Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات الهدنة متعثرة وبايدن: الأمر في أيدي "حماس" الآن

مفاوضو الحركة يمددون بقاءهم في القاهرة ويصرون على إعلان وقف إطلاق النار قبل تبادل الرهائن

ملخص

مع ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة

فيما بدت المحادثات التي استضافتها القاهرة بين حركة "حماس" ووسطاء لوقف الحرب في غزة متعثرة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء إن اتفاق وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين هو في أيدي الحركة الآن.

وأضاف أن وقف إطلاق النار ضروري لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، وقال للصحافيين، "يجب علينا إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة"، محذراً من أنه "من الخطر جداً" عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار بحلول رمضان.

في المقابل، صرّح القيادي في "حماس" أسامة حمدان اليوم بأن تبادل الرهائن والسجناء لا يمكن أن يحدث إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار. وأضاف في مؤتمر صحافي في بيروت، موجهاً حديثه لبايدن والإدارة الأميركية، أن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح أهم من إرسال المساعدات إلى غزة.

وجاء ذلك فيما قرر مفاوضو "حماس" اليوم البقاء ليوم ثالث في القاهرة لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار بعد مرور يومين من دون تحقيق أي انفراجة، ومع اقتراب الموعد النهائي المقترح لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتجنب حدوث مجاعة في القطاع الفلسطيني.

وقال قيادي في الحركة لـ"رويترز"، "الوفد سيبقى في القاهرة اليوم الثلاثاء لمزيد من المحادثات ومن المتوقع أن تنجز هذه الجولة من المفاوضات في نهاية اليوم".

وذكرت ثلاثة مصادر أمنية مصرية لـ"رويترز" أن إسرائيل و"حماس" لديهما الرغبة في التوصل إلى اتفاق لكنهما متمسكتان بمطالبهما التي تعرقل الاتفاق حتى الآن. ويستكمل وسطاء مصريون التواصل مع نظرائهم الإسرائيليين على رغم غياب وفد إسرائيلي عن محادثات القاهرة. ونقلت قناة "القاهرة" الإخبارية أيضاً عن أحد المصادر قوله "هناك مصاعب تواجه المفاوضات"، لكنها ما زالت مستمرة.

بلينكن يحمل "حماس" المسؤولية

وفي وقت سابق اليوم، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "حماس" إلى القبول بـ"وقف إطلاق نار فوري" مع إسرائيل.

وأكد بلينكن خلال لقاء مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مقر وزارة الخارجية الأميركية أن "لدينا فرصة لوقف فوري لإطلاق النار يمكن رهائن من العودة لديارهم ولزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، وبعد ذلك وضع الشروط الآيلة إلى حل دائم"، مضيفاً أن "على حماس اتخاذ القرارات حول ما إذا كانت مستعدة للدخول في وقف إطلاق النار هذا".

وحث بلينكن إسرائيل على استخدام "كل السبل الممكنة" لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قائلاً إن الوضع الحالي في القطاع المكتظ بالسكان غير مقبول ولا يمكن أن يستمر.

وقال إن هناك فرصة سانحة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين تل أبيب و"حماس"، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع الآن على الحركة للمشاركة في تلك المحادثات.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء قال القيادي في "حماس" باسم نعيم إن الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن رداً من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة.

وأضاف نعيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يريد اتفاقاً، والكرة في ملعب الأميركيين" للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.

وتمتنع إسرائيل عن التعليق علناً ​​على محادثات القاهرة.

وقال مصدر لـ "رويترز"، في وقت سابق، إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن "حماس" رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وأوضح نعيم أن هذا يستحيل من دون وقف إطلاق النار أولاً بالنظر إلى أن الرهائن موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.

آمال؟

وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوماً يتم خلالها إطلاق عشرات الرهائن وضخ المساعدات إلى غزة للحيلولة دون وقوع مجاعة، وذلك قبل شهر رمضان.

وقالت مصادر أمنية مصرية، أمس، إنها كانت لا تزال على اتصال مع الإسرائيليين بما يسمح بمضي المفاوضات من دون مشاركة وفد إسرائيلي.

أكبر عملية إنزال مساعدات

واليوم، أعلن الجيش الأردني أن ثماني طائرات عسكرية بينها ثلاث أردنية وثلاث أميركية وواحدة فرنسية وأخرى مصرية قامت بإنزال مساعدات في قطاع غزة في أكبر عملية من هذا النوع منذ بدء الحرب.

وقال الجيش الأردني، في بيان، "نفّذت القوات المسلحة الأردنية ثمانية إنزالات جوية مشتركة مع دول شقيقة وصديقة هي الأكبر منذ بدء عمليات الإنزال حتى اليوم" شاركت فيها "ثلاث طائرات من نوع سي 130 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وثلاث طائرات أميركية، وطائرة مصرية، وطائرة فرنسية"، وأضاف أن "المساعدات الإغاثية والغذائية استهدفت عدداً من المواقع في شمال غزة، في وقت تضمنت المساعدات مواد مقدمة من برنامج الأغذية العالمي".

وبلغ عدد عمليات الإنزال المماثلة التي أعلن عنها الجيش الأردني منذ بدء الحرب في قطاع غزة 28، نُفّذت 15 منها بالاشتراك مع دول عدة هي فرنسا وبريطانيا وهولندا والإمارات ومصر.

حصيلة القتلى

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ "حماس"، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة الى 30631 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وإصابة 72043 آخرين.

وأفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف أحد المنازل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة 98 تواصل عملياتها في مدينة حمد شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وفي الضفة الغربية، أفيد بأن قوات إسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة شاب بالرصاص الحي في الوجه خلال اقتحام المخيم.

"الأونروا"

مع ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أمس الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن تفكيك "الأونروا" الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة. وقال إن "تفكيك (الأونروا) خطوة متهورة عبر القيام بها سنضحي بجيل كامل من الأطفال، وسنزرع بذور الكراهية والاستياء و(اندلاع) نزاع مقبل"، معتبراً أن "من السذاجة" الاعتقاد أن زوال الوكالة يمكن أن يتم من دون تهديد السلام والأمن العالميين.

وندد لازاريني بـ"حملة متعمدة ومتضافرة لتقويض" عمليات "الأونروا"، بهدف نهائي هو "وضع حد لها". وقال "يشمل جزءاً من هذه الحملة إغراق المانحين بمعلومات مضللة تهدف إلى تأجيج انعدام الثقة وتشويه سمعة الوكالة".

وسبق للوكالة أن واجهت اتهامات إسرائيلية بضلوع موظفين في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما دفع عديداً من الدول إلى تعليق تمويلها في خضم ظروف إنسانية كارثية بقطاع غزة.

وأعلنت الأمم المتحدة على الفور فصل الموظفين المتهمين. في موازاة ذلك كلف الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش فريقاً مستقلاً إجراء تقييم لـ"الأونروا" و"حياديتها".

وسارعت دول غربية عدة في أعقاب هذه الاتهامات إلى تعليق تمويل الوكالة، لكن لازاريني شدد على أن إسرائيل لم تقدم أي أدلة على اتهاماتها. وقال "دعوني أخبركم بما هو على المحك إذا لم يتم اتخاذ إجراء ذي مغزى لتصحيح (هذا) المسار الكارثي (...) على المدى القصير، ستنهار الاستجابة الإنسانية في غزة تماماً".

 

إسرائيل تستدعي سفيرها لدى الأمم المتحدة

وأعلنت إسرائيل، الإثنين، استدعاء سفيرها لدى الأمم المتحدة للتشاور على خلفية ما قالت إنه محاولة من المنظمة للتغطية على ارتكاب مسلحي "حماس" "انتهاكات جنسية" أثناء هجوم أكتوبر.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس"، "لقد أمرت سفيرنا جلعاد إردان بالعودة الى إسرائيل لإجراء مشاورات فورية بعد محاولة طمس المعلومات عن (حوادث) الاغتصاب الجماعية التي ارتكبتها (حماس) والمتعاونون معها في السابع من أكتوبر".

وأضاف كاتس "على رغم الصلاحيات الممنوحة له، لم يأمر الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مجلس الأمن على ضوء النتائج، من أجل إعلان (حماس) منظمة إرهابية عالمية وفرض عقوبات على مؤيديها، وتصنيف الدول الداعمة لها على أنها راعية للإرهاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما دعا إلى طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من غزة وإعطاء الأولوية للإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين. 

خطة إنسانية

وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن "قلق بالغ" إزاء الوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، وفق ما أعلن مكتبها، وذلك خلال محادثات أجرتها الإثنين في البيت الأبيض مع بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الإسرائيلية والخصم الرئيسي لبنيامين نتنياهو.

وتأتي المحادثات غداة دعوة هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار كما ودعوتها حكومة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة، لتكون نائبة الرئيس الأميركي بذلك قد وجهت الانتقاد الأميركي الأكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب.

وقال البيت الأبيض إن هاريس دعت إسرائيل إلى خطة إنسانية "ذات صدقية" قبل أي عملية عسكرية في رفح.

وأضاف البيت الأبيض في بيان "ناقشت نائبة الرئيس والوزير غانتس الوضع في رفح والحاجة إلى خطة إنسانية ذات صدقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك نظراً إلى الأخطار التي يتعرض لها المدنيون".

وأوضح البيان "حثت (نائبة الرئيس الأميركي) إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان توزيعها بصورة آمنة على المحتاجين".

 

انقسامات إسرائيلية

وسلط اللقاء مع غانتس، الزعيم المعارض الوسطي والقائد العسكري السابق، الضوء على الإحباط المتزايد للبيت الأبيض حيال الطريقة التي تتبعها حكومة نتنياهو اليمينية في الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وخلقت كارثة إنسانية في غزة. كما أظهر اللقاء أيضاً الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية.

وجاء في بيان لمكتب هاريس أنها "أعربت عن قلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة" وحضت إسرائيل على السماح بدخول مزيد من المساعدات، كما دعت حركة "حماس" إلى "قبول الشروط المطروحة على الطاولة" لهدنة موقتة.

 

ولدى وصوله إلى البيت الأبيض قال غانتس الذي انضم إلى حكومة الحرب كوزير من دون حقيبة بعد هجمات السابع من أكتوبر "مع الأصدقاء، يجب أن نتحدث دائماً بصراحة، وهذا ما سنفعله".

والأحد، دعت هاريس "حماس" وإسرائيل إلى الاتفاق على "وقف فوري لإطلاق النار"، موجهة انتقادات للدولة العبرية لعدم سماحها بدخول الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

هاريس وبايدن "متفقان"

وقالت نائبة الرئيس الأميركي "على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بصورة كبيرة. لا توجد أعذار"، مضيفة أن إسرائيل "يجب أن تفتح نقاط عبور جديدة" و"ألا تفرض قيوداً غير ضرورية على إيصال المساعدات".

ونفت هاريس وجود أي خلاف بينها بين الرئيس الأميركي جو بايدن، بعدما ذهبت في حدة انتقاداتها الأحد أبعد مما بلغه بايدن في انتقاده الدولة العبرية.

وأكدت للصحافيين قبيل لقائها غانتس أنها "متوافقة وثابتة" مع الرئيس منذ البداية.

ويلتقي غانتس وهو وزير بلا حقيبة أيضاً مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

إجلاء المصابين

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو ثمانية آلاف مريض في غزة يحتاجون إلى إجلائهم، معربة عن خيبة أملها لعدم إخراج سوى عدد قليل من المرضى من القطاع المحاصر.

ولفتت المنظمة إلى أن إخراج مثل هؤلاء المرضى من قطاع غزة من شأنه أن يخفف بعض الضغط على الأطباء والمستشفيات التي تكافح من أجل الاستمرار في العمل ضمن منطقة الحرب.

وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن من القدس عبر الفيديو لصحافيين في جنيف "نقدر بأن هناك حاجة لإحالة 8000 من سكان غزة إلى خارج القطاع".

وأوضح أن من بين هؤلاء نحو 6 آلاف ترتبط إصاباتهم بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومنهم جرحى مصابون بإصابات متعددة وحروق أو بترت أطرافهم.

أما الباقون، فهم مرضى عاديون، وشرح أنه قبل بدء الحرب كان يتم تحويل ما بين 50 إلى 100 مريض يومياً من غزة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية نصفهم تقريباً من مرضى السرطان.

وأشار بيبركورن إلى أن العملية تشمل منظمة الصحة العالمية والسلطات في غزة وإسرائيل ومصر، إضافة إلى مديري المستشفيات.

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تضغط من أجل نظام إجلاء طبي مبسط منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 و"لا نفهم (...) لماذا لا يحدث ذلك في الأساس".

وذكر أن 23 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة في حين تعمل بقية المستشفيات بصورة جزئية أو محدودة.

المزيد من متابعات