Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون في شمال غزة يعيشون مجاعة حقيقية

"أونروا" ممنوعة من إدخال المعونات و600 ألف يعانون الجوع

يأتي القرار الإسرائيلي بإيقاف تدفق المعونات في وقت تشن فيه قوات الجيش هجوماً عنيفاً على شمال غزة (أ ف ب)

ملخص

شمال غزة بلا مساعدات، كيف أضر طلب "حماس" عودة "أونروا" إلى شمال غزة بالجائعين هناك؟

منذ يومين ينتظر تامر وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، ويخرج من مركز الإيواء الذي يعيش فيه خلال ساعات الليل المتأخر ليذهب إلى دوار النابلسي أو الكويت، حيث المنطقة التي تفصل بين جنوب وشمال القطاع، ويمكث هناك ساعات طويلة عله يصادف أي قافلة تحمل معونات غذائية.

لا خيار أمام تامر سوى انتظار المعونات ليعود بها إلى أطفاله الجائعين، فلا يوجد أسواق في شمال غزة، والغذاء الذي يصل من قوافل المساعدات الإنسانية هو المنقذ لحياة السكان الذين رفضوا النزوح ويعانون الجوع الذي يقترب كثيراً من المجاعة.

قرار بوقف تدفق المعونات

على مدار اليومين الماضيين، يعود تامر خالي الوفاض بلا أي غذاء يحمله في يده، وحاله هذا يشبه حال جميع الأشخاص الذين يكتظون في مناطق وصول المساعدات ويعودون بلا أي نتائج، فجميعهم لا يعرفون أن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة بأنها أوقفت تدفق المعونات إلى شمال غزة بصورة نهائية.

يأتي القرار الإسرائيلي بإيقاف تدفق المعونات في وقت تشن فيه قوات الجيش هجوماً عنيفاً على شمال غزة، خصوصاً منطقة الشفاء، وأيضاً يتزامن منع الغذاء من دخول منطقة الحرب الأعنف مع إعلان الأمم المتحدة بأن الشمال بدأ يدخل مرحلة المجاعة، وأنه يومياً يسجل حالات وفاة بسبب الجوع.

من غير الواضح على أرض الواقع إذا كانت إسرائيل تقصد منع قوافل الغذاء التي تشرف عليها الأمم المتحدة من الوصول إلى شمال غزة، أو أنها أوقفت تدفق المعونات بجميع صورها إلى تلك المنطقة، إذ منذ اتخاذ القرار لم يتم السماح بوصول أي شاحنات للجزء الشمالي.

"أونروا" المقصودة

في الواقع تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبرنامج للغذاء العالمي "WFP"، والمطبخ المركزي العالمي (منظمة أميركية غير حكومية)، مهمة توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال القطاع.

 

وفي توضيح للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال "أبلغنا (أونروا) بأنه لن يسمح لها مجدداً بالوصول إلى شمال غزة، وجرى رفض طلبين تقدمت بهما الوكالة في هذا السياق، نحن لن نحرم المدنيين في شمال غزة من الغذاء، خطوتنا هذه لن تعرقل تدفق الطعام إلى الجوعى".

ومع إعلان إسرائيل أنها لن تسمح لـ"الأونروا" بدخول شمال غزة، فهذا يعني أنها ستوافق على تدفق المعونات من طريق "WFP" وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة، وبهذا فإن القرار يستهدف فقط منظمة رعاية اللاجئين الفلسطينيين.

مسمار في نعش وصول الغذاء

يقول المتحدث باسم "أونروا" كاظم أبو خلف إن "السلطات الإسرائيلية أبلغت الأمم المتحدة أنها لن توافق مجدداً على إرسال قوافل الغذاء إلى شمال غزة، هذا أمر مشين ويؤكد ما تحدث به الأمين العام بأن إسرائيل تعرقل المساعدات المنقذة للحياة". ويضيف "في شمال غزة يعيش الناس مجاعة حقيقية وللأسف هذه المجاعة من صنع الإنسان، يحتاج الناس هناك إلى كل معونة تصل، وقف تدفق الغذاء يعني الموت أكثر بسبب الجوع، لذلك على إسرائيل أن تحترم القانون الدولي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب أبو خلف فإن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لرفضها السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى شمال غزة، وأنها رفضت تدفق المساعدات الإنسانية لمجرد الرفض، وأن هذا القرار يعد مسماراً في نعش جهود توصيل الغذاء لمستحقيه.

سبب منع "أونروا"

من الواضح أن إسرائيل تستهدف "أونروا"، إذ تشن عليها حملة قديمة ذات أهداف متعددة، لكن أبرز أوجه هذه الحملة يتمثل في إيقافها عن العمل في مناطق عمليتها الخمس، وبخاصة في غزة، بدعوى أنها تتعاون مع حركة "حماس".

وبرز اتهام "أونروا" بأنها تتعاون مع "حماس"، بعد أن كشفت تل أبيب عن أن 12 من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبعد ذلك أوقفت دول عدة تمويلها عن المنظمة التي تحظى بانتشار واسع وقدرة للوصول إلى جميع سكان النصف الشمالي من غزة.

 

وفي الـ29 من يناير (كانون الثاني) تمكنت "أونروا" من دخول شمال غزة، وبعد ذلك الوقت لم تسمح إسرائيل لها بالوصول إلى مناطق الحرب، وعلى النقيض وصلت فرق الأمم المتحدة الأخرى كثيراً إلى شمال القطاع، إذ دخل "WFP" نحو 11 مرة في شهر مارس (آذار) الجاري.

وعلى رغم أن إسرائيل تؤكد أن قرارها يتعلق بـ"أونروا" فحسب، فإن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" يظهر أنه منذ الـ25 من مارس لم يدخل إلى شمال غزة أي مساعدات غذائية في ظل حاجة المنطقة إلى الدعم الإنساني بصورة ملحة.

بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن القرار الإسرائيلي بمنع "أونروا" من دخول شمال غزة، جاء بسبب طلب حركة "حماس" أن تتولى الوكالة مهمة توزيع المساعدات داخل تلك المنطقة.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن "حماس" طلبت في مفاوضات وقف إطلاق النار أن تعود "أونروا" إلى ممارسة عملها في شمال غزة، على اعتبار أنها المنظمة الوحيدة القادرة على تسلم المساعدات وتوزيعها، لكن إسرائيل رفضت هذا الشرط واعتبرت أن "(أونروا) منظمة مرتبطة بـ(حماس)"، ولن يتعامل معها.

طرق توصيل الغذاء

ما زال هناك 600 ألف نسمة في شمال غزة رفضوا النزوح إلى الجنوب، ويعيشون حالياً جوعاً يقترب من المجاعة، ويحصلون على الغذاء بثلاث طرق، برياً من خلال القوافل التي تصل محملة بالطعام وتتوقف عند دوار النابلسي أو الكويت، وبحراً من خلال ميناء "بايدن" الذي تعمل الولايات المتحدة على تدشينه وتجريبه في الوقت نفسه وجواً من الطائرات التي تسقط صناديق الغذاء عبر مظلات.

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن 18 شخصاً قضوا أمس الخميس أثناء ملاحقتهم المساعدات الإنسانية التي تسقطها الطائرات من الجو.

ويقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة "بسبب إنزال المساعدات من الطائرات بصورة خاطئة سقطت الصناديق في البحر فدخل الجائعون إلى المياه من أجل الحصول على المساعدات وغرق 12 منهم في حين قتل 6 بسبب التدافع".

المزيد من متابعات