Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيتو أميركي ثالث يعرقل دعوة مجلس الأمن إلى وقف فوري لحرب غزة

مساع لإحياء مفاوضات الرهائن والأمم المتحدة تجلي 32 مريضاً من مستشفى ناصر والجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل عشرات المسلحين في خان يونس

ملخص

يشهد مجلس الأمن انقساماً كبيراً في شأن القضية الإسرائيلية - الفلسطينية

استخدمت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة، وذلك للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب بين حليفتها إسرائيل وحركة "حماس".

وحظي مشروع القرار الذي يطالب "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الأطراف"، بتأييد 13 عضواً في مجلس الأمن في مقابل اعتراض عضو واحد وإحجام عضو آخر عن التصويت هو مندوب بريطانيا.

في غضون ذلك، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماجورك سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع، لإجراء محادثات في شأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في غزة.

وأضاف المسؤول أنه من المقرر أن يزور ماجورك، الذي شارك في مفاوضات سابقة، مصر غداً الأربعاء وإسرائيل بعد غد الخميس.

والاجتماعات هي الأحدث ضمن محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بهدف التوصل إلى هدنة في الحرب وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة تحتجزهم "حماس" بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المباغت على إسرائيل.

وذكر مسؤولون أميركيون أن مفاوضات الرهائن الجارية بناءة لكنها تتطلب مزيداً من العمل المتواصل.

في الأثناء أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنها أخرجت 32 مريضاً من مستشفى ناصر الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، مؤكدة قلقها على المرضى والطواقم الطبية الذين ما زالوا عالقين في الداخل.

وقال موظفو منظمة الصحة العالمية إن الوضع حول المستشفى في مدينة خان يونس "لا يوصف".

واقتحم الجيش الإسرائيلي الخميس المستشفى بناء على معلومات عن احتجاز رهائن فيه.

وبعد أن منعت من دخول المستشفى يومي الجمعة والسبت، تمكنت منظمة الصحة العالمية من تنفيذ مهمتي إنقاذ لنقل 32 مريضاً حالهم حرجة بينهم طفلان من مجمع ناصر الطبي يومي الأحد والإثنين.

وحمل الفريقان كميات قليلة من الأدوية والأغذية الأساسية للمرضى والموظفين المتبقين، ونقل المرضى الـ32 إلى مستشفيات أخرى ومستشفيات ميدانية في قطاع غزة.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن "تفكك وتدهور مجمع ناصر الطبي يشكل ضربة قوية للنظام الصحي في غزة".

وأضافت "لا كهرباء ولا مياه في مستشفى ناصر، وبدأت النفايات الطبية والقمامة تشكل أرضاً خصبة للأمراض".

وأشارت المنظمة إلى أن "موظفيها قالوا إن الدمار حول المستشفى لا يوصف وإن المنطقة محاطة بمبان محترقة ومدمرة وطبقات سميكة من الركام مع عدم وجود طرقات سالكة"، منوهة بأن نحو 130 مريضاً وما لا يقل عن 15 طبيباً وممرضاً ما زالوا داخل المستشفى.

وخرج قسم العناية المركزة عن الخدمة ونقل موظفو منظمة الصحة العالمية المريض الوحيد المتبقي في هذا القسم إلى جناح آخر من المجمع حيث يتلقى آخرون الرعاية الأساسية.

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن "خوفها على سلامة ورفاهية المرضى والعاملين الصحيين المتبقين في المستشفى"، محذرة من أن "مزيداً من تعطيل الرعاية المنقذة للحياة للمرضى والجرحى سيؤدي إلى مزيد من الوفيات".

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنه أوقف موقتاً تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيع آمن.

وذكر البرنامج في بيان "قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتخذ باستخفاف، لأننا ندرك أنه يعني تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عدداً أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعاً".

وضع كارثي

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مضيفاً أن العمليات شملت ضربة جوية على مخبأ أسلحة لحركة "حماس" أدت إلى انفجارات ثانوية.

وليل الإثنين/ الثلاثاء، تركز القصف الإسرائيلي على شرق قطاع غزة ومدينة خان يونس.

واستهدفت غارات إسرائيلية، صباح اليوم، مناطق غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي تعرضت، أيضاً، للقصف الإسرائيلي.

في الأثناء، لا يزال الوضع الإنساني كارثياً في قطاع غزة، حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي، في وقت يلوح في الأفق مأزق جديد في مجلس الأمن الدولي وسط تلاشي الأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ويبت مجلس الأمن الدولي، اليوم، في نص أعدته الجزائر، قبل أسابيع، يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة لكن مشروع القرار هذا مهدد بفيتو جديد من الولايات المتحدة، يكون الثالث لها منذ بداية الحرب.

ويطالب مشروع القرار بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه".

"التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين"

ويعارض النص "التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين"، في حين أن إسرائيل كانت تحدثت عن خطة لإجلاء المدنيين قبل هجوم بري محتمل في رفح حيث يتكدس 1,4 مليون شخص في جنوب قطاع غزة، ودعت إلى إطلاق جميع الرهائن.

وكما هي الحال مع مشاريع القرارات السابقة التي انتقدتها إسرائيل والولايات المتحدة، لا يدين هذا النص الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفقاً لإحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ورداً على ذلك، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً خلف أكثر من 29 ألف قتيل في غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

النص الجزائري

وحذرت الولايات المتحدة من أن النص الجزائري غير مقبول. وأكد نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود أن بلاده لا تعتقد أن هذا النص "سيحسن الوضع على الأرض، من ثم إذا طرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنه لن يمر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد الأميركيون أن هذا النص من شأنه أن يعرض للخطر المفاوضات الدبلوماسية الدقيقة للتوصل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق مزيد من الرهائن.

قرار بديل

وفي هذا السياق، وزعوا مشروع قرار بديلاً يتحدث عن "وقف موقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت" على أساس "صيغة" تشمل إطلاق جميع الرهائن. ويعبر المشروع الأميركي عن القلق في شأن رفح، ويحذر من أن "هجوماً برياً واسع النطاق يجب ألا يشن في ظل الظروف الحالية".

وبحسب مصدر دبلوماسي، فإن هذا المشروع البديل ليست لديه أي فرصة لاعتماده في صيغته الحالية، لا سيما بسبب احتمال فيتو روسي.

وفي كل الأحوال، فإن مشروع القرار الأميركي "سيثير استياء إسرائيل. فالولايات المتحدة تستخدم مجلس الأمن كمنصة لإظهار حدود صبرها في مواجهة الحملة الإسرائيلية"، وفق ما قال ريتشارد غوان المحلل في مجموعة الأزمات الدولية.

انقسام كبير

ويشهد مجلس الأمن، منذ سنوات، انقساماً كبيراً في شأن القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، وهو لم يتمكن منذ السابع من أكتوبر سوى من تبني قرارين حول هذه القضية، هما في الأساس قراران طابعهما إنساني.

وعلى رغم احتمال استخدام الولايات المتحدة الفيتو، ضغط سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، قبل أيام، من أجل التصويت لصالح النص، مشيراً إلى أن المجموعة العربية كانت "أكثر من سخية في منح وقت إضافي".

وعلق غوان بالقول "نحن نتجه نحو فيتو أميركي لا يريده أحد، لكن أحداً لا يمكن أن يتجنبه"، مشيراً إلى المصادفة المؤسفة لذلك مع الذكرى السنوية الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا. وأوضح "أنا متأكد من أن روسيا ستستغل هذه الفرصة لاتهام الولايات المتحدة باستخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بمعاناة المدنيين في أوكرانيا والشرق الأوسط".

من جهته قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "إنه أمر محزن". وأضاف نظيره الصيني جون تشانغ أن للمجلس "التزاماً أخلاقياً" للتحرك "من أجل وضع حد لهذا الوضع المأسوي"، ساخراً من موقف الولايات المتحدة التي "تدعو دائماً إلى حماية حقوق الإنسان".

المزيد من الشرق الأوسط