهوداً حثيثة لإقناع السعودية بإقامة علاقات مع الدولة العبرية، لكن الرياض تضع شروطاً ومن بينها الحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني.