Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمل يحدو النازحين بأن العودة لشمال غزة باتت قريبة

إسرائيل تربط إمكان السماح للجميع بهذه الخطوة باستعادتها كل المحتجزين في القطاع

فلسطينيون يسيرون بجوار مباني دمرت خلال الغارات الإسرائيلية على بيت لاهيا (أ ف ب)

ملخص

وافقت إسرائيل على عودة النازحين لشمال غزة لكنها استثنت الرجال ممن هم في سن الخدمة العسكرية. 

حين كان عمار ينصت إلى نشرة الأخبار التي يسمعها يومياً على جهاز الراديو القديم، فوجئ بالمذيع يقول "وافقت إسرائيل في محادثات باريس على السماح للنازحين جنوب القطاع بالعودة للشمال"، فقفز الرجل من مكانه فرحاً وأخذ يهلل ويصفق بحرارة.

وبصوت مرتفع أخذ عمار يصرخ "سنعود إلى الشمال في الهدنة المنتظرة" ويكرر عبارته كثيراً حتى انتشر الخبر بين خيم النازحين الذين تكدسوا جميعهم في معسكر غرب محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.

وبسرعة أصبح خبر العودة لشمال غزة حديث سكانها وبات متداول على ألسنتهم على مدار الساعة، وأصيب النازحون بالأمل واستبشروا خيراً بأن يخفف عنهم هذا كاهل وإرهاق التشرد، وأن يكون مقدمة للوقف الكامل للحرب.

أساس القصة

وفي بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أمر جيش تل أبيب سكان الجزء الشمالي من القطاع بالنزوح إلى الجنوب، واستجاب لذلك نحو مليون فرد جميعهم فروا من العمليات العسكرية، وتكدس أكثرهم في محافظة رفح والبقية في مدينة دير البلح.

وخلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في الـ 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 واستمرت لمدة سبعة أيام، رفضت إسرائيل السماح لسكان شمال غزة بالعودة مما خلق ضغطاً شعبياً على حركة "حماس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال محادثات باريس التي تجري بين إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة لخلق إطار اتفاق يقود لوقف الحرب والذهاب إلى صفقة تبادل، اشترطت حركة "حماس" الموافقة على عودة النازحين لشمال القطاع.

وبعد ضغوط عدة وافقت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على السماح لعودة النازحين الذين تكدسوا في الجنوب بالمرور إلى الشمال لكن ضمن ضوابط أمنية مشددة، وقد أبلغ الوسطاء "حماس" بالأمر.

موعد التنفيذ

وبحسب التفاؤل الأميركي فإن المحادثات التي شارفت على الانتهاء ستفضي إلى هدنة إنسانية موقتة في غزة تمتد لثلاث مراحل، وقد تطور إلى وقف شامل للحرب، على أن تدخل حيز التنفيذ قبل شهر رمضان.

ويقول الرئيس الأميركي جو بايدن إن "إسرائيل وافقت على عدم الدخول في عمليات عسكرية خلال شهر رمضان داخل قطاع غزة، وبحلول الأسبوع المقبل فمن المتوقع تنفيذ ذلك على أن يضمن عودة جزئية للنازحين".

وبحسب حركة "حماس" فإن المرحلة الأولى ستشمل بنوداً مهمة ومنها عودة النازحين من جنوب قطاع غزة لشماله، وانسحاب المعدات الإسرائيلية من منطقة وادي غزة التي تفصل شمال غزة عن جنوبها لضمان مرور العائدين بسلام، وتذليل العقبات أمام إدخال المساعدات إلى القطاع والتي تتضمن مرور 500 شاحنة يومياً، وتشمل الشمال للقضاء على مظاهر المجاعة.

العودة لا تشمل الجميع

لكن التفاؤل الذي أصاب النازحين بدأ ينكمش سريعاً، إذ وافقت إسرائيل على عودة جزئية للنازحين، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن المستوى الأمني في تل أبيب سيسمح بعودة النازحين من النساء والأطفال دون سن الـ 15 عاماً إلى شمال قطاع غزة.

وتشترط إسرائيل استثناء الرجال الذين هم في سن الخدمة العسكرية من العودة لشمال غزة، كما أنها طلبت أن تكون العودة تدريجية لتستطيع تطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة عليهم أثناء مرورهم إلى الشمال.

 

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه "لن يكون هناك عودة كاملة للمدنيين لشمال القطاع، والإجراءات الكاملة لن تحدث إلا بعد عودة جميع الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة".

وأضاف غالانت، "موقف المؤسسة الأمنية واضح تجاه العودة الكاملة لسكان شمال قطاع غزة، وهي متاحة بالفعل لكن بعد إعادة جميع الرهائن، ولدينا التزام أخلاقي بذلك بأن خروج آخر رهينة من غزة يعقبه عودة كاملة للمدنيين، لكن ذلك لا يعني توقف الحرب بل ستعود بقوة لاستكمال القضاء على ’حماس‘".

ومن المتوقع أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف على عودة النازحين لمنازلهم شمال غزة، وبحسب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فإن هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تحسين الطريق أمام صياغة طريق نحو سلام وأمن دائمين.

موقف "حماس" حذر

من جهتها قالت حركة "حماس" إن إسرائيل لا تزال تراوغ في موضوع التوصل إلى هدنة، وقال المتحدث باسمها أسامة حمدان إن "الأولوية لدينا هي عودة النازحين ووقف العدوان وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى يأتي لاحقاً".

وتابع، "نحن نتعامل بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، لكن نتنياهو يرسل وفده إلى المحادثات بأربع لاءات، لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية".

 

 

تفاؤل رغم كل شيء

وبالعودة إلى عمار الذي نقل الخبر إلى النازحين بإمكان عودتهم فإنه يقول إن "التشرد في خيم أمر صعب، بخاصة أننا خارج مناطق سكننا وهذا شيء يدمر حياتنا، ونحن مستعدون للعودة إلى شمال القطاع ولو على الأنقاض، فنحن نحب بيوتنا وشوارعنا".

ومضى في حديثه، "لا أعتقد أن هناك طفلاً أو سيدة ستعود من دون زوجها أو أولادها الكبار، والخوف حينها سيسيطر عليهم، ولا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث، فالعودة للشمال حلم سيتحقق بسرعة وسهولة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات