ملخص
منهو الضابط اليمني الرفيع الذي وجد مقتولاً ومكتفاً داخل شقته بالقاهرة ؟
كشفت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الإثنين، تفاصيل مقتل مدير دائرة التصنيع الحربي بالجيش اليمني، داخل شقته بالقاهرة، معلنة القبض على أربعة متهمين بعد تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن الواقعة.
وقالت الوزارة في بيان لها، نشرته عبر منصة "إكس"، إنه وصل بلاغ لمديرية أمن الجيزة من أحد الأشخاص "يمني الجنسية" بعثوره على جثة شقيقه بداخل شقته وبعثرة محتوياتها حال تردده عليه لعدم تجاوبه معه منذ يومين سابقين. موضحة أن التحريات وجمع المعلومات أسفرت عن تحديد مرتكبي الواقعة، وهم كل من: رمضان محمد بليدي علي، 29 سنة، سائق ومقيم بالمنيرة الغربية حي إمبابة محافظة الجيزة، وسبق اتهامه في عديد من القضايا أبرزها قتل وسلاح دون ترخيص وسرقة وإتلاف عمد، ومعه عبدالرحمن أشرف شحاتة مصطفى وشهرته "عبده عسلية"، 19 سنة، خرّاط ومقيم بالطوابق بحي فيصل بالجيزة.
وكشفت الوزارة أن قائمة المتهمين تضم إسراء صابر محمد عطية وشهرتها "دينا"، 22 سنة، ربة منزل ومقيمة بمنشأة ناصر بالقاهرة، وسهير عبدالحليم محمد عبدالحليم، وشهرتها "منة"، 17 سنة، ربة منزل ومقيمة بمنشأة ناصر بالقاهرة وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهم.
وذكرت الوزارة أنه وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكابهم الحادثة وأقروا بسابقة تعرف اثنين منهم على المجني عليه واتفاقهما على سرقته بمساعدة الآخرين، مضيفة أنهما استغلتا استضافة الضابط اليمني لهما بمنزله، مساء الجمعة الماضي، وقامتا بدس أقراص منومة له بداخل مشروب في محاولة لتخديره، وتمكين الآخرين من الدخول لمسكنه، وتهديده بسلاح أبيض إلا أنه قاومهم فتعدوا عليه وأوثقوه وأسقطوه أرضاً مما أدى لوفاته.
وأكدت الوزارة أن المتهمين استولوا على مبالغ مالية أجنبية ومحلية، وبعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية إضافة إلى سيارة مستأجرة كانت موجودة بالقرب من سكنه ولاذوا بها بالفرار.
وبحسب وزارة الداخلية، فإن المتهمين أرشدوا عن جميع المسروقات والسيارة المستأجرة، وكذا السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة وفرد خرطوش وعدد من الطلقات كانت بحوزة أحد المتهمين، مشيرة إلى أنه تم ضبط سيدة تدعى آية رضا محمود، 23 سنة، ربة منزل، ومقيمة بدائرة مركز أوسيم بالجيزة وهي ابنة زوجة المتهم الأول "سبق اتهامها في قضية مخدرات" لإخفائها جزءاً من المسروقات.
وأمس الأحد، تم اكتشاف ضابط رفيع بوزارة الدفاع اليمنية مقتولاً داخل شقته في ظروف غامضة. وقال الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية لدى القاهرة بليغ المخلافي إنه عُثر على اللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي، مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع اليمنية، مقتولاً بعد توثيق ذراعيه وقدميه وتكميمه داخل شقته.
وأوضح في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن السلطات الأمنية المصرية يتقدمها مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، باشرت على الفور في النزول الميداني إلى موقع الحادثة بمشاركة الملحق العسكري وضابط الارتباط بالسفارة اليمنية للتحقيق في الواقعة التي لم يكشف عن ملابساتها أو الجناة فيها حتى الآن.
الملحق الإعلامي أكد أنه جرى نقل الجثة إلى مستشفى متخصص لعرضها على الطب الشرعي لمعرفة ملابسات القتل، علماً أن المعاينة الطبية الأولية حددت وفاته جراء تلقيه ضربات عدة في مؤخرة الرأس.
الهاتف الصامت
وقال المخلافي إن السفارة اليمنية كلفت منذ اللحظة الأولى لتلقيها البلاغ المتخصصين للنزول الميداني والتواصل مع كل الجهات الأمنية المعنية في مصر ومتابعة التحقيقات للوصول إلى حقيقة مقتله، مؤكداً ثقة الحكومة اليمنية والسفارة بجهود السلطات المصرية التي تقوم بكامل مسؤولياتها للكشف عن ملابسات الجريمة.
وأوضح أن الجريمة كُشفت بداية بواسطة أقرباء الضابط المقتول، الذين افتقدوه منذ يومين ومحاولاتهم المتكررة الاتصال به من دون فائدة، فاضطروا إلى الذهاب لشقته وكسر بابها.
يشار إلى أن الضابط اليمني بن جلال تولى مهمات دائرة التصنيع العسكري في الجيش الذي يخوض حرباً ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران منذ تسعة أعوام، وعرف بقدراته في تصنيع معدات عسكرية، إذ قام بإنتاج مدرعات قتالية أطلقت وزارة الدفاع عليها اسمه جلال1 و2 و3، وبدوره في عمليات التصنيع والاستيراد لمصلحة الجيش اليمني، وجرى تكريمه في مناسبات عدة ليتدرج في المناصب المتعلقة بهذا القطاع.
متابعة رسمية
من جانبها ذكرت السفارة أنها تتابع نتائج التحقيقات وتشريح الطب الشرعي حتى الوصول إلى النتائج النهائية من قبل الجهات المختصة.
وأصدرت السفارة بياناً قالت فيه إنها "تتابع لدى جمهورية مصر العربية باهتمام وحرص بالغين موضوع مقتل الشهيد اللواء حسن بن جلال العبيدي مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع الذي وجد مقتولاً في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة".
وأضافت أنها كلفت "المتخصصين بالنزول الميداني والتواصل مع كافة الجهات الأمنية المعنية في جمهورية مصر العربية ومتابعة التحقيقات للوصول إلى حقيقة الحادثة المؤلمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وينتمي المجني عليه إلى محافظة مأرب التي خاض أبناؤها بإسناد من الجيش معارك هي الأعنف ضد ميليشيات الحوثي التي فشلت منذ انقلابها على الدولة في العام 2014 اقتحام المحافظة الغنية بالنفط.
ومع أن الاغتيالات ذات الطابع السياسي معتادة داخل اليمن منذ ما قبل الحرب الأخيرة، إلا أن مقتل بن جلال خارج البلاد كان خبراً مفاجئاً، يشير المخلافي إلى أن المجني عليه "وصل إلى القاهرة قبل نحو ثلاثة أسابيع وغادر إلى تركيا وعاد إلى القاهرة قبل أسبوع، قبل أن نتلقى بلاغ مقتله الساعة الثانية ليلاً".
ومنذ اندلاع الحرب عام 2015، طالت الاغتيالات رجالات الشرعية لتحمل طابعاً سياسياً يكون المتهم الأبرز فيها جماعة الحوثي بناءً على عمليات جرت داخل البلاد اتهمت فيها الحكومة الشرعية الجماعة الطائفية بالوقوف وراءها.
ونعت وزارة الدفاع اليمنية في بيان رسمي اللواء ابن جلال، ووصفته بأنه "أحد أبرز قادة الجيش الوطني الذين واجهوا ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأحد رموز الصناعات العسكرية اليمنية إذ أسهم في تطويرها وتحديثها".
وأشار البيان إلى أن اللواء بن جلال كان ينتمي إلى قبيلة عبيدة في محافظة مأرب، وكان انضم إلى صفوف الجيش الوطني بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية في 2014، وتولى منصب مدير دائرة التصنيع العسكري في وزارة الدفاع.
في حين عبر الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذي يقيم في مصر، عن ثقته بالأمن المصري للكشف عن الجناة.
وقال إننا متأكدون من أن مصر التي احتضنت أكثر من مليون ونصف المليون يمني يعيشون آمنين ومستقرين في أرض الكنانة والسفارة اليمنية ستتابعان هذه الحادثة حتى معرفة الجناة.
