Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ورقة سياسية" تضع العرب في جانب السلام وإسرائيل أمام خيار الحرب

قدمتها 6 دول إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وتتضمن إنهاء الصراع في فلسطين وتؤسس لتعايش مستدام في انتظار رد واشنطن

 قدمت إلى أنتوني بلينكن خلال اجتماعه في القاهرة مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات (أ ف ب)

ملخص

تنص الورقة السياسية على وقف الحرب في غزة وعودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع وإقامة مسار لإنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، تبدأ بتطبيق كل البنود والأجزاء المعطلة من اتفاق أوسلو.

في محاولة لإحياء مسار حل الدولتين للقضية الفلسطينية، قدمت ست دول عربية ورقة سياسية إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تضع أساساً لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتحدد إطاراً لإقامة دولة فلسطينية في مدى زمني محدد، في أول مبادرة عربية من نوعها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

الورقة السياسية التي كشفت عنها تقارير إعلامية أخيراً، قدمت إلى بلينكن خلال اجتماعه في القاهرة مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات إضافة إلى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، في الـ21 مارس (آذار) الجاري، ضمن جولة الوزير الأميركي السادسة في المنطقة.

وتنص الورقة السياسية على وقف الحرب على غزة وعودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع وإقامة مسار لإنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، تبدأ بتطبيق كل البنود والأجزاء المعطلة من اتفاق أوسلو الموقع عام 1993، مثل الانسحاب الإسرائيلي من مناطق الإدارة الأمنية والمدنية للسلطة الفلسطينية التي تسمى "أ" و "ب" والتي تشكل 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية وتشمل المدن الرئيسة.

اتفاق أوسلو

وبحسب ما نقلته تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة، تشمل الورقة السياسية التوقف عن اقتحام هذه المناطق المذكورة باتفاق أوسلو، وعودة الأمن الفلسطيني للمعابر وإنشاء المطار والميناء وتطبيق المرحلة الثالثة من الانسحاب الإسرائيلي من مناطق "ج" التي تشمل 13 في المئة من الضفة، والتوقف عن الاقتطاعات المالية من أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لمصلحة السلطة، على أن تجرى مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية في شأن إنشاء الدولة على مراحل خلال ثلاثة أعوام.

وأشارت المصادر إلى أن تلك الورقة الجديدة مبنية على أساس المبادرة العربية للسلام التي أعلنها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2002.

ومنذ توقيع "اتفاقية أوسلو"، المعروفة رسمياً باسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، لم تفلح جولات عدة من المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في التوصل إلى اتفاق للتسوية الشاملة والدائمة، بما يشمل قضايا القدس والمستوطنات واللاجئين وغيرها، على رغم نص الاتفاقية على انطلاق "مفاوضات الوضع النهائي في أقرب وقت ممكن على ألا يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة الانتقالية بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني"، وتعني الفترة الانتقالية ما يعقب انسحاب إسرائيل من أريحا في الضفة الغربية وكذلك قطاع غزة.

تجميد السلام

وجمدت عملية السلام رسمياً في 2014، أي منذ تعليق الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها بنيامين نتنياهو المحادثات المباشرة مع السلطة الفلسطينية بسبب تشكيل حكومة وحدة مع حركة "حماس".

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن أن ورقة "الحل العربية" هي المسلك الأمثل للقضية الفلسطينية في الوقت الراهن، خصوصاً بعد تجدد الحرب الإسرائيلية على غزة خلال الأعوام الأخيرة أكثر من مرة والمآسي الإنسانية التي لا تتوقف.

وأضاف أن الدول العربية تعمل على تحقيق مطلبين، هما إقامة دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أنه من الجيد طرح مطلب عربي موحد على الجانب الأميركي بإقامة دولة فلسطينية واغتنام فرصة المشاورات لكسب نقطة رابحة للفلسطينيين وإنهاء الاحتلال نهائياً.

وعلى رغم إقراره بأهمية الخطوة، إلا أن الدبلوماسي المصري السابق يرى أن التركيز حالياً يجب أن يكون على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بصورة عاجلة.

وبينما لم يصدر رد رسمي أميركي على الورقة السياسية العربية، قال حسن إن الولايات المتحدة ستكتفي بالترحيب الشكلي بالمقترح العربي، لكنها لن تضغط فعلياً على إسرائيل للتنفيذ، بخاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تتأرجح فيها فرص كل من الرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترمب، متوقعاً أن تكتفي واشنطن بالوعود والتأجيل لحين انتهاء الانتخابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين الذي يجتمعون مع إسرائيل لوضع خطط الحرب، يدّعون في الوقت نفسه أنهم يحاولون إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مضيفاً أن الدبلوماسية الأميركية تقوم على التأجيل وبيع الأوهام لكل العالم وعلى العرب إدراك ذلك.

من جهته، يرى متخصص العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الأميركية نبيل ميخائيل أن إمكان ضغط واشنطن على إسرائيل لتنفيذ بنود الورقة العربية مرتبط بإدراك الرئيس بايدن أن استمرار الحرب في غزة تزامناً مع تواصل الحرب الروسية- الأوكرانية سيتسببان في خسارته سباق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأردف أن جمهور الناخبين الأميركيين سينظرون إلى بايدن على أنه تسبب في اشتعال الحروب في مناطق مختلفة من العالم، وعلى النقيض، فإن بايدن سيحظى بمكاسب سياسية عدة إذا استطاع الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف إطلاق النار أو منعه من الهجوم البري على رفح، مما سيجذب إليه أصوات المستقلين والتقدميين والسود في بطاقات الاقتراع، قائلاً إن "صورته ستتغير إلى رجل يبحث عن السلام".

ترحيب أميركي

ويتوقع ميخائيل ترحيباً أميركياً رسمياً بـ"الورقة العربية" ومحاولة ضمها إلى مقترحات إدارة بايدن مثل وقف إطلاق النار بعد ضمان أمن إسرائيل ونفاذ المساعدات لأهالي غزة، إضافة إلى وضع إطار لحل الدولتين، لافتاً إلى أن واشنطن تفضل السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين "بحسب شروطها ومصالحها".

وحول رد الفعل الإسرائيلي، قال إن نتنياهو قد يرفض المطالب العربية في حال وقوع هجمات مسلحة على إسرائيل، لكن إذا حدثت خلافات عميقة مع الولايات المتحدة أو وجد أن تل أبيب تزداد عزلتها، من المحتمل أن يستجيب ويوقف إطلاق النار.

ووصف الورقة العربية بـ"الأمر الصائب"، باعتبارها تخدم مطالب الدول العربية الست في إنهاء الحرب ووقف قتل الفلسطينيين، بخاصة مع طول أمد الحرب التي قاربت على شهرها السادس.

وتعيد الورقة السياسية مبادرة السلام العربية إلى دائرة الضوء، وهي المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 وكان حينها ولياً للعهد، وتنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية، في مقابل علاقات سلام بين الدول العربية وإسرائيل.

تبني عربي

المبادرة التي تبناها مجلس جامعة الدول العربية، دعت إسرائيل إلى إعلان السلام العادل باعتباره خياراً استراتيجياً، على أن تنسحب من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري والأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، فضلاً عن التوصل إلى "حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين" وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، على أن تقبل تل أبيب قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وقدمت المبادرة لإسرائيل في مقابل تلك المطالب أن تعتبر الدول العربية النزاع العربي- الإسرائيلي منتهياً، وتدخل في اتفاق سلام مع تل أبيب لتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، مما يعني "إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل".

لكن قادة إسرائيل في ذلك الوقت قابلوا يد السلام العربية الممدودة بالرفض، باستثناء قبول جزئي في عهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت، وطالب نتنياهو في تصريحات سابقة بأن تلغى بعض بنود المبادرة مثل عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ويتفق مضمون المبادرة العربية مع تصريحات صحافية للرئيس الأميركي الأسبوع الماضي، أكد فيها أن السعودية ودولاً عربية "مستعدة للاعتراف الكامل بإسرائيل"، مكرراً الدعوات إلى "خطة ما بعد غزة" لإسرائيل بما في ذلك "القطار إلى حل الدولتين"، وقال "يجب أن يكون هناك قطار يؤدي إلى حل الدولتين، لا يجب أن يحدث ذلك اليوم ولكن يجب أن يكون هناك تقدم، وأعتقد بأننا نستطيع القيام بذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير