ملخص
"إن فيديا" و"مايكروسوفت" و"ميتا" و"أمازون دوت كوم" مسؤولة عما يقارب نصف تقدم مؤشر "أس أند بي 500" في الربع الأول
تقلصت تجارة اثنتين من المجموعة التي يطلق عليها اسم السبعة الرائعين أو Magnificent Seven، وهم عمالقة التكنولوجيا في أسواق المال الأميركية "إن فيديا" و"مايكروسوفت" و"ميتا" و"أمازون دوت كوم" و"تيسلا" و"أبل" و"ألفابيت"، مع معاناة اثنتين منها انخفاضات بأرقام من خانتين، إذ انخفضت أسهم شركة "أبل" بنسبة 11 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، بينما انخفضت أسهم شركة "تيسلا" بنسبة 30 في المئة تقريباً، كما تعثرت أسهم "ألفابيت" خلال معظم الفترة قبل أن ترتفع في الأسابيع الثلاثة الماضية، وتنتهي بنمو ثمانية في المئة، بينما واصلت أسهم شركات التكنولوجيا الأربع الكبرى الأخرى في المجموعة "إن فيديا" و"مايكروسوفت" و"ميتا" و"أمازون دوت كوم" مسيرتها السريعة وتجاوزت السوق الواسعة، وأطلق عليهم بعض استراتيجيي السوق اسم "فاب فور" الجديد أو "الأربعة الرائعين الجدد".
يقول بعض المستثمرين إن انحسار "السبعة الرائعين" إشارة صعودية إلى أن السوق لا تزال ترتفع من دون أمثال "أبل" و"تيسلا"، لأن ذلك يعني مشاركة مجموعات أخرى. وسجلت جميع قطاعات مؤشر (أس أند بي 500)، باستثناء العقارات، مكاسب في الربع الأول من عام 2024. وكانت أسهم الشركات الصغيرة والصناعية وأسهم الخدمات المالية من بين الأسهم التي قفزت، مما زاد الرهانات على أن السوق الواسعة قد يكون لديها مساحة أكبر للتشغيل.
علامة على الإرهاق
يرتبط كثير من الحماسة بالآمال في أن الاقتصاد قد نجا من الركود العميق، وأن بنك الاحتياط الفيدرالي سيركز قريباً على خفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن بالوتيرة التي كان يأمل فيها بعض المستثمرين في السابق.
وقال كبير استراتيجيي السوق في مجموعة "كارسون" رايان ديتريك لـ"وول ستريت جورنال"، "إذا كنت قد أخبرتني قبل ثمانية أسابيع أن شركتي (أبل) و(تيسلا) ستنخفضان بقدر ما هما عليه الآن، لما كنت سأصدق".
من المؤكد أن بعض المستثمرين يشعرون بالقلق من أن الاختلاف في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى علامة على الإرهاق في الارتفاع، ويتساءلون عما إذا كان تحقيق المكاسب المستقبلية سيكون أكثر صعوبة. وارتفعت القيمة السوقية لمؤشر (أس أند بي 500) بأكثر من تسعة تريليونات دولار منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسجل المؤشر 22 إغلاقاً قياسياً في عام 2024.
وفي الأيام المقبلة سيحلل المستثمرون الذين يحاولون قياس مسار السوق والاقتصاد، صدور بيانات التصنيع الأميركية الإثنين المقبل وتقرير الوظائف الشهري، الجمعة.
لا تزال "إن فيديا" النجمة في سوق الأوراق المالية، إذ أشارت شركة تصنيع شرائح الرسومات إلى أن الطلب على قوة الحوسبة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي لا يزال فلكياً، وقفزت أسهمها بأكثر من 80 في المئة مع بداية العام، بعد أن تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2023.
ووفقاً لبعض المقاييس، حلت "إن فيديا" محل "تيسلا" باعتبارها السهم الأكثر شعبية بين المستثمرين الأفراد، وهو حالياً أكبر متوسط ملكية في محافظ المستثمرين الأفراد، عند نحو تسعة في المئة، وفقاً لبيانات "فاندا تراك".
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم "ميتا" جزئياً بفضل استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي، مما جعل الإعلانات المستهدفة أكثر ذكاءً. وقالت شركة التواصل الاجتماعي أخيراً إنها ستدفع أول أرباح للمساهمين، فيما سرقت "مايكروسوفت" تاج أكبر شركة أميركية من "أبل" في وقت سابق من هذا العام، بتقييم تجاوز ثلاثة تريليونات دولار، وحسنت "أمازون" هي الأخرى ربحيتها بصورة كبيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم مكاسبها الأخيرة، تبدو بعض الأسهم أقل سعراً مما كانت عليه في العام الماضي، إذ يتداول سهم "إن فيديا" بمعدل 35 ضعف أرباح الشركة المتوقعة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، أي أقل من ذروتها البالغة 62 في مايو (أيار) من العام الماضي. واليوم "الأربعة الرائعون" مسؤولون عما يقارب نصف تقدم مؤشر (أس أند بي 500) في الربع الأول من عام 2024، وفقاً لكبير محللي المؤشرات في مؤشرات "أس أند بي داو جونز"، هوارد سيلفربلات.
وقال استراتيجيي الاستثمار في شركة "غيتواي إنفستمنت إدفايزرز" جوزيف فيرارا إنه يتوقع أن يبتعد المستثمرون عن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، ويتجهوا إلى قطاعات أخرى مع تقدم العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه من المتوقع أن تتفوق أرباح الشركات الـ493 الأخرى في المؤشر إلى أرباح الشركات السبع الكبرى، بحلول الربع الرابع من هذا العام. وأضاف "حقيقة أن السوق لا تزال تحتفظ بهذه المستويات وتتداول صعوداً من دون تلك القوة الكاملة للعظماء السبعة هو في الواقع أمر إيجابي حقاً".
وقال المحلل الاستراتيجي في بنك "يو بي أس" جوناثان غولوب إن أحد أسباب انتهاء هيمنة أرباح "السبعة الرائعين" هو أنه سيكون من الصعب تجاوز النمو الهائل الذي سجلته في نهاية العام الماضي، وقال في مذكرة بحثية حديثة إن هذه النتائج تبدو كأنها تفوق كبير بالمقارنة مع الأرقام الأضعف لعام 2022.
القصة مختلفة هذا العام
وفي العام الماضي كانت أي إشارة إلى الضعف في تجمع "السبعة الرائعين" من شأنها أن تؤدي إلى تعثر السوق الواسعة، وفي الواقع، خلال معظم العام، كانت هذه الأسهم السبعة مسؤولة عن كل التقدم الذي حققه مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، لكن هذا العام كانت القصة مختلفة، إذ تكافح "تيسلا" على عديد الجبهات، مع مواجهة شركة صناعة السيارات الكهربائية ضغوطاً من المنافسين الصينيين، الذين وسعوا وجودهم بسرعة في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، كما حذرت من تباطؤ النمو بصورة ملحوظة في عام 2024، وتضررت هوامش أرباحها.
وتصاعدت مشكلات شركة "أبل" أيضاً، إذ رفعت وزارة العدل الأميركية أخيراً دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بالسلوك الاحتكاري، كما تتخذ السلطات الأوروبية إجراءات صارمة ضد متجر التطبيقات الخاص بها، وإضافة إلى ذلك، فهي تواجه دورة طلب ضعيفة أخرى لـ"آيفون"، ويشعر المستثمرون بالقلق من أن شركة "أبل" متأخرة في الموجة الحالية من الإثارة حول الذكاء الاصطناعي.
وتظهر بيانات "بي سكوب إنفستمنت غروب" أن أداء أسهم "أبل" كان أقل من مؤشر (أس أند بي 500) على مدار 200 يوم حتى الثلاثاء الماضي بأكبر هامش منذ أكتوبر 2013.