Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ابتعد من الأطعمة المعالجة وحافظ على صحة أمعائك

المأكولات الفائقة التصنيع تؤذي الجسد كله بشدة وثمة رابط بين نظامنا الغذائي وصحة الجهاز الهضمي

تحوي غالبية الأطعمة المعالجة ملونات ومستحلبات ومنكهات صناعية مع أشياء إضافة أخرى (شترستوك)

ملخص

الأطعمة المعلبة والمصنعة تملأ الأسواق وباتت جزءاً من الطعام اليومي لشرائح واسعة من البشر، لكنها تلحق الضرر بالجراثيم المفيدة المقيمة في الأمعاء.

كانت قراءة قاتمة خصوصاً بالنسبة إلى من قام بها خلال تناوله طبق الـ "كوكو بوبس" [رقائق الذرة للفطور] هذا الصباح.

في المقابل إنها حقائق صريحة حملتها أوسع مراجعة علمية عنها في العالم وبرهنت على وجود رابط بين استهلاك "الأطعمة الفائقة التصنيع" ultra-processed foods، اختصاراً "يو بي إف" UPF وبين 32 ضرراً أساساً للصحة.

وفي الحقيقة وجد أن تلك الأطعمة مؤذية لكل جزء من أجسادنا، وتصاحبها أخطار مرتفعة تتعلق بأمراض القلب والسرطان والنوع الثاني من السكري، واضطرابات في الصحة العقلية والوفاة الباكرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشرت "المجلة الطبية البريطانية" تلك المراجعة العلمية الواسعة التي حققت اختراقاً علمياً، إذ تضمنت مشاركة 10 ملايين شخص فيها، وألقت الضوء على ميل عالمي متنام نحو استهلاك أطعمة "يو بي إف"، وتشمل رقائق الذرة المعدة لوجبة الفطور وألواح البروتين والمشروبات الغازية والوجبات المصنعة ونظيراتها المجهزة للبيع، وتكتظ تلك الأطعمة بالدهون والملح والسكر فيما تفتقد إلى الفيتامينات والألياف، لكنها باتت الآن تشكل أكثر من نصف النظام الغذائي العادي في المملكة المتحدة، ويضاف إلى ذلك على نحو صادم أنها تكون ما يصل إلى 80 في المئة من الأنظمة الغذائية لدى مجموعات معينة، خصوصاً الشباب وساكني المناطق المحرومة.

وفي المقابل يسهل الحديث عن التدقيق في المعروض لدى محال الغذاء والتخطيط لوجبات صحية بغية تجنب أذية الاطعمة المصنعة، فيما يصعب التنفيذ.

وأثناء نهوضي بالبحوث اللازمة لكتابي "أخرِج حياتك من المُصنع" Unprocess Your Life، توضح لدي أن أطعمة "يو بي إف" ليست متماثلة في تكوينها، بل إن بعض البحوث أظهرت أن بعضها يملك تأثيراً إيجابياً في الصحة يأتي عبر استهلاك "الأطعمة الفائقة التصنيع" التي تحوي مغذيات مكثفة، مثل الخبز الكامل والحبوب والبدائل المستندة إلى النباتات [إشارة إلى بدائل للحوم مثلاً تعد من نباتات كالفطر].

إذاً إلى أين سنمضي بعد تلك المعطيات؟

في أحد جانبي النقاش يطالب أناس بحظر "يو بي إف" أو أن توضع عليها تحذيرات على غرار الحال مع السجائر، وفي الجانب الآخر هناك النقاش المستمر في شأن تصنيف "يو بي إف" بهدف الاحتفاظ بأنواعها المحتوية على مغذيات مكثفة، وبالنتيجة فيما يستمر البحاثة في محاولة تقصي أنواع المكونات الغذائية المسببة للمشكلات الصحية، يسود توافق عام على أن الأطعمة المصنعة تزعزع التوازن الدقيق للميكروبات المتعايشة مع أمعائنا [يشار إليها بمصطلح ميكروبيوم Microbiome وتشمل تلك الميكروبات أنواعاً من البكتيريا والطفيليات والخمائر التي تساعد في الهضم وتقوي عمل جهاز المناعة].

كذلك تتنامى الأدلة التي تشير إلى أن ذلك الأمر [إلحاق الأذى بالميكروبيوم] يشكل الطريق الذي يشرح الخطورة والأذية المتأتية من الـ"يو بي إف".  

يشار إلى الأمعاء بمسمى الدماغ الثاني، ونقف الآن عند مستهل تفهم تأثيرات صحة الأمعاء (أو اعتلالها)، وقد شرعت هذه المساحة المتنامية من بحوث التغذية في الكشف عن الدور الأساس الذي تؤديه الأمعاء لحسن صحتنا، ويشمل ذلك الصحة العقلية والحفاظ على الوزن والمناعة وتنظيم الهرمونات والهضم والتمثيل الغذائي، وترتبط زيادة استهلاك الـ"يو بي إف" مع نحو 50 في المئة من الزيادة في خطر الوفيات المتصلة بأمراض القلب، وما يتراوح بين 48 و58 في المئة من ارتفاع خطر معاناة التوتر والاضطرابات العقلية الشائعة، و12 في المئة من تفاقم أخطار الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأعتقد بأن هذا يمكن إرجاعه لمدى الانتظام (أو عدمه) في عمل الأمعاء. [التمثيل الغذائي هو أساساً سلسلة عمليات تؤدي إلى استخراج الطاقة من الطعام].

العلاقة بين السمنة والأمعاء

تتميز الأطعمة الفائقة التصنيع بتعرضها لعمليات واسعة من المعالجة الصناعية، وتحوي غالباً ملونات ومستحلبات ومنكهات ومواد مضافة أخرى، وقد شملت كثرة من البحوث في هذا المجال مسألة السمنة بوصفها عنصر خطورة يطاول تقريباً كل الأمراض غير المعدية التي تناولتها الدراسة الجديدة. كذلك أظهرت بحوث موازية أن "ميكروبيوم" الأمعاء يتصل بشكل أصيل مع خطر تكون السمنة، مع الإشارة إلى أن أمراض التمثيل الغذائي المتصلة بالسمنة تتميز بتبدلات محددة في تركيبة وعمل الـ"ميكروبيوم" في أمعاء البشر.

وأوضحت بحوث أن الميكروبات المستوطنة للجهاز الهضمي تستطيع أن تؤثر في كمية الطاقة التي نستخرجها من الطعام، وكذلك كيفية تفكيكنا للنشويات والألياف وتحويلها إلى أحماض دهنية قصيرة السلاسل [أي أنها تتكون من أعداد محدودة من الجزئيات والذرات] القابلة للامتصاص والتحول إلى مصدر لطاقة الجسم، وكذلك يستطيع "ميكروبيوم" الأمعاء التأثير في انتظام الشهية والشبع عبر إنتاج مواد معينة تتكون كنتيجة للتمثيل الغذائي فيها، وتمارس تلك المواد تأثيرات في الدماغ.

وهناك أسباب عدة لكيفية تأثير استهلاك كميات كبيرة من "يو بي إف" على صحة الـ "ميكروبيوم" في أمعائك، ويشمل ذلك افتقاد الطعام لمغذيات نافعة والإفراط في استهلاك مكونات غذائية غير صحية وزيادة فائضة في استهلاك المواد المضافة كالمستحلبات والمُحليات الاصطناعية، ومن شأن تلك المعطيات كلها أن تؤثر في أمعائنا التي تترك بصمتها على مدى كفاءة هضمنا للطعام وتخزيننا له.

غيّر أنواع الأطعمة كي تتنوع البكتيريا في الأمعاء

في الغالب تحوي أطعمة "يو بي إف" القليل من الألياف، فيما تغتني بالدهون والسكريات التي تؤثر سلباً في تنوع "ميكروبيوم" الأمعاء، وبهدف الحفاظ على جودة التنوع في ميكروبات الأمعاء يجب عليك زيادة ما تأكله من الألياف، إذ قد تشكل أنواع "يو بي إف" الكثيفة بالمغذيات طريقة في تحقيق ذلك، مع ملاحظة أن أناساً كثيرون لا يأكلون أطعمة أخرى غنية بالألياف على غرار البقول والحبوب الكاملة، وفي الوقت نفسه ثمة أنواع من "يو بي إف" تمتلئ بالسكر والدهون غير الصحية، على غرار الوجبات المجهزة التي غالباً ما تباع في السوبرماركت بوصفها "خيارات صحية"، إذ يجب حذفها وشراء الأطعمة الكاملة الحلوة طبيعياً على غرار الفواكه وزيت السمك والمكسرات والبذور.

واستكمالاً فقد تحفز "الأطعمة الفائقة التصنيع" نمو الجراثيم المضرة في الأمعاء، إذ تتغذى الأخيرة على تلك الأنواع من الأغذية، وقد يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن في مجموعات الجراثيم المستقرة في الأمعاء، ويُعرف ذلك باسم "اختلال التشارك البيولوجي" dysbiosis، وقد يسهم الأخير في التهاب الأمعاء وزيادة التسرب عبر الحاجز المعوي مما يحمل إمكان إحداث التهاب شامل ويزيد خطورة الأمراض المزمنة [لا تمر الأشياء كلها من دواخل الأمعاء إلى خارجها، بما في ذلك عملية امتصاص المكونات الغذائية منها، بل تحتجز أشياء كثيرة تكون مضرة في الغالب].

وإلى جانب إحداث تبديل غذائي لتحسين استهلاك الألياف، بما في ذلك المواد المسماة "بروبيوتيك" Probiotic التي تساعد في تغذية الجراثيم المفيدة في أمعائك، تستطيع أيضاً تحري الأطعمة الغنية بالبكتيريا المفيدة على غرار اللبن اليوناني واللبن العادي والخضراوات المخمرة.

تعرف إلى الأنظمة الغذائية المفيدة للجراثيم النافعة

تعمل الألياف بوصفها "بريبايوتك" Prebiotic، ويعني ذلك أنها مفيدة ومغذية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، وتنتج تلك البكتيريا أحماضاً دهنية بسلاسل قصيرة في تركيبتها الكيماوية،short-chain fatty acids، اختصاراً "إس سي أف إيه إس" SCFAs، وهي أساس في حماية سلامة الحاجز المعوي وتنظيم عمل جهاز المناعة. وتتميز أطعمة "يو بي إف" نموذجياً بقلة ما تحويه من الألياف، خصوصاً تلك التي تعمل بوصفها "بريبايوتك" في الأمعاء، مما قد ينقص في أعداد البكتيريا المفيدة وما تفرزه من مواد أثناء عمليات التمثيل الغذائي فيها، مما يحمل إمكان إنهاك صحة الأمعاء والوظائف المناعية.

وبإمكانك أن تدعم البكتيريا في أمعائك عبر استهلاك كميات وافرة من أطعمة الـ"بريبايوتك" التي تشمل الثوم والبصل والموز والكراث والهليون والشعير والشوفان، إضافة إلى البطاطا المسلوقة بعد ابترادها، والرز والمعجنات التي توصف بكونها نشويات الـ "بريبايوتك" المقاومة prebiotic-resistant starches. [يقصد بذلك بأنها تعمل بطريقتين، إحداها تغذية البكتيريا النافعة على طريقة بريبايوتك العادية، والأخرى أنها تلتصق بالجدار الداخلي للأمعاء فتضحي مأوى تعشعش في البكتيريا المفيدة].

لاحظ "التحذيرات" على بطاقات الأطعمة

قد يتولد تأثير مباشر في جراثيم الأمعاء من بعض المواد المضافة الشائعة التوافر في "يو بي إف"، على غرار المستحلبات والمحليات الاصطناعية والمواد الحافظة، ومثلاً بينت دراسات أُجريت على حيوانات أن بعض المستحلبات تبدل تركيبة جراثيم الأمعاء وتزيد خطورة حدوث التهابات فيها، وكذلك الحال بالنسبة إلى ظاهرة "التناذر الغذائي" metabolic syndrome [إشارة إلى اضطراب يتمثل في حدوث ارتفاع في مستوى الإنسولين، الهرمون الذي يحرق السكر ويتعامل مع الدهون، إلى حد التأهيل للإصابة بالسكري، ويترافق ذلك مع تأهيل للسمنة وارتفاع الضغط وما يتصل بذلك من اضطرابات مرضية].

وعلى رغم أن تلك الدراسات لم تثبت وجود رابط سببي مباشر لتلك المعطيات في الإنسان، إلا أن الأدلة تتراكم موحية بأن "الأطعمة الفائقة التصنيع" تؤثر سلباً في جراثيم الأمعاء وصحة الجسد.

كذلك ألقت البحوث الضوء على معطيات تثير مخاوف بارزة في شأن تأثير المستحلبات الموجودة في "يو بي إف" في جراثيم الأمعاء، مع إمكان إسهامها في إحداث مشكلات في صحة الأمعاء، بما في ذلك "المرض الالتهابي للأمعاء" وزيادة قابلية التسريب من الأمعاء ونشوء الالتهابات.

وفي الغالب تضاف المستحلبات إلى "يو بي إف" كي تعطيها قواماً واستقراراً، وقد تبين في دراسات أجريت على الخلايا والحيوانات أن المستحلبات تخلخل تركيبة الغشاء المخاطي في الأمعاء، وتزيد التسريب منها وتحرك الآليات الالتهابية فيها، ومن المستطاع أن يحفز ذلك الاضطراب ميكروبات معوية قد تتسبب في مرض "الالتهاب المعوي".

وفي المقابل توحي المعطيات المتضمنة في الدراسة الجديدة بأن الأدلة التي من شأنها تعزيز القول بوجود علاقة بين "يو بي إف" وتلك الحالات المرضية لا تزال محدودة.  

كذلك من شأن المحلّيات الاصطناعية أن تولد تأثيراً وقد تندرج ضمن العوامل التي تربط بين الأطعمة الفائقة التصنيع وبين زيادة خطورة الإصابة بالسمنة والنوع الثاني من مرض السكري، وسبق أن تبين وجود تأثير للمُحليات على غرار "أسبارتام" aspartame، في مقاومة الخلايا للأنسولين، مع ما يخلفه من تأثير على امتصاص السكر من الأمعاء إلى الدم، وقد تفحصت دراسات اخرى تأثيرات "أسبارتام" و"سكرالوز" sucralose [نوع آخر من المُحليات الاصطناعية]، وبينت حدوث تغيرات معينة في بكتيريا الأمعاء مرتبطة باستهلاك هذين النوعين من المحليات الاصطناعية، وربما يؤدي ذلك إلى تبدل آليات التمثيل الغذائي التي رُصد ارتباطها سابقاً مع القدرة على تحمل السكر و"اختلال التشارك البيولوجي".

والتساؤل الأساس في شأن أطعمة "يو بي إف" يتعلق بالتعرف إلى ماهية المواد المضافة من جهة ونوعية الأذى الذي ينجم عن كل منها على حدة.

وفي المقابل لم تحسم البحوث في هذه الأمور حتى الآن، وفي اللحظة الراهنة فالأرجح أن الدراسات التي ركزت على المستحلبات والمُحليات الاصطناعية هي الحلقة الأقرب في ذلك المجال، ولعل ذلك يشكل سبباً في حذف تلك الأطعمة من النظام الغذائي، لكن أية عملية حذف للأطعمة يجب أن تمارس بصورة متوازنة كي لا تتسببب في تقليص ما يصلك من المغذيات الأخرى، مما قد يؤدي لاحقاً إلى علاقة غير صحية مع الطعام.

تجنب ظاهرة "الأمعاء المُسَربَة"

وقد يلحق الوهن بالحاجز المعوي بأثر من التغيرات في "ميكروبيوم" الأمعاء، على غرار زيادة الالتهابات وانخفاض إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلاسل التي يحدثها استهلاك "الأطعمة الفائقة التصنيع". وتأتي أهمية ذلك المعطى من أن زيادة التسريب من الأمعاء قد تتيح للسموم الداخلية للبكتيريا أن تدخل مجرى الدم، وبالتالي يسهم ذلك في حدوث التهابات مع الأخطار الصحية المرتبطة به على غرار زيادة خطورة "مرض التهاب الأمعاء الغليظة" وأمراض القلب والجهاز الدوري وأمراض جهاز المناعة.

واستكمالاً فإن حقيقة انخفاض كثافة المغذيات في أنواع كثيرة من "يو بي إف" يحمل بحد ذاته تهديداً كامناً بظهور اعتلال في صحة الأمعاء، وفي المقابل ثمة حاجة إلى التوسع في البحوث بغية التعرف إلى درجة الضرر الذي يصيب جراثيم الأمعاء بتأثير المواد المضافة مثل المستحلبات والمُحليات الاصطناعية، ونحن نعرف أن زيادة الأطعمة المحتوية على كميات عالية من الألياف على غرار الحبوب الكاملة والبقول والفواكه والخضراوات قد تساعد في تقوية الحاجز المعوي.

واستطراداً فالخيار متروك لك في شأن تصديق مدى التأثير الفعلي لأطعمة "يو بي إف" في صحتنا، وكذلك الحال بالنسبة إلى الارتباك في شأن التصنيف الحالي لتلك الأطعمة، وفي المقابل يجب عدم إغفال أن التركيز على اتباع نظام غذائي يحوي أطعمة كاملة تكون في الهيئة الأقرب إلى حالتها الطبيعية سيفيد صحتك.

وفي الوقت نفسه يجدر توخي اتباع مقاربة واقعية حول الأكل باعتبار ذلك يشكل الطريق الأقرب إلى الصواب في تحقيق التناسق على المدى الطويل، وبالتالي فإذا تضمنت تلك المقاربة احتواء نظامك الغذائي على بعض أنواع أطعمة "يو بي إف" فلا بأس في ذلك، شرط موازنة ذلك مع خيارات الأكل الصحي. وباتباع تلك الطريقة يستطيع الناس التوصل إلى الأكل الصحي الجيد ضمن حدود مقدراتهم في المال والوقت التي تفرض على كثيرين التعايش معها.

إن إدراك إمكان الحصول على مكاسب سهلة من الصحة الجيدة للأمعاء يجسد الخطوة الأولى التي نستطيع النهوض بها جميعاً على طريق الوصول إلى نظام غذائي صحي بالفعل.

كتاب "أخرِج حياتك من المُصنع، كتاب الطبخ الجديد الذي يساعدك على التحرر من الأطعمة الفائقة التصنيع"، متوافر في المكتبات البريطاني

© The Independent

المزيد من صحة