Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تلقي بـ"كرة الهدنة" في ملعب "حماس" والحركة: "لن نتنازل"

الأمم المتحدة تحذر من الهجوم على رفح وبريطانيا تدعم "ميناء المساعدات"

ملخص

شددت حركة "حماس" على أنها لن تتنازل عن مطالبتها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين.

ألقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة كرة مفاوضات الهدنة مجدداً في ملعب "حماس"، مؤكداً أن الأمر يرجع إلى الحركة في الموافقة على وقف لإطلاق نار يسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وبإجراء محادثات حول "حل دائم" للصراع.

وغادرت "حماس" محادثات في القاهرة ترمي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل شهر رمضان وسط مخاوف إزاء تصعيد العنف خلال رمضان.

وتتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات في عدم التوصل إلى اتفاق سيلزم الحركة بتحرير بعض المحتجزين مقابل تطبيق هدنة لمدة 40 يوماً. وسيفرج أيضاً عن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.

وقال بلينكن قبل اجتماعه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن واشنطن لا تزال تضغط من أجل تطبيق وقف لإطلاق النار. وأضاف "المشكلة هي (حماس). المشكلة هي إذا ما كانت (حماس) ستقرر أم لا تطبيق وقف لإطلاق النار سيفيد الجميع". وتابع "الكرة في ملعبهم. نحن نعمل بكثافة على ذلك، وسنرى ماذا سيفعلون".

وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما يزيد على 30 ألف فلسطيني قتلوا منذ إطلاق تل أبيب حملتها العسكرية رداً على هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل التي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.

تشديدات "حماس"

بدورها، شددت حركة "حماس" اليوم الجمعة على أنها لن تتنازل عن مطالبتها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين.

وقال المتحدث باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة أبو عبيدة في بيان متلفز إن "أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو، ولا تنازل عن ذلك".

وتطالب "حماس" أيضاً بعودة مئات آلاف المدنيين النازحين والبدء بإعادة إعمار القطاع المدمر.

 

 

من جهتها، تطالب إسرائيل بأن تقدم "حماس" لائحة واضحة بأسماء المحتجزين الذين لا يزالون أحياءً في غزة.

إلى ذلك، دعا أبو عبيدة "أبناء شعبنا في الضفة (الغربية) والقدس وعرب 48 إلى النفير نحو المسجد الأقصى" خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، و"عدم السماح لإسرائيل بتغيير الواقع على الأرض"، مضيفاً "نستقبل رمضان بالجهاد والرباط في زمن عز فيه الرجال".

وتجهد الولايات المتحدة وقطر ومصر لانتزاع اتفاق على هدنة في غزة قبل رمضان، لكن المفاوضات التي جرت هذا الأسبوع في القاهرة لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة.

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع من وضع "بالغ الخطورة" في إسرائيل، وخصوصاً في القدس إذا استمرت المواجهات خلال شهر رمضان.

وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الجمعة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي تواصل إسرائيل قصفه بلا هوادة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب.

قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة إنه لا يجوز السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على مدينة رفح الحدودية في قطاع غزة لأنه سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح.

وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان جيريمي لورانس "إذا شنت إسرائيل هجومها العسكري على رفح، حيث يلجأ 1.5 مليون في ظروف مؤسفة وغير إنسانية، فإن أي هجوم بري على رفح سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح وسيزيد من خطر وقوع المزيد من الجرائم الوحشية".

ترحيب بريطاني

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة إن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة لفتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة.

وأضاف على وسائل التواصل الاجتماعي "إلى جانب الولايات المتحدة، تعلن بريطانيا وشركاؤها فتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة".

وتابع "نواصل حث إسرائيل على السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول إلى غزة باعتبارها أسرع وسيلة لتوصيل المساعدات إلى من يحتاجون إليها".

تبرير إسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن مراجعة لتدافع وقع أثناء توزيع مساعدات إنسانية في غزة الشهر الماضي وأودى بحسب "حماس" بحياة 115 فلسطينياً، خلصت إلى أن قواته "أطلقت النار بدقة" على مشتبه فيهم اقتربوا من جنود في مكان قريب.

ودعا قادة من حول العالم إلى فتح تحقيق في الحادثة التي وقعت في 29 فبراير (شباط) الماضي عندما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على أشخاص تجمعوا للحصول على مواد غذائية من قافلة شاحنات، وأعلن الجيش الإسرائيلي حينذاك أن "تدافعاً" وقع عندما احتشد الآلاف حول القافلة.

وفي أولى النتائج التي نشرها اليوم الجمعة، أفاد الجيش في بيان بأن "مراجعة للقيادة خلصت إلى أن جنود قوات الدفاع الإسرائيلية لم يطلقوا النار على قافلة المساعدات الإنسانية، بل أطلقوا النار على عدد من المشتبه فيهم الذين اقتربوا من قوات قريبة وشكلوا تهديداً لها".

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" أن 115 شخصاً قتلوا وجرح 750 على الأقل في الحادثة، متهمة القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عليهم.

 

 

وقال شهود إن آلاف الأشخاص سارعوا باتجاه شاحنات المساعدات في مدينة غزة صباح ذلك اليوم وأطلق الجنود النار على الحشد لدى اقتراب أشخاص من الدبابات.

وأفاد فريق تابع للأمم المتحدة زار مستشفى الشفاء في مدينة غزة في اليوم التالي للحادثة بأنه رأى "عدداً كبيراً من المصابين بجروح ناجمة عن طلقات نارية" في أوساط عشرات المرضى الفلسطينيين.

وفي بيانه اليوم، أفاد الجيش بأن حوالى 12 ألف فلسطيني تجمعوا حول شاحنات المساعدات وبدأوا أخذ الإمدادات، وقال "خلال عملية النهب، وقعت حوادث تلحق ضرراً بالغاً بالمدنيين بسبب التدافع ودهس الشاحنات للناس".

وتابع أنه حينذاك "تقدم العشرات من أهالي غزة باتجاه جنود قوات الدفاع الإسرائيلية، لمسافة تصل إلى عدة أمتار عنهم وشكلوا بالتالي تهديداً حقيقياً للقوات في تلك اللحظة".

وأكد الجيش أن جنوده "أطلقوا نيراناً تحذيرية لإبعاد المشتبهين" وبعدما واصلوا تقدمهم "أطلقت القوات النار بدقة باتجاه عدد من المشتبه فيهم لإزالة الخطر".

جاء الإعلان بعد أكثر من خمسة شهور على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

واندلعت الحرب بعد هجوم نفذته "حماس" في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وترد إسرائيل بقصف مدمر على قطاع غزة وعمليات برية ما تسبب بمقتل 30878 ألف شخص غالبيتهم العظمى مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

طرود غذائية

وأنزلت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة، مجدداً طروداً غذائية جواً الخميس في غزة للسكان المهددين بالمجاعة والذين تقصفهم إسرائيل بلا هوادة، مع تراجع الآمال في إبرام هدنة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب المدمرة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن "في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأميركي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة" من أجل نقل مزيد من المساعدات الإنسانية عبر البحر إلى القطاع المحاصر، بحسب مسؤولين في واشنطن.

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن بايدن سيعلن أن الجيش الأميركي سينشئ ميناء موقتاً على ساحل غزة على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

وذكر المسؤولون أن الخطة لا تتضمن نشر عسكريين أميركيين في غزة.

وأضافوا في إفادة صحافية أيضاً أن حركة "حماس" تعطل التوصل إلى اتفاق جديد مع إسرائيل لوقف إطلاق النار لستة أسابيع وتحرير الرهائن لأنها رفضت إطلاق سراح المرضى والمسنين منهم.

وقال مسؤول إن الاتفاق "مطروح الآن على الطاولة ومطروح منذ ما هو أبعد من الأسبوع الماضي" في إشارة إلى المفاوضات التي تعثرت في مصر، مضيفاً أن وقف إطلاق النار الموقت ضروري "لتقديم الإغاثة الفورية لسكان غزة".

وتقول "حماس" إن إسرائيل هي المسؤولة عن هذا المأزق بسبب رفضها لمطالبها بإنهاء هجومها وسحب قواتها.

 

 

يأتي قرار بايدن الخاص بإنشاء الميناء الموقت وسط تحذيرات الأمم المتحدة من انتشار مجاعة بين 2.3 مليون فلسطيني بالقطاع في ظل حرب مستمرة منذ نحو خمسة أشهر بين القوات الإسرائيلية و"حماس".

ويواجه بايدن، الداعم القوي لإسرائيل، ضغوطاً سياسية متزايدة لإنهاء الهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك حركة احتجاجية للناخبين الديمقراطيين لحجب دعمهم عنه في الانتخابات التمهيدية للحزب قبل الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني).

ميناء في غزة

قال أحد المسؤولين إن بايدن سيعلن في خطابه أمام الكونغرس أمره للجيش الأميركي "بالاضطلاع بمهمة طوارئ لإنشاء ميناء في غزة، والعمل مع... الشركاء على تقديم المساعدات الإنسانية".

وسيستوعب الميناء السفن الكبيرة المحملة بالغذاء والمياه والإمدادات الطبية والمعيشية.

وأوضح المسؤولون أن واشنطن ستعمل مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين والإقليميين لبناء تحالف من الدول التي ستساهم بإمدادات وأموال.

وقال مسؤول إسرائيلي يوم الخميس إن إسرائيل "تدعم بالكامل إنشاء ميناء موقت" على ساحل غزة لتوصيل مساعدات إنسانية عن طريق البحر وستنسق بشأن تطوير المشروع مع الولايات المتحدة.

 

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إنه بينما تعمل إسرائيل على زيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات المسموح لها بالدخول إلى القطاع المحاصر وتقوم الولايات المتحدة ودول أخرى بإسقاط الإمدادات جواً، فإن كمية المساعدات التي تصل غير كافية.

وتابع "لن ننتظر الإسرائيليين" حتى يسمحوا بدخول المزيد من المساعدات، "هذه لحظة تولي أميركا قيادة الأمور".

وأضاف المسؤول أن الميناء الذي سيكون موقتاً سيزيد حجم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع الذي مزقته الحرب "بمئات الشحنات الإضافية" يومياً، وأن الولايات المتحدة ستنسق الأمن مع إسرائيل.

ومضى المسؤول يقول إن الولايات المتحدة ستعمل أيضاً مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية التي "تفهم (طبيعة) توزيع المساعدات داخل غزة" وإن الإمدادات الأولية ستأتي من قبرص.

ونوه أن العملية "ستستغرق عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ" وأن القوات الأميركية المناط بها المشاركة في العملية إما موجودة في المنطقة بالفعل أو ستبدأ التحرك إلى هناك قريباً.

وأوضح المسؤولون أن العملية الأميركية ستعتمد على مبادرة الحكومة القبرصية لجمع المساعدات الإنسانية في مدينة لارنكا الساحلية بالجزيرة على بعد 210 أميال بحرية من غزة.

وبذلك ستتمكن إسرائيل من فحص الشحنات قبل نقلها إلى غزة. وقال أحد المسؤولين إن الميناء الموقت في غزة سيديره الجيش في البداية، لكن لدى واشنطن رؤية بأن يتحول إلى منشأة تجارية في وقت لاحق.

المزيد من متابعات