Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاق مراكز الاقتراع في تونس وسط صعوبة التكهن بالنتائج

ضعف الاقبال شاب الدور الأول من الانتخابات الرئاسية

أقفلت صناق الاقتراع في تونس مساء الأحد، منهيةً معها مرحلة تصويت الناخبين في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية المبكرة.
وكان الناخبون التونسيون توجّهوا اليوم الأحد، في ظل أجواء ديمقراطية رافقها ترقب وتشويق كبيران، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لهم في انتخابات مبكرة، فرضتها وفاة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي. حركة المواطنين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم كانت بطيئة في الفترة الصباحية، وأعلنت "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" أن نسبة المشاركة تخطت 16 في المئة عند منتصف النهار. 
وقال عضو "الهيئة" فاروق بوعسكر خلال مؤتمر صحافي إن النسبة بلغت 16,3 في المئة قرابة الساعة 13:00 ظهراً بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينيتش).
وينتظر الشعب التونسي اليوم الإعلان عن رئيسه العتيد أو الدعوة إلى دورة اقتراع ثانية يتنافس فيها المرشحان اللّذان حصدا أعلى نسبة من الأصوات في الدورة الأولى، وسط صعوبة في تكهّن النتيجة في ظل تعدد الخيارات، الأمر الذي زاد العملية غموضاً.
في مركز اقتراع مدرسة "نهج مارسيليا" في العاصمة، انتظمت صفوف المواطنين منذ الصباح الباكر لتأدية الواجب الانتخابي. وكانت شريحة الكهول والشيوخ الأكثر عدداً، على غرار كل المناسبات الانتخابية السابقة، التي عرفت إقبالاً لفئة الشباب في الساعات الأخيرة لليوم الانتخابي.



توقعات كبيرة


ويحمل التونسيون توقعات كبيرة في هذه الانتخابات السابقة لأوانها، وتقول السيدة جميلة (70 سنة) إن "مشكلة تونس الأساسية هي الإرهاب"، مضيفة "جئت اليوم لأنتخب رئيساً يحارب هذه الآفة التي فتكت بتونس وبأمنها"، مضيفةً "أريد أن أخرج من منزلي بكل أمن وحرية ومن دون خوف".
أما أستاذ الفلسفة أحمد الغيلوفي (47 سنة)، فتختلف توقعاته تماماً، إذ يأمل في أن يحافظ الرئيس المقبل على الدستور وأن يقوم بثورة حقيقية في مجال تشريع القوانين. وقال "لا نريد رئيساً يخدم جهة معينة على غرار الرؤساء القدامى، بل نريد رئيساً يخدم كل التونسيين بمختلف مشاربهم".
في المقابل، وعلى الرغم من ضعف إقبال الشباب صباحاً، إلاّ أنّ إيناس الشرقي (25 سنة) عبّرت عن إصرارها على الانتخاب والاحتفال بهذا الموعد الذي انتظرناه، مضيفةً "أشعر بالفخر لأنني أختار رئيسي بكل حرية".
لكن، على الرغم من كل التفاؤل والفرح اللّذين تبديهما إيناس، إلاّ أنّها لا تتوقع تغييراً كبيراً بعد انتخاب رئيس جديد، مضيفةً أن ما يهمها أكثر هو تركيز الوعي لدى المواطنين بأهمية الديمقراطية وبضرورة ممارستها عبر الانتخاب.
وتشاركها هناء (34 سنة) الرأي، قائلةً "لا أنتظر تغييراً كبيراً ولا أعتقد أن الرئيس المقبل سيغيّر حالنا إلى الأفضل"، موضحةً "جئت لتأدية واجبي الانتخابي وأردت أن أعيش هذه اللحظة بكل تفاصيلها".
في مركز آخر في العاصمة تونس حيث كانت نسبة الإقبال لا تزال ضعيفة، قال مراد (36 سنة) إنّ كل ما يهمه هو واقع أنه "ينتخب مَن يريده من دون خوف أو ضغط"، مضيفاً "نريد رئيساً يحافظ على مدنية الدولة وفي الوقت ذاته، يحترم مقدسات المجتمع التونسي، رئيساً يجمع التونسيين ولا يفرقهم". كما أظهر مراد اهتماماً كبيراً بالجانب الاقتصادي على الرغم من وعيه إلى أن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة، وأمل في "أن يولي الرئيس الجديد مسألة الاستثمارات أولوية كبرى بغية إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أثرت في حياتنا اليومية". 
وإن أظهر بعض التونسيين إصرارهم على تغيير الواقع عبر صندوق الاقتراع، إلاّ أنّ فئةً كبيرة منهم قاطعت هذا العرس الانتخابي، معلّلين ذلك بغياب مَن يمثلهم ومَن يقنعهم. ويقول معز (46 سنة) "لن أنتخب أحداً وهو موقف أسجله بكل اقتناع"، مضيفاً "للأسف كل المرشحين ليسوا في المستوى المطلوب ولا يمكن لأي واحد منهم تغيير واقعنا".
 


ارتفاع منسوب التشنج
 

وكانت العملية الانتخابية انطلقت في حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد، في 4325 مركز اقتراع في كل الدوائر الانتخابية في البلاد، بحسب ما أفادت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
ويحق لحوالى 7 ملايين تونسي مسجل في كل المراكز الانتخابية اختيار رئيس جديد للجمهورية من بين 24 مرشحاً بعد انسحاب كلّ من محسن مرزوق وسليم الرياحي لصالح المرشح عبد الكريم الزبيدي.
أما في ما يتعلق بمشاركة تونسيي الخارج في الانتخابات، فبلغت نسبة الاقتراع 11 في المئة تقريباً.
من جهة أخرى ولضمان سير العملية الانتخابية في ظروف جيدة، انتشر الجيش الوطني لتأمين مراكز الاقتراع في كل أنحاء البلاد. وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني بأن حوالى 70 ألف عنصر وضابط في سلك الأمن الوطني يعملون على تأمين الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا تعطيل

 
وجرت العملية الانتخابية بشهادة كل الأطراف المشاركة، من دون تعطيل وفي ظروف عادية، على الرغم من تسجيل بعض التجاوزات. وصرح عضو المكتب التنفيذي لشبكة "مراقبون" سليم بوزيد في هذا الصدد "نشرت الشبكة حوالى 3000 فرد بهدف مراقبة سير العملية الانتخابية"، مضيفاً أنه "على الرغم من بعض التجاوزات التي لاحظناها في بعض مراكز الاقتراع والمتمثلة أساساً في التأثير في الناخبين لصالح بعض المرشحين أو بعض مظاهر العنف اللفظي، إلاّ أنّ العملية تسير في ظروف طبيعية عموماً، مع أنّ منسوب التشنّج مرتفع وبادٍ على وجوه ممثلي الأحزاب".
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي