Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علماء يكشفون عن سبب جيني محتمل للإصابة بمرض ألزهايمر

نتائج الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يحملون نسختين من الجين "أبوليبوبروتين ب 4" عرضة لتطوير المرض العصبي

وجود مستويات غير طبيعية من بروتين الأميلويد في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي هو علامة مفتاحية لمرض ألزهايمر (أ ف ب)

ملخص

دراسة جديدة تشير إلى أن عوامل وراثية قد تكون هي السبب، وليس مجرد خطر الاحتمال، لبعض أشكال مرض ألزهايمر

يقول العلماء إنهم حددوا شكلاً وراثياً جديداً لمرض ألزهايمر مما يبرز الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات علاجية ووقائية متخصصة.

وأفاد باحثون من الولايات المتحدة بأن معظم الأشخاص تقريباً الذين يحملون نسختين من الطفرة الجينية "أبوليبوبروتين ب 4" APOE4 [وتُعرف أيضاً باسم صميم البروتين الشحمي E 4]، المعروفة باسم متماثل الزيغوت homozygotes، من المرجح أن تظهر عليهم علامات المرض العصبي هذا.

وقالوا إنه كان معروفاً سابقاً ارتباط هذا الجين بارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن العلماء يعتقدون الآن أن 95 في المئة من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ65 ويحملون نسختين من الجين "أبوليبوبروتين ب 4" يُظهرون علامات مبكرة للمرض، مما يجعل الجين شكلاً وراثياً مميزاً لمرض ألزهايمر.

ولوحظ أيضاً أن هؤلاء الأشخاص يصابون بالمرض بشكل مبكر بالمقارنة مع الأشخاص الذين يحملون طفرات أخرى من "أبوليبوبروتين ب 4".

وتستند النتائج، التي نشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine، إلى بيانات سريرية لأكثر من 10 آلاف شخص، إضافة إلى بيانات طبية لأكثر من 3 آلاف متبرع بالأدمغة.

وقال الدكتور خوان فورتيا، مدير المجال البحثي للأمراض العصبية وعلم الأعصاب والصحة العقلية في معهد سانت بو للبحوث في برشلونة، إسبانيا، "هذه البيانات تمثل إعادة صياغة مفاهيم المرض أو يعنيه تماثل الزيغوت في حالة الجين ’أبوليبوبروتين ب 4‘"، مضيفاً "هذا الجين معروف منذ أكثر من 30 عاماً، وكان معروفاً بارتباطه بأخطار أعلى للإصابة بمرض ألزهايمر".

واستطرد "ولكن بتنا ندرك الآن بأن جميع الأفراد الذين يحملون نسخة ثنائية من هذا الجين يختبرون التغييرات البيولوجية المصاحبة لمرض ألزهايمر".

كما أشار أيضاً إلى أهمية النتائج لأن جين "أبوليبوبروتين ب 4" يمثل نسبة تتراوح بين 2 في المئة و3 في المئة من السكان العام.

ووفقاً للباحثين، يبرز ذلك ضرورة تطوير استراتيجيات بحث متخصصة، ونهج علاجي مبتكر، وتنظيم تجارب سريرية مخصصة لهؤلاء الأشخاص.

من جانبها، أضافت الدكتورة ريسا سبرلينغ، أستاذة علم الأعصاب في كلية هارفارد الطبية، ومديرة مركز بحوث وعلاج ألزهايمر في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، ماساتشوستس، في الولايات المتحدة "هذه الأبحاث تكشف حقاً أهمية البدء في علاجهم في مراحل مبكرة جداً، في سن مبكر وفي مراحل تطور المرض الأولى، لأننا نعلم أنهم عرضة جداً للتدهور السريع".

وأضافت "بالتالي يجب علينا التفكير في كيفية معالجة من يحملون الجين "أبوليبوبروتين ب 4"، لافتةً إلى أن "هؤلاء في حالة يأس - لقد شهدوا تبعات المرض (خلال إصابة أهلهم)".

وهنالك ثلاث طفرات جينية:

بروتين طليعة النشواني (APP)

بريسينيلين 1 (PSEN1)

بريسينيلين 2 (PSEN2)

وهي معروفة بأنها تسبب شكلاً نادراً من مرض ألزهايمر يعرف بـالمسيطر Autosomal Dominant Alzheimer's Disease (ADAD) (الإصابة المبكرة لمرض ألزهايمر المسيطر).

وهذا النوع من المرض ينتقل عبر الأجيال في العائلات.

ويعد الجين "أبوليبوبروتين ب" أحد الجينات المرتبطة بمرض ألزهايمر، ويأتي بثلاثة متغيرات مختلفة هي: "أبوليبوبروتين ب 2"، "أبوليبوبروتين ب 3"، و"أبوليبوبروتين ب 4".

وكل فرد يحمل نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4"، واحد من كل من الوالدين.

وكشفت دراسات سابقة أن وجود متغير جيني "أبوليبوبروتين ب 4" واحد والذي يعتقد أن نحو 25 في المئة من الأشخاص في المملكة المتحدة يحملونه، يضاعف خطر الإصابة بالمرض بثلاث مرات تقريباً، فيما يزيد حمل نسختين من هذا المتغير الخطر بمقدار يصل إلى إثني عشرة مرة.

وفي الدراسة الحالية، وجد الفريق أن غالبية الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4" أظهروا علامات المرض بحلول سن الخامسة والخمسين، مقارنة بالأشخاص الذين يحملون متغير جيني آخر، مثل "أبوليبوبروتين ب 3".

وعند بلوغ سن الخامسة والستين، كانت لدى معظمهم (95 في المئة) مستويات غير طبيعية من بروتين يعرف باسم الأميلويد في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي - وهو علامة مفتاحية لمرض ألزهايمر.

وأظهرت الفحوصات أن 75 في المئة من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 65 ويحملون نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4" ظهر لديهم تراكم كثيف لبروتين الأميلويد في الدماغ، وهو ما يسبق ظهور أعراض متغيرات "أبوليبوبروتين ب" الأخرى بسبعة إلى 10 سنوات.

وتعليقاً على الدراسة، قال البروفيسور جوناثان شوت، كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة "أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة" Alzheimer’s Research UK "في هذه الدراسة الكبيرة التي أُجريت بشكل جيد، أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين ورثوا نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4" تقريباً جميعهم طوروا تغيرات مرتبطة بمرض ألزهايمر في الدماغ بحلول منتصف سن الستينيات".

وأضاف "كان هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالخرف وكان يحصل ذلك في سن أصغر مقارنة بالأشخاص الذين يحملون تركيبات مختلفة من جين "أبوليبوبروتين ب".

وأوضح "في الوقت الحالي، لا ننصح بإجراء الكشف عن جين ’أبوليبوبروتين ب 4‘ إلا عند المشاركة في الأبحاث، لكن قد تتغير هذه النصيحة في المستقبل".

وأشار إلى أن مؤسسة "أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة" تمول مشاريع بحثية لفهم سبب زيادة خطر المرض لدى حملة جين "أبوليبوبروتين ب 4".

من جهته، قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المشارك للبحث والابتكار في جمعية ألزهايمر "أظهرت لنا هذه الدراسة، أن هذا الجين بعينه قد يلعب دوراً هاماً في تطور مرض ألزهايمر، مما يقترح أن وجوده ليس مجرد عامل خطر، بل قد يكون مؤشراً أيضاً على شكل جديد من مرض ألزهايمر".

وأضاف "تشير الرؤى المستمدة من الدراسة إلى أنه في المستقبل قد يكون من الأهمية أخذ جينات الشخص في الاعتبار عند التخطيط لتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أو عند النظر في علاج المصابين بالفعل بالمرض".

المزيد من صحة