Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رهانات نقدية خاسرة حول كافكا وكامو وسارتر وسواهم

ماذا يعني أن نعيد قراءة كتب راسخة بعين مابعد حداثية؟

سارتر وكامو والخصومة الدائمة (موقع الفلسفة)

ملخص

ماذا يعني أن نعيد قراءة كتب راسخة بعين مابعد حداثية؟

تنشغل الأوساط الثقافية الفرنسية منذ بداية هذا العام بمجموعة من الكتب الجديدة المثيرة للجدل تتناول بالنقد والتحليل أعمال مفكرين كبار لمعت أسماؤهم في سماء القرن الـ20، إن على مستوى الأدب أو الفلسفة أو على مستوى العلوم الاجتماعية والسياسية كألبير كامو وجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار ولويس ألتوسير وفرانتز كافكا وغيرهم. أثار نشر هذه الكتب ذات العناوين الاستفزازية عديداً من ردود الفعل المتباينة، توزع بعضها بين السجالات الأكاديمية الحادة، والمقالات الصحافية الشاجبة التي اتهمت مؤلفيها بالحدة والمبالغة وتبسيط النقاش الفكري، منتقدة خصوصاً نهج معظمهم في العودة لـ"تدوير" أفكار مستهلكة بغية تقديمها في إطار جديد وجذب الانتباه إلى كتاباتهم. أشير في هذا السياق إلى مواقف أستاذ الأدب في جامعة ستراسبورغ، لوك فريس، الذي أكد أن التعرض للأدباء الكبار رهان خاسر، وأن بعض النقاد يفتقدون منهجية حيادية وعدة معرفية على قدر الآثار الأدبية التي يتناولونها بالدرس. كما أعربت أستاذة الأدب في جامعة رين الثانية، دومينيك فوجوا، عن حزنها لتحول النقاش حول أعمال ومواقف هؤلاء الكتاب الكبار إلى هذا المستوى من السلبية، معترفة في الوقت عينه أن مراجعة هذه الأعمال الأدبية أمر جيد. لكن المؤسف في الأمر أن يكون الطابع السائد لهذه المراجعات هو "الجدل للجدل"، مضيفة أنه "من الضروري عدم ترك هذه النصوص الكلاسيكية راقدة في (قدس أقداسها)، بل يجب إحياؤها بغية الحفاظ على حوار حي بين الماضي والحاضر، مع تشديدها على ضرورة وضع هذه النصوص في سياقها الفكري والتاريخي والابتعاد عن مقاربتها من منظور تحديات عصرنا...".

تطاول على العظام

 بصورة عامة، استقبلت هذه الإصدارات الجديدة بسلبية واضحة، علماً أن ظاهرة النقد والتطاول على إرث الكتاب العظام ليست غريبة عن الوسط الأكاديمي والثقافي في فرنسا، فقد تعرض قبلاً كل من إميل زولا ولويس فرديناند سيلين وجان جينيه لمثل هذه القراءات التي اتهمتهم بخيانة المثل التي يزعمون الدفاع عنها.

والكتب التي نحن بصددها هي كتاب أوليفيه غلواغ، أستاذ اللغة الفرنسية والحضارات الفرنكوفونية في جامعة آشفيل في كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية، المسمى "نسيان كامو" الصادر عن دار "لا فابريك" (2023)، وكتاب المنتج والمخرج والسيناريست لوران تويل-تارتور "القضاء على سارتر" الصادر في باريس لدى "غراسيه" (2024)، وكتاب عالم الاجتماع والمفكر اليساري جوفروا دو لاغاسنوري "الحذر من كافكا"، الصادر أيضاً في باريس عن دار "فلاماريون" (2024)، وكتاب المتخصص في مجال العلوم السياسية والدراسات النسوية في جامعة كيبيك الفرنسي- الكندي فرانسيس دوبوي- ديري "ألتوسير القاتل، تفاهة الذكر" الصادر في أميركا عن دار نشر نسوية ناطقة باللغة الفرنسية (2024)، إلخ.

على رغم اختلاف مواضيعها، تشترك هذه الكتب في تقديم قراءات ومراجعات جديدة لأعمال هؤلاء الكتاب والمفكرين من زاوية نقدية تعيد النظر في بعض أقوالهم ومواقفهم، فتعكس لنا صورة مختلفة تعارض في كثير من الأحيان الأفكار والوقائع والأفعال التي كرسها عنهم الدارسون. ولئن كانت الحياة لا تستغني عن ضرورة النقد في تجديد فهمنا عديداً من النصوص الفكرية والأدبية، فإن بعضه يبقى في أسفل مستوياته، عاجزاً عن وضع "الضد" في مواجهة "القائم"، والتأليف بينهما في خلاصات جديدة تحكم التفاعل بين الدارس والنص.

 ففي كتابه المخصص لألبير كامو (1913-1960)، يعود أوليفيه غلواغ إلى الصورة الإيجابية التي يثيرها اسم هذا الفيلسوف والروائي والكاتب المسرحي الحائز على جائزة نوبل للآداب في الفضاء الثقافي الفرنسي، لا سيما في ما يتعلق بمواقفه من الاستعمار وعقوبة الإعدام وعلاقته المعقدة مع سارتر. فادعى بعد استعادة سيرته منذ الولادة في قرية مندوفى في ولاية الطارف الواقعة في أقصى شمال شرقي الجزائر، وفحص الكتب والمقالات والمراسلات الخاصة به التي عرضت لفلسفته في الوجود والعبثية والحب والتمرد والموت والثورة والمقاومة والحرية، وانضمامه إلى صفوف المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني، وإصداره بالاشتراك مع سارتر صحيفة يومية تتحدث باسم المقاومة الشعبية، وانتسابه للحزب الشيوعي الفرنسي، أن كامو، الذي يحظى كغيره من الكتاب بتقدير كبير في فرنسا، مناصر للاستعمار، ومتشدد ضد المرأة، ومؤيد لعقوبة الإعدام. ويقول غلواغ إن كامو لم يكشف عن مواقفه المؤيدة للاستعمار إلا في وقت متأخر، بسبب ثورة التحرير الجزائرية، علماً أنه كان يعلم أن التمييز العنصري كان موجوداً في الجزائر الفرنسية.

تعاطف مع كامو

وقد تعاطفت كتابات كامو بحسب المؤلف مع مصير المستعمرين، ضحايا العنف المضاد، أكثر من تعاطفها مع المقاومين الجزائريين. ولعل غياب ذكر العرب في مؤلفاته، لهو بالنسبة إليه دليل على وقوف كامو إلى جانب المستعمر والموافقة على وجوده، على رغم ادعاء عدد من كبار المتخصصين بفكر كامو، أنه انتقد في رواية "الغريب" النظام الاستعماري على هامش تفكره في عوالم الإنسانية المتمردة والعبثية، وتساؤله عن ماهية الحياة المحكومة باللامعنى. وإذ يؤكد غلواغ أن العناصر التي تبرر هذا الادعاء قليلة جداً، نراه يحاول بجهد الدفاع عن أطروحة مفادها أن المقاطع التي تم استغلالها لتقديم صورة إيجابية عن فرنسا، تجمع بين الاستعمار والإنسانية، هي مقاطع ملتبسة، لا بل إشكالية. ويشير غلواغ كذلك إلى النسخة العربية لرواية كامل داوود "مورسو، تحقيق مضاد" الصادرة عن داري البرزخ الجزائرية والجديد اللبنانية في استعادة لرواية كامو "الغريب"، التي أراد داوود من خلالها إعادة سرد واقعة القتل التي حدثت في رواية كامو من منظور القتيل وأهله، بعد 70 عاماً من التغييب لصوت واسم القتيل والاحتفاء بمورسو، في مساءلة لللاوعي الكولونيالي الذي يختزنه مؤلفها.

وإذ يقتحم كامل داوود نص ألبير كامو، فإنه يجري عليه تعديلات بنيوية تدحض مروية الآخر وتعيد إنتاجه بمرئيات ومقاربات مختلفة، بهدف تجذير الوعي بالمأساة الجزائرية، وإنعاش الذاكرة المطمورة بكم من المغالطات والنسيان. ويشدد أوليفيه غلواغ على أن نص داوود لا يواجه كامو بضجيج نضالي، بل يندس بين شقوقه ناسفاً دعواه الفكرية، مع علمه أن كامو أسطورة غير قابلة للخدش. ويضيف غلواغ أن ألبير كامو رفض في مقال كتبه في نهاية الحرب العالمية الثانية، دعم طلبات العفو عن المحكومين بالإعدام في الحرب الجزائرية، ثم انضم لاحقاً إلى المطالبين بالعفو عن الأديب والصحافي روبير براسيلاك الذي قتل في ما بعد رمياً بالرصاص، والناقد الفني لوسيان روباتيت، كما لو أن دعمه إلغاء عقوبة الإعدام منوط بالشخص الواجب الدفاع عنه. وهذا ما أكدته بحسب غلواغ المحامية والناشطة النسوية جيزيل حليمي التي قالت إن كامو رفض مساعدة بعض نشطاء جبهة التحرير الوطني ولم يتبن موقفاً واضحاً من إلغاء عقوبة الإعدام. أما في ما يتعلق بعلاقة كامو بسارتر، يقول غلواغ إن الاستهزاء كان سيد العلاقة بينهما.

لربما كانت هذه الانتقادات التي يسوقها أوليفيه غلواغ حول نتاج ومواقف ألبير كامو على شيء من الصحة، فإنها تاهت في مسالك الحكم على الشخص، انطلاقاً من قراءة متحيزة ومنفصلة عن السياق التي تتموضع فيه نصوصه وكتاباته. ولئن لم ينزل غلواغ ألبير كامو من عليائه، فإنه حاول في كتابه هذا النيل من الهالة التي تحيط بنتاجه من خلال وضعه في سياقات سياسية مختلفة، علماً أن المتخصصين بفكر كامو قللوا من أهمية هذا الكتاب لإعراضه عن مقاربة إنسانية تأخذ في الاعتبار مسرى حياة كامو لفهم مواقفه. فأطلقوا على الكتاب صفة "الاستعراض المرتبك" الذي يقدم مؤلف "الغريب" و"الطاعون" في قراءة سياسية خارجة عن سياقها.

القضاء على سارتر

أما كتاب لوران تويل-تارتور "القضاء على سارتر"، على رغم أنه أقل جدلية من كتاب أوليفيه غلواغ، فإنه يعتبر أيضاً كتاباً مثيراً للنقاش، إذ يعيد تقييم السنوات الأخيرة من حياة جان- بول سارتر من خلال دراسة خلفيات مجموعة من الأحاديث نشرت قبل موت سارتر في الـ15 من أبريل (نيسان) 1980 في ثلاث حلقات في مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" تحت عنوان "الأمل الآن". وقد دارت هذه الأحاديث حول مؤلفات إيمانويل ليفيناس والنصوص اليهودية والتزامات فيلسوف الوجودية السياسية ومواقفه من الثورة والعنف والقيم الأخلاقية والمسيحية واليهودية ومصير البشرية. وقد أجراها معه شاب في الـ25 من عمره يدعى بيني ليفي.

 كان سارتر قد فقد بصره، وأصبح معتمـداً في قراءاته واستجواباته على بيني ليفي، وهو يهودي، مصري الأصل، ترأس فصيلاً ماوياً قاد تحت اسم بيار فيكتور بعض التظاهرات والنشاطات التي رافقت أحداث مايو (أيار) 1968، ثم تحول إلى دارس ومـحلل للنصوص التوراتية، متشبعاً بفلسفة إيمانويل ليفيناس. وقد عمل كأمين سر سارتر من سبتمبر (أيلول) 1973 حتى وفاة الفيلسوف عام 1980. كان من نتيجة نشر هذه الأحاديث التي أحدثت قنبلة فكرية أن اتهم المقربون من سارتر ليفي بالاستفادة من ضعفه وشيخوخته والتلاعب بأفكاره، بحيث تتوافق مع طروحاته المدافعة عن اليهودية ودولة إسرائيل، ذلك أن سارتر في حواره مع ليفي عمد إلى نقـض وتحطيم أطروحاته وكتـاباته، مصرحاً بأنه لم يعرف قط القلق، وبأن روايته "الغثيان" هـي اختـلاق ومحض خيال ولا علاقة لها بالحياة، وأنه لا يوافق علـى ما ورد في كتابه "الكينونة والعدم" من مـفـاهيم وتحليلات. بدلاً من ذلك، صارح سارتر ليفي بأنه منذ اكتشافه القبالا اليهودية وجد في ثناياها أجوبة لأسئلة كثيراً ما حيرته. وعرض بيني ليفي على سارتر أطروحـات ليفيناس فتجاوب معـها سارتر ووجدها أقرب إلى نفسه من فلسفته الوجودية. وقد وصفت سيمون دو بوفوار أجوبة سارتر بغير المتزنة، ووصفها بعض النقاد بأنها نتيجة تلاعب "يهودي متعصب" بفكر الفيلسوف الذي نشر عام 1946 "تأملات في القضية اليهودية"، كأن جعله يغير موقفه ليقول إن الدين والدراسات التلمودية ملجأ محتمل في هذه الحياة، ناكراً كثيراً من تصريحاته. ويؤكد لوران تويل-تارتور أن سارتر نهل من فكر إيمانويل ليفيناس وفكك أفكار بيني ليفي بحيث جعلها أكثر أصالة. وقد مدح هذا الكتاب كل اليهود والمدافعين عن دولة إسرائيل، في حين تحفظ عدد من السارتريين على مضمونه.

ومن أشد هذه الكتب الجديدة إرباكاً أيضاً كتاب جوفروا دو لاغاسنوري "الحذر من كافكا" الذي نجح في الإجابة عن أسئلة لا يطرحها أحد، وفي منح الكاتب التشيكي فرانتز كافكا (1883-1924) سلطة ليست لديه، إذ استند إلى افتراضين مثيرين للجدل، أولهما أن كافكا كاتب مقروء للغاية وأن أفكاره التي عبرت عن مخاوف الإنسان الحديث الذي فقد السيطرة على حياته في عالم يسوده الاستبداد والنظام القائم على الشك والمراقبة تشغل مكاناً مركزياً في الثقافة الأوروبية. وثانيهما أن رؤيته القانون والعدالة قد أثرت بصورة كبيرة في إدراك الأوروبيين مفهومي العدل والإنصاف وتوضيح الآلية البيروقراطية والعقاب في الدولة. ويدعو جوفروا دو لاغاسنوري إلى الابتعاد عن قراءة نصوص كافكا التي تصف السلطة وآليات قهرها بشكل مثير للقلق، محذراً من الجاذبية التي تمارسها رواياته على عقول القراء، لكونها "تشرع أشكالاً ملتبسة للسلطة والدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام هذه الطروحات يصاب القارئ النبه بالدهشة، إذ فات الكاتب أن الملايين من الناس عاشوا وما زالوا يعيشون تحت حكم مستبد وأن ملايين آخرين يجدون في نصوص كافكا انعكاساً لواقعهم، وأن درسه المزعوم لأعمال كافكا والفلاسفة الذين نهلوا من نصوصه، ومواجهته الخطاب الكافكاوي بتحليل اجتماعي وسياسي للعدالة والشرطة والدولة والمعدات التي تشكل طرق التفكير في مفهوم السلطة، من لزوم ما لا يلزم. والحال هذه أن الذي يجدر بنا الحذر منه هو جوفروا دو لاغاسنوري نفسه وليس كافكا!

أما الهجمات التي طاولت المنظر الماركسي لويس ألتوسير (1918-1990) الذي جادلت طروحاته في التهديدات والتأثيرات الإمبريقية على النظرية الماركسية، التي ظهرت في انحرافات الأحزاب الشيوعية الأوروبية، فضلاً عن مشكلة "عبادة الشخص" وعبادة الأيديولوجية نفسها، فقد اقتصرت في كتاب فرانسيس دوبوي- ديري "ألتوسير القاتل، تفاهة الذكر" على حادثة قتل زوجته إيلين لوغوتيان-ريتمان، أثناء "تمسيده عنقها" بتأثير من حالته العقلية غير السوية. يدور الكتاب حول فكرة مفادها أن ألتوسير قد قتل زوجته مرتين، الأولى بيديه، والثانية عندما احتل الفضاء العام متحدثاً عن نفسه، تحت ظاهر الحديث عن وفاتها.

 يطرح فرانسيس دوبوي- ديري السؤال عن المعنى السياسي والاجتماعي لهذا القتل والخطاب التبريري الذي تشكل حوله، من خلال العودة لكتابات "القاتل" والمدافعين عنه، بغية درس عنف النظام البطريركي، وعنف التضامن الذكوري والتساهل من قبل الطبقة الثقافية معه، مستفيداً من التحليلات النسوية للعنف الذكوري في إصرار على وضع الواقعة المؤسفة في خانة جرائم القتل الزوجية والعنف ضد النساء. ولعله في استبعاده الجانب النفسي، ركز فقط انتباهه على فعل قتل الزوجة، مشيراً إلى تلك الأوراق التي وقعها ألتوسير في آخر حياته، وهي عبارة عن سيرة ذاتية برر فيها المنظر الماركسي فعله إلى درجة أنه سحق بسلطته بحسب الكاتب زوجته مرتين. هذه هي الرسالة التي يقدمها فرانسيس دوبوي- ديري في هذا الكتاب القصير الذي نشرته دار النشر النسوية "إيديسيون دو ريمو-ميناج". ولعله يثير أيضاً بشكل مبسط للغاية مسألة حساسة تطرح مصير الكتاب الذين تلوثت حياتهم بأفعال إشكالية، كمارتن هايدغر وكارل شميت، اللذين تعاطفا مع النازية. فهل يجب شطب كتاباتهم لإعادة الاعتبار للآخرين؟

خلاصة القول، إن مهمة مراجعة نصوص الكتاب الكبار المتجذرة في الوجدان الإنساني ليست سهلة في غياب منهجية النقد الحيادية والرضوخ للاعتبارات والمصالح الشخصية والجنوح نحو الاستسهال المفرط في مراجعة نصوص دخلت في التراث العالمي من قبل كتب لا يصلح ولا يصلح معظمها، إذ لا أدب ولا جمالية ولا نقد علمي فيها، بل استعراض شكلي وإثارة للفضول وقراءة خارج سياقها الزمني ونميمة مطبوعة تفتقد لمواجهة فكرية حقيقية.  

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة