Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

60 سنة عمر "الخوذات الزرق" في قبرص بلا أفق للحل

توقفت محادثات إعادة توحيد الجزيرة منذ 2017 والمتحدث باسم القوة: الواقع يتغير وبات موضع تساؤل من الجانبين

هي أقدم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أ ف ب)

ملخص

تتولى قوة الأمم المتحدة حفظ السلام على طول خط فاصل يبلغ 180 كيلومتراً.

في قلب مدينة نيقوسيا فتح عنصران من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام المنتشرة في قبرص منذ عام 1964 بوابة مغلقة ودخلا المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك والشاهدة على نزاع مستمر منذ عقود ولا نهاية له في المدى المنظور.

منذ 60 عاماً تدخلت قوات الأمم المتحدة لمنع اشتباكات بين الطرفين أدت في ما بعد إلى تقسيم الجزيرة إلى شطرين إثر غزو تركيا ثلثها الشمالي عام 1974 رداً على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاق الجزيرة باليونان.

وتتولى قوة الأمم المتحدة حفظ السلام على طول خط فاصل يبلغ 180 كيلومتراً.

"سوريالي حقاً"

ويسير الخوذ الزرق دوريات في شوارع تضم أبنية مدمرة ومباني ومتاجر مهجورة في المنطقة الفاصلة بين جمهورية قبرص التي تعترف بها الأمم المتحدة والعضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 في الجزء الجنوبي من الجزيرة، و"جمهورية شمال قبرص التركية" المعلن قيامها عام 1983، ولا تعترف بها سوى أنقرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الجندي البريطاني مايكل كلاسبر، "عندما تصل إلى هنا أول مرة، تشعر بأن الأمر سوريالي حقاً".

وتوقفت محادثات إعادة توحيد الجزيرة منذ عام 2017 بعد انهيار آخر جولاتها. وتطالب "جمهورية شمال قبرص التركية" حالياً بحل على أساس دولتين.

وفي يناير (كانون الثاني)، عينت مبعوثة أممية جديدة إلى قبرص، هي الأولى منذ انتخب في فبراير (شباط) 2023 رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، الذي أعرب عن أمله في "استئناف المفاوضات".

وبعد أكثر من ستة عقود من الحوار غير المثمر، طرح مستقبل قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، ولا سيما في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، حين مورست ضغوط لمراجعة مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

"معنى أننا هنا"

وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص عليم صديق، "نيتنا دائماً أن نأتي وننجز مهمتنا بحفظ السلام ونغادر. إن واقع أننا ما زلنا هنا، بعد مرور 60 عاماً، يظهر أننا ما زلنا في حاجة إلى حل للمشكلة القبرصية".

وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص هي أقدم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وحصلت قبرص على استقلالها من المملكة المتحدة عام 1960، لكن الجمهورية الجديدة انهارت تحت ضغط توترات طائفية بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 1963 تصاعدت حدة النزاع، إذ اندلعت أعمال عنف دامية بين الطرفين.

وقسمت العاصمة نيقوسيا على طول ما سمي "الخط الأخضر". وانتشرت قوات بريطانية. وفي الرابع من مارس (آذار) 1964، صوت مجلس الأمن الدولي لإنشاء قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص.

ومنذ الغزو التركي عام 1974 الذي قسم قبرص من الغرب إلى الشرق، سادت الجزيرة حال من السلم إلى حد كبير جراء الوضع القائم، لكن المنطقة العازلة التي يصل عرضها إلى ثمانية كيلومترات، تشهد توترات.

وفي كل عام، تشهد الجزيرة مخالفات: عبور مدنيين بصورة غير قانونية، وصيد غير شرعي وتهريب، وفقاً للأمم المتحدة التي ترفض غالباً طلبات سكان سابقين للقدوم واستعادة ممتلكاتهم، إذ إن الأمر قد يشكل انتهاكاً للوضع القائم.

محفوف بالأخطار

ويشمل دور بعثة الأمم المتحدة التأكد من عدم حدوث أي تغيير في "الخط الأخضر"، ويتولى عناصرها إبلاغ المسؤولين في حال ملاحظة أي تغيرات.

وفي أغسطس (آب) 2023 اعتدت قوات قبرصية تركية على عناصر لحفظ السلام حاولوا منع شق طريق في المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة.

وحدث الاعتداء في قرية بيلا، وهي إحدى القرى القليلة التي يسكنها قبارصة يونانيون وأتراك في قبرص، وتقع في المنطقة العازلة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة.

وأدت الواقعة التي أثارت إدانات "بموجب القانون الدولي"، إلى إصابة أربعة من قوات حفظ السلام.

واعترف المتحدث باسم قوة حفظ السلام في قبرص بأن "الأمين العام للأمم المتحدة أشار بوضوح إلى أن الوضع القائم يتغير، وأنه بات موضع تساؤل لدى كلا الطرفين".

وأضاف صديق، "نأمل في أن يسلط ذلك الضوء على أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية دائمة تمهد الطريق لانسحاب قوة حفظ السلام".

ورأى المتخصص في القضية القبرصية جيمس كير ليندسي أن الأمم المتحدة "ضرورية جداً" في هذه الأثناء، مشيراً إلى "وضع محفوف بالأخطار" في الجزيرة المتوسطية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات