Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يتوعد بمحاسبة منفذي هجوم موسكو و"داعش" ينشر صور المهاجمين

حصيلة القتلى ترتفع إلى 133 وتوقيف 11 مشتبهاً فيه وكييف ترفض الاتهامات الروسية بوجود صلة لها بالمعتدين

ملخص

كشف محققون أن الإرهابيين استخدموا سائلاً قابلاً للاشتعال لإضرام النار بقاعة الحفلات في موسكو وأشاروا إلى أنهم ضبطوا "أسلحة أوتوماتيكية"

أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية السبت أن السلطات تمكنت حتى الآن من التعرف على هويات 29 شخصاً من 133 قتلوا مساء الجمعة في الهجوم المسلح على صالة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.
وأصدرت الوزارة قائمة لم تتضمن سوى 29 إسماً، الأمر الذي يعكس صعوبة التعرف على الضحايا، في وقت يواصل المسعفون إزالة الأنقاض من "كروكوس سيتي هول" الذي أتى عليه حريق تسبب به المهاجمون.
ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت الهجوم، قائلاً إنه "عمل إرهابي همجي"، وأعلن غداً الأحد يوم حداد وطني، فيما أعلن الكرملين توقيف 11 شخصاً من بينهم أربعة مسلحين يشتبه في أنهم على صلة بالهجوم.

وقال في كلمة متلفزة للأمة، "أتحدث إليكم اليوم في شأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين، وأعلن الـ 24 من مارس (آذار) يوم حداد وطني".

وقال بوتين في كلمة متلفزة إن المسلحين الأربعة أوقفوا قبل أن تتاح لهم فرصة عبور الحدود إلى أوكرانيا، موضحاً "أوقف منفذو العمل الإرهابي الأربعة الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس حيث كانوا متجهين نحو أوكرانيا ، وفقاً لمعلومات أولية، كانت لديهم نافذة عبور للحدود".

وكانت أجهزة الأمن الروسية أكدت اليوم أن المشتبه فيهم في الهجوم كانت لديهم "جهات اتصال" في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على "تيليغرام"، "نعرف الآن في أي بلد خطط هؤلاء الأوغاد الدمويون للاختباء من تعقبهم في أوكرانيا".

وقال بوتين خلال كلمته إن جميع المسؤولين عن الهجوم سيعاقبون، مضيفاً أن "الإرهابيين والقتلة واللا إنسانيين سيواجهون مصيراً لن يحسدوا عليه".

وتحدث الرئيس الروسي مع قادة أجانب وشكر عمال الإنقاذ في بيان مكتوب أمس بعد الهجوم على "كروكوس سيتي هول"، وهو الأكثر حصداً للأرواح منذ قرابة عقدين والأكثر فتكاً في أوروبا الذي يتبنّاه تنظيم "داعش" منذ هجمات الـ 13 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس.

 

كييف تنفي

في المقابل قالت كييف إنها ترفض الادعاءات الروسية بوجود صلة بين أوكرانيا ومنفذي الهجوم، وكتب المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة "إكس" إن "الروايات التي تقدمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة".

في الأثناء ذكرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" في بيان عبر تطبيق "تيليغرام" أن التنظيم نشر صورة اليوم لمن قال إنهم المهاجمون الأربعة الذين نفذوا إطلاق الرصاص موسكو.

وكان تنظيم "داعش" أعلن في بيان أصدره مساء أمس الجمعة مسؤوليته عن الهجوم، وقال عبر تطبيق "تيليغرام" إن مسلحيه "هاجموا تجمعاً كبيراً في محيط العاصمة الروسية موسكو"، مشيراً إلى أنهم "عادوا بعد ذلك لقاعدتهم".

وقال أندري كارتابولوف، أحد كبار النواب الروس، إنه يتعين أن تقوم روسيا برد "لائق وواضح وملموس" في ساحة المعركة إذا تبين أن أوكرانيا ضالعة في الهجوم.

ونشرت مديرة قناة "روسيا اليوم" مارغريتا سيمونيان مقطعاً مصوراً لأحد المشتبه فيهم، وهو شاب ملتح، وهو يخضع للاستجواب على جانب الطريق.

 

حصيلة القتلى

وتواصل حصيلة القتلى الارتفاع، وقالت لجنة التحقيقات الروسية اليوم إنها بلغت 133 شخصاً.

وأفاد الكرملين في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية أن مدير جهاز الأمن الفيدرالي (أف أس بي) أبلغ بوتين "بتوقيف 11 شخصاً بينهم الإرهابيون الأربعة الضالعون مباشرة في الهجوم".

وكان مسلحون يرتدون ملابس مموهة فتحوا أمس الجمعة نيران أسلحة آلية على الجمهور داخل قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.

وفي السياق نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الحليف البارز للرئيس فلاديمير بوتين، قوله اليوم إن المسؤولين عن الهجوم على الحفل الموسيقي قرب موسكو سيعاقبون، مضيفاً أن "الهجوم أظهر مدى التهديد الذي يشكله الإرهاب على روسيا."

واشنطن حذرت موسكو

وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أن المهاجمين المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا "أسلحة أوتوماتيكية" وأشعلوا المبنى بواسطة "سائل قابل للاشتعال".

وكشف المحققون عبر "تيليغرام" عن أن "الإرهابيين استخدموا سائلاً قابلاً للاشتعال لإضرام النار في قاعة الحفلات"، وأشاروا إلى أنهم ضبطوا "أسلحة أوتوماتيكية" استخدمت خلال الهجوم.

وأوضحت اللجنة أن عدداً من القتلى ماتوا متأثرين بالإصابة بأعيرة نارية وآخرين إثر الحريق،  بينما فر الناس وهم في حال ذعر، وذكر موقع "بازا" الإخباري الذي يتمتع باتصالات جيدة مع أجهزة الأمن وإنفاذ القانون الروسية أنه عثر على 28 جثة في مرحاض و14 على درج. وأضاف، "عُثر على كثير من الأمهات يحتضن أطفالهن".

وأعلن البيت الأبيض بعد ساعات من الهجوم أن الولايات المتحدة حذرت في مارس (آذار) روسيا من هجوم إرهابي محتمل ضد "تجمعات كبيرة" في موسكو، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، "في وقت سابق هذا الشهر كانت لدى الإدارة الأميركية معلومات في شأن مخطط هجوم إرهابي في موسكو يحتمل أن يستهدف تجمعات كبيرة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، وقد تشاركت واشنطن هذه المعلومات مع السلطات الروسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طاجيكستان

وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه فيهم من طاجيكستان، وأوضحت سلطات البلاد الواقعة في آسيا الوسطى أنها "لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية في شأن المعلومات الكاذبة المتداولة حالياً حول ضلوع مواطنين" من طاجيكستان في الهجوم.

ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، تواجه طاجيكستان كثيراً من الحركات المتطرفة المسلحة، وخلال الأعوام الأخيرة اتُهم مواطنون طاجيك بضلوعهم في هجمات متطرفة، وخصوصاً في إيران.

 

إدانات

وقدم الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم تعازيه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد الهجوم الإرهابي، مؤكداً أن "بكين تعارض الإرهاب بكل صوره وتندد بشدة بالهجوم الإرهابي وتدعم بحزم جهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن والاستقرار" في البلاد، وفق ما نقلت وكالة الصين الجديدة للأنباء.

كما دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الهجوم الإرهابي الفظيع" الذي استهدف موسكو، وقال أمام تجمّع في العاصمة أنقرة، "الإرهاب غير مقبول بغض النظر عن مصدره أو مرتكبه"، مؤكداً أن أنقرة تشارك روسيا الألم، ومضيفاً "سنواصل معركتنا ضد الإرهاب، عدو الإنسانية المشترك".

وقائع الهجوم

ونفّذ الهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسية الإبلاغ عنه قرابة الثامنة والربع مساء (17:15 بتوقيت غرينتش)، عدد من المسلحين في "كروكوس سيتي هول"، وهي قاعة للحفلات الموسيقية تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.

واستخدم المهاجمون المشتبه في تنفيذهم الهجوم "أسلحة أوتوماتيكية" وأشعلوا المبنى بواسطة "سائل قابل للاشتعال".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها إن "مجموعة من أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زياً تكتيكياً ومسلحين بأسلحة رشاشة فتحوا النار على عناصر الأمن عند مدخل قاعة الحفلات الموسيقية في "كروكوس" ثم بدأوا إطلاق النار على الجمهور.

ووفق صحافي من وكالة أنباء "ريا نوفوستي" العامة، فقد اقتحم أفراد يرتدون ملابس مموهة القاعة قبل أن يفتحوا النار ويلقوا "قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، مما تسبب في نشوب حريق".

وأضاف، "ارتمى الأشخاص الموجودون في القاعة أرضاً للاحتماء من إطلاق النار لمدة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا الزحف للخروج".

وبدأ الدخان والنيران يتصاعدان من سطح قاعة الحفلات التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 6 آلاف شخص، وبحسب وسائل إعلام فقد انهار جزء من السقف لكن أجهزة الطوارئ تمكنت بعد ذلك من السيطرة على الحريق.

وبحسب وزارة الطوارئ الروسية فقد تمكن عناصر الدفاع المدني بادئ الأمر من إجلاء نحو 10 أشخاص كانوا في الطبقة السفلية من القاعة خلال حفلة موسيقية لفرقة الروك الروسية "بيكنيك"، ثم جرت متابعة العمليات "لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات رفع"، وفق المصدر نفسه.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات