Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التراب الأسود" لملاحقة فلول داعش في العراق

يرى مراقبون أن من أسباب استمرار نشاط التنظيم عدم إحكام السيطرة على الحدود العراقية السورية

هل يعود تنظيم داعش إلى المدن العراقية التي كان يسيطر عليها؟ (أ. ف. ب)

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول)، انطلاق عملية "التراب الأسود العسكرية"، بالتعاون مع قوة المهمات المشتركة للتحالف الدولي لملاحقة عناصر تنظيم داعش في المناطق الشمالية الغربية من البلاد. 

وتستهدف العملية، وفق بيان للجهاز، "مواقع تنظيم داعش في منطقة كنعوص في محافظة صلاح الدين، ومطاردة فلوله المتخفين داخل القرى الصغيرة"، وهي واحدة من مجموعة عمليات أطلقتها القوات العراقية والأميركية والحشد الشعبي خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق عراقية مختلفة ضد التنظيم. 

ويوضح الجهاز أن قواته بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي نفذ عمليات إنزال جوي في منطقتي مطيبيجة وصحراء صلاح الدين، أسفرت عن مقتل 15 إرهابياً، من ضمنهم انتحاريون والقبض على 9 آخرين. 

وأشار إلى أن ضربات جوية لطيران التحالف تمكّنت من تدمير مضافات وكهوف وأنفاق ومعسكر تدريب لداعش.

عودة داعش 

وعلى الرغم من انتهاء سيطرة داعش على الموصل وإعلان تحرير الأراضي العراقية عام 2017، إلاّ أنّ عمليات ملاحقة ما تصفه الجهات الرسمية بـ"فلول الدواعش" لا تزال مستمرة منذ ذلك الحين، وهي في تصاعد مستمر. ما يوحي بعودة قوية للتنظيم بدأت بسيطرته على جبال حمرين في محافظة ديالى الممتدة من الحدود الإيرانية حتى شمال محافظة صلاح الدين. 

وأعلنت "خلية الصقور"، التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب عن مقتل المنسق بين ولايات الجزيرة في كركوك، خطاب خلف محمد صالح الجواري ومجموعته بضربة جوية في جبال مكحول. 

وأشارت الخلية إلى أنها صدت (الثلاثاء) هجوماً لداعش في قاطع الملتقى وقرية الصخرة وسيطرة مامة جنوب غربي كركوك"، مضيفةً أنّ "القوات الأمنية كبّدت داعش خسائر كبيرة، وهي لا تزال مرابطة في القواطع كلها ومستعدة لدحر أي هجوم". 

وفي محافظة نينوى، أعلنت القيادة بدء عملية عسكرية للقوات العراقية في جنوب الموصل وبإسناد جوي دولي. وذكرت في بيان أن "العمليات العسكرية بدأت وبإسناد وضربات جوية من جانب التحالف على حاوي قرية كنعوص ضمن ناحية القيارة، جنوب الموصل وجزر نهرية ضمن قضاء الشرقاط، حيث مناطق متاخمة بين محافظتي نينوى وصلاح الدين". 

ولفت البيان إلى أن "العمليات العسكرية جاءت على خلفية تسلل عناصر من داعش إلى هذه المناطق".

عمليات الحشد الشعبي 

إلى جانب العمليات التي تنفذها القوات العراقية بالتنسيق مع القوات الأميركية في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين والأنبار، يتحدث الحشد الشعبي باستمرار عن عمليات أمنية في هذه المحافظات، كان آخرها عملية عاشوراء التي تتزامن مع زيارة الإمام الحسين في كربلاء وبدأت يوم الاثنين الماضي ولا تزال مستمرة، وهدفها الرئيس طرق الزائرين الشيعة. 

وقال قائد عمليات ديالى في الحشد الشعبي طالب الموسوي، في بيان، إن "قوات الحشد في قاطع عمليات ديالى انطلقت بعملية عاشوراء لتأمين مناطق شرق المحافظة وملاحقة خلايا داعش وتأمين طريق الزوار من منفذ المنذرية إلى حدود بغداد". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أن "العملية جرت عبر محورين، الأول من ناحية السعدية في اتجاه قرى الحفاير والمحور، والثاني من الجامع المهدم في إمام ويس باتجاه بحيرة حمرين"، مضيفاً أنّ "المساحة الإجمالية للعملية بلغت 54 كم"، وأُنجز العمل على نفق وساتر صدّ في عمق التلال والوديان بالتنسيق مع هندسة القاطع ومديرية الهندسة العسكرية، إضافة إلى انتشار القطعات العسكرية ووضع نقاط ثابتة وأبراج مراقبة. كما فرضت هيئة الحشد الشعبي حظر تجوال في سهل نينوى وقضاء تلعفر، بهدف تأمين زيارة عاشوراء.

أسباب استمرار التنظيم 

يرى مراقبون أن من أسباب استمرار نشاط خلايا داعش عدم إحكام السيطرة على الحدود العراقية السورية، وانسحاب القوات الأميركية من الجانب السوري، أو كما قال وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس في مقابلة متلفزة إن "تنظيم داعش ليس بالشيء الذي تهزمه حتى إن انتزعنا الجغرافيا التي كان يمتلكها سابقاً، هو (التنظيم) فكرة يجب هزمها وهذا أمرٌ أقوى وأصعب ويتطلب وقتاً أطول لتحقيقه". مع ذلك، فإن التنظيم يستغل المناطق الصحراوية والجبلية للتسلل إلى العراق، حيث تصعب السيطرة والمراقبة المستمرة على جبال وعرة مثل جبال حمرين أو تلك الصحراء الممتدة من شمال شرقي سوريا حتى جنوب غربي العراق، مروراً بمحافظتي صلاح الدين والأنبار. وبحسب تقرير صادر عن معهد "دراسة الحرب"، فإن داعش يحتفظ بـ"منطقة دعم دائمة" في جنوب ديالى، حيث لوحظت أخيراً زيادة في وتيرة الهجمات ضد قوات الأمن وشخصيات قبلية محلية ومراكز تجارية. 

ويرى الخبير الأمني قاسم محمد أن "تنظيم داعش لن يتمكن من العودة إلى المدن التي كان يسيطر عليها قبل عام 2017 لأسباب كثيرة، منها تطور الأجهزة الأمنية العراقية وانهيار التنظيم عسكرياً ومعنوياً وخسارته جزءًا كبيراً من عناصره في العراق وسوريا". ويؤكد محمد أن "ما يحصل الآن مجرد عمليات انتقامية يحاول التنظيم من خلالها الترويج لقوته المزعومة ووجوده المستمر في مناطق متفرقة"، مضيفاً "يستطيع التنظيم تنفيذ بعض التفجيرات لبث الرعب هنا وهناك، لكن العمليات الأمنية المستمرة لملاحقة عناصره، تحدّ من قدرته على التخطيط والتنفيذ. لذا، هناك ضرورة لاستمرار هذه العمليات في مناطق عدة، شمال البلاد وغربها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي